470 مليون دولار إنفاق المصريين المتوقع على الفسيخ والرنجة في شم النسيم
من أشهر الأسماك التي يقبل عليها المصريون في شم النسيم الفسيخ والرنجة، وهي من نوع "البوري" الذي يُعالَج بطريقة معينة مع إضافة الملح
تشهد أسواق الأسماك المملحة في مصر رواجا على مدار الأسبوع الماضي وحتى اليوم الإثنين، الذي يوافق عيد شم النسيم، وهو اليوم الذي يرتبط بعادات قديمة لدى المصريين على رأسها تناول الأسماك المملحة وأشهرها الفسيخ والرنجة، حيث قدرت إحصائية أولية لحجم إنفاق المصريين على تلك المأكولات بما قيمته 8 مليارات جنيه (بنحو 470 مليون دولار).
وتكشف الموروثات التاريخية ارتباط الأسماك المملحة والبيض باحتفالات المصريين القدماء بهذا اليوم، حيث إن تناول البيض والفسيخ في هذه المناسبة يبدو وكأنه إحدى الشعائر المقدسة عند قدماء المصريين، وقد كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم.
أما الفسيخ فظهر بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد في عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، وذكر "هيرودت" المؤرخ اليوناني الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وكتب عنها "أنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم".
ومن أشهر الأسماك التي يقبل عليها المصريون في شم النسيم، الفسيخ والرنجة وهي أسماك من نوع "البوري" الذي يُعالَج بطريقة معينة مع إضافة الملح وتخزينه لفترة ما ليأخذ الشكل والرائحة التي يبدو عليها، بالإضافة إلى سمك السردين مختلف الأشكال والأحجام.
ويستهلك المصريون في ذلك اليوم آلاف الأطنان من تلك الأنواع، وهو ما يجعل أصحاب المصانع يتهيأون لعرض منتجاتهم بأكثر من طريقة وتسويقها قبل شم النسيم بأسبوع على الأقل.
يقول "محمود. ب" تاجر فسيخ أو كما يطلق عليه (فسخاني) بمدينة دسوق شمال القاهرة، إن الإقبال على شراء الفسيخ خلال شم النسيم يتزايد بنسب كبيرة لا يمكن تحديدها، إذ إن اليوم في حد ذاته يكون هو الموسم لجميع التجار، بينما في غير الموسم لا يقبل على الشراء سوى أصحاب المزاج (بحسب ما يصف التاجر).
وعن الأسعار قال إنها تكاد تكون مرتفعة عن العام الماضي، حيث يبدأ الفسيخ من 160 إلى 220 جنيه للكيلو، بحسب حجمه وطريقة تمليحه وهل هو طازج أو مجمد، وقال إن الرنجة تقل في السعر كثيرا، حيث يتراوح سعرها من 60 إلى 65 جنيها للكيلو الهولندي، والنرويجي من 40 إلى 50 جنيها.
ويفسر هذا الارتفاع أحمد جعفر، رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية في القاهرة، بأن قرار وزير الصناعة والتجارة المصري عمرو نصار بإلغاء رسوم الصادر على الأسماك، أدى إلى اتجاه التجار نحو تصدير كميات كبيرة من سمك البوري، ما تسبب في ارتفاع سعره، ومن ثم ارتفاع سعر الفسيخ 20%.
وتستورد مصر سمك الهارنج المستخدم في صناعة الرنجة من النرويج وهولندا بـ100 مليون دولار سنوي، حسب بيانات شعبة الأسماك بالغرفة التجارية.
ويجد جعفر صعوبة في الإفصاح عن كمية الاستهلاك خلال شم النسيم، معتبرا أن اليوم الذي يمثل موسما للتجار تنشط فيه حركة البيع بشكل متزايد بينما قد تستمر لأيام إضافية.
فيما أكدت دراسة بحثية أجراها الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية وخبير شؤون البلديات، أن المصريين من المتوقع أن يستهلكوا من الفسيخ والرنجة وباقي الأسماك المملحة ما قيمته ٨ مليارات جنيه خلال الأيام المقبلة.
وأضاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تناول طعام الفسيخ والرنجة عادة فرعونية منذ 7 آلاف عام، وأن المصريين لا يبالون بارتفاع الأسعار في سبيل إحياء العادات والاستمتاع بالمناسبات التي اعتادوا عليها تاريخيا.
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA= جزيرة ام اند امز