انعدام الأمن الغذائي.. أزمة تطال ثلثي سكان غزة
معظم أبناء قطاع غزة يعانون من الفقر المدقع، ومحدودية القدرة الاقتصادية على تأمين الغذاء، والذي يعد السبب الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي
يعاني أكثر من ثلثي الأسر الفلسطينية في قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي، حسب ما أكدته شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في نداء لها لإنقاذ سكان القطاع.
وأكدت الشبكة، في تقرير حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن نحو ثلثي الأسر الفلسطينية في قطاع غزة (68% نحو 1.3 مليون نسمة)، يعاني من انعدام الأمن الغذائي بدرجة حادة أو متوسطة، نتيجة الأزمات الممتدة والمتعاقبة التي يشهدها القطاع.
وعزت الشبكة هذا التدهور الخطير إلى 12 عاماً من الحصار الإسرائيلي والانقسام السياسي، الذي طالت تبعاته كل مناحي الحياة، فضلاً عن الهجمات العسكرية المتتالية من الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف المواطنين وممتلكاتهم وسبل عيشهم.
ووفق التقرير، يعاني معظم أبناء قطاع غزة من الفقر المدقع ومحدودية القدرة الاقتصادية على تأمين الغذاء، والذي يعدّ السبب الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي.
وبيّن التقرير أن أكثر من نصف السكان دون خط الفقر، ومع معدل بطالة يبلغ 52%، ويتجاوز 70% في أوساط الشباب.
وكشف التقرير نتائج دراسة حديثة أظهرت أن ما يزيد عن 70% من الأسر التي شملتها الدراسة في قطاع غزة تقلل عدد وجبات الطعام للتكيف مع نقص الطعام أو نقص الموارد.
ووفق الدراسة التي أعدتها منظمة إنقاذ الطفلة الدولية واليونسيف وبرنامج الغذاء العالمي، فقد رُصد تدهور مثير للقلق من الوضع الغذائي للنساء الحوامل والمرضعات، حيث وجد أن نحو ١٨% من النساء الحوامل و١٤% من الأمهات المرضعات يعانين من سوء التغذية.
وبيّنت الشبكة أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة أدى لتحويل الفئات المنتجة إلى فئات هشة في حاجة إلى المساعدات الإنسانية، وبفعل الحصار ومنع دخول المواد الخام والتصدير والعجز في الطاقة تعاني جميع فئات المجتمع من صعوبة تأمين الغذاء، ومن ثم تضاعف أعداد الفئات المعرّضة لانعدام الأمن الغذائي، وفق التقرير.
وزادت الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية للسكان في غزة، نتيجة أزمة الرواتب التي يعيشها موظفو السلطة الفلسطينية، بخصومات طالت أكثر من نصف الراتب، وأدت لعدم قدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهم.
كما زاد من تفاقم انعدام الأمن الغذائي تراجُع مستوى الدعم الذي تقدمه وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية للأُسر الأشدّ ضَعفاً.
وأشار التقرير إلى أنه في ظل هذا الواقع الاقتصادي والاجتماعي الصعب يعتمد أكثر من مليون لاجئ فلسطيني في قطاع غزة على المعونة الغذائية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، والتي تواجه أزمة تمويل كبيرة نتيجة القرار الأمريكي بوقف تمويلها قبل قرابة عام ونصف.
وأطلقت الأونروا منذ أيام تحذيراً بعدم قدرتها على مواصلة تقديم الغذاء، ما لم تحصل على دعم عاجل لا يقل عن 60 مليون دولار إضافية بحلول يونيو/حزيران، وحذرت المنظمة الدولية من أن أكثر من مليون لاجئ في قطاع غزة مهددون بنقص الغذاء بحلول الشهر المقبل.
وذكرت أونروا، في بيان لها، أن أكثر من نصف عدد سكان قطاع غزة (يبلغ مليونيْ نسمة) يعتمدون على المعونة الغذائية المقدمة من المجتمع الدولي، وهم مهددون بنقص الطعام ما لم يتم تأمين 60 مليون دولار إضافية بحلول يونيو/حزيران المقبل.
وقالت الوكالة: "مقدرتنا على مواصلة تقديم الغذاء لأكثر من مليون لاجئ فلسطيني في غزة ستكون عرضة لتحديات كبيرة، بمن في ذلك نحو 620 ألف شخص يعانون من فقر مدقع، أي أولئك الذين لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، ويجب عليهم العيش على أقل من 1.6 دولار في اليوم الواحد، ونحو 390 ألفا يعانون من فقر مطلق، ويعيشون بأقل من 3.5 دولار في اليوم".
وأضافت: "أقل من 80 ألف لاجئ من فلسطين كانوا يتلقون المعونة الاجتماعية من الوكالة في غزة في عام 2000، لكن اليوم هناك أكثر من مليون شخص في حاجة إلى معونة غذائية طارئة، ولا يمكنهم بدونها أن يعيشوا يومهم ذلك".
وقال ماتياس شمالي، مدير عمليات أونروا في غزة "هذا يشكل زيادة بنحو عشرة أضعاف، وسببها الحصار الذي أدى لإغلاق غزة، والأثر الكارثي له على المجتمع المحلي، بالإضافة للنزاعات المتعاقبة التي دمرت أحياء بأكملها، ودمرت البنية التحتية على الأرض"، كما عزا السبب إلى الأزمة السياسة الفلسطينية الداخلية المستمرة، بين حركتي حماس وفتح.
وأضاف "شمالي": "العمل الإنساني الوقائي لوكالات الأمم المتحدة بما في ذلك أونروا، والتحويلات التي تأتي من الخارج هي التي منعت غزة من الوصول إلى حافة الانهيار التام".
وبدوره، حذر منسق الشؤون الإنسانية جيمي ماجولدريك من "الوضع الخطير جداً" حسب وصفه، والذي قد ينتج عن توقف الدعم الغذائي الذي يقدمه برنامج الغذاء العالمي والأونروا نتيجة عدم توفر التمويل، مما يهدد حياة السكان في قطاع غزة وعدم قدرتهم على توفير الغذاء اللازم.
كما أشار إلى التحديات وضعف التمويل التي تواجه منظمات المجتمع المدني، والتي تضعف من قدرتها على تقديم المساعدات المختلفة والدعم الغذائي للفئات الهشة.
aXA6IDE4LjExNi45MC41NyA=
جزيرة ام اند امز