حقيقة التهاب عضلة القلب بعد لقاحات كورونا.. جامعة ستانفورد توضح
كشف بحث من جامعة ستانفورد الآلية المناعية المحتملة لالتهاب عضلة القلب بعد لقاحات كورونا لدى فئة محدودة من المتلقين.
كشف بحث جديد صادر عن جامعة ستانفورد تفاصيل معمقة حول الاستجابة المناعية التي قد تؤدي إلى حدوث التهاب عضلة القلب لدى عدد محدود من متلقي لقاحات كوفيد–19 المبنية على تقنية mRNA. ويأتي هذا التطور بالتزامن مع تحقيقات أعلنت عنها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن تقارير عن وفيات يُشتبه في ارتباطها باللقاح، رغم تأكيد الجهات الصحية عدم تسجيل أي وفاة مؤكدة ناجمة عن هذا النوع من الالتهاب داخل الولايات المتحدة حتى الآن.
معدل التهاب القلب بعد لقاحات كورونا أقل من الإصابة بالفيروس نفسه
تشير البيانات المنشورة إلى أن معدل الإصابة بالتهاب عضلة القلب بين الأطفال والبالغين دون سن 65 خلال عامي 2023 و2024 بلغ نحو حالة واحدة لكل 125 ألف متلقي للقاح، فيما ارتفع المعدل لدى الذكور دون 25 عامًا إلى حالة واحدة لكل 250 شخصًا ضمن الفئة نفسها. وتُعرف هذه المضاعفات عادةً بأنها خفيفة وتزول تلقائيًا، بينما تتطلب الحالات الأكثر حدة تدخلًا طبيًا أو دخول المستشفى.
الدراسة التي أشرف عليها فريق بقيادة اختصاصي القلب الدكتور جوزيف وو حلّلت عينات دم لمتلقي اللقاح وأفراد أصيبوا بالتهاب عضلة القلب بعد التطعيم. وأظهرت النتائج ارتفاع مستويين من البروتينات المرتبطة بنشاط الجهاز المناعي، هما CXCL10 وIFN-gamma، لدى المجموعة التي ظهرت لديهم المضاعفات. وتعتبر هذه البروتينات من السيتوكينات المسؤولة عن تحفيز الاستجابات الالتهابية.
أجريت تجارب لاحقة على نموذج معملي أظهرت أن خلايا الماكروفاج التي وُضعت في أطباق تحوي اللقاح بدأت بإفراز بروتين CXCL10، بينما أطلقت خلايا T مستويات مرتفعة من IFN-gamma عند تعرضها لوسط يحتوي على هذه الماكروفاج. وعند وضع خلايا T في وسط يحوي اللقاح فقط، بقيت مستويات البروتين ضمن الحدود الطبيعية، ما يشير إلى أن تنشيط الماكروفاج قد يكون المحرك الأساسي لسلسلة الاستجابة المناعية.

كيف يحدث التهاب القلب بعد لقاحات mRNA؟
لتقييم تأثير اللقاح على أنسجة القلب، حقن الباحثون مجموعة من الفئران الذكور اليافعة بجرعات من لقاح فايزر المبني على تقنية mRNA، وعُثر بعد أيام على خلايا النيتروفيل داخل نسيج القلب. واعتبر الفريق أن هذه الخلايا، بوصفها من أولى المستجيبين لأي ضرر، قد توضح نمط الالتهاب الذي تم رصده لدى بعض البشر.
وتجدر الإشارة إلى أن عدوى فيروس كورونا نفسها يمكن أن تؤدي إلى التهاب عضلة القلب لدى نحو 21 شخصًا من كل 100 ألف، وفق دراسة إيطالية أُجريت عام 2022، ما يجعل معدل المضاعفات المرتبطة باللقاح أقل من معدل الإصابة بالتهاب القلب الناتج عن الفيروس. ويؤكد الخبراء أن تقييم الفوائد مقابل المخاطر يجب أن يعتمد على الحالة الصحية لكل فرد.
تزامن نشر الدراسة مع تصريحات منسوبة لمدير قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الدكتور فيناي براساد، حول اطلاع الإدارة على تقارير تشير إلى حالات وفاة يُعتقد ارتباطها باللقاح. وتعتمد هذه المعلومات على قاعدة بيانات VAERS التي تتيح لأي شخص تقديم بلاغ حول آثار جانبية محتملة، من دون إثبات علاقة سببية. وأكدت الإدارة أنها باشرت تحقيقًا شاملاً يشمل أطفالًا وبالغين.
ويقدّر أن 270 مليون شخص في الولايات المتحدة تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاحات mRNA. وأوضح الدكتور وو أن هذه اللقاحات ساهمت في تقليل الإصابات والآثار الصحية الحادة خلال الجائحة، مشيرًا إلى أن لقاحات أخرى قد تسبب أحيانًا مظاهر التهابية مشابهة.
وشهد الشهر الماضي تحديثًا في توصيات اللجنة الاستشارية للتطعيم التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض، حيث أوصت بأن يعتمد الحصول على لقاح كورونا على قرار فردي، بعد أن كان موصى به سابقًا لجميع الفئات العمرية من ستة أشهر فأكثر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز