قراءة فنية لتحولات محمود درويش في ملتقى "العويس الثقافية"
الناقد الأردني الدكتور محمد شاهين قرأ ورقة بعنوان "محمود درويش: على هذه الأرض ما يستحق الحياة! موقع البقاء"
استضافت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بمدينة دبي في الإمارات فعاليات ملتقى "محمود درويش.. أثر الفراشة لا يزول"، الذي انطلق الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، بمشاركة نخبة من النقاد والكتاب والأدباء الذين أثروا على مدى يومين ندوة فكرية هي الأكبر من نوعها عن الشاعر الراحل محمود درويش.
وقدم الحضور قراءة فنية لتحولات محمود درويش، وقرأ الناقد الأردني الدكتور محمد شاهين ورقة بعنوان "محمود درويش: على هذه الأرض ما يستحق الحياة! موقع البقاء"، وتطرق خلالها إلى جدلية ترجمة معنى عبارة محمود درويش المشهورة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" إلى اللغة الإنجليزية، لأن صورة الأرض لها خصوصيتها إذا ما قورنت بمثيلاتها من الصور عند سائر الشعراء الآخرين. خصوصيتها هذه تعود إلى واقع متميز يشتق منه صورة "الأرض" عند درويش.
ثم قدمت الدكتورة مريم الهاشمي بحثاً بعنوان "الذاتية في شعر محمود درويش"، وذهبت فيه نحو حضور الذات، وهو السمة الأوضح التي يقف عليها الدارس، فتارة نجد الذات تخاطب الأنا الشاعرة، وتارة أخرى نجدها ضائعة مشتتة، وثم تثور محاولة استرجاعها وانتشالها من الضياع، وأحيانا أخرى تقف الذات أمام الزمان بتحدٍّ غير مجدٍ لترجع إلى الذات الحقيقية للشاعر، وهي الذات التي تنبع منها كل الذوات الأخرى، وهي التي تخاطب وتقارع واقعها طامحة للتغيير أو باحثة عن مخرج لها من خلال ألفاظ وأشطر وإحالات.
وقد أدارت الجلسة الأولى الشاعرة صالحة غابش، وساهمت الحوارات المختلفة في إثراء الجلسة الأولى للملتقى.
وفي الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة بروين حبيب قدم الشاعر والناقد عبده وازن ورقة بعنوان "محطات في مسار محمود درويش الشعري".
وتتبع وازن مسار محمود درويش بدءا من مرحلة الثمانينيات مع التحول الذي طرأ على شعره، خصوصا مع 3 دواوين "هي أغنية، هي أغنية" و"ورد أقل"، و"أحد عشر كوكبا"، قاد درويش ثورة في شعره وأصبح إنسانيا في تناوله لأسئلة وجودية تجاوزت هموم وشعر القضية، إلى جانب إصراره على التمسك بقصيدة التفعيلة والتجديد في إيقاعاتها.
بينما سرد الكاتب الصحفي والناقد سيد محمود في ورقته "محمود درويش في مصر، السيرة شبه المجهولة وإرهاصات الروح الجديدة" حياة محمود درويش في مصر وعلاقته بأجوائها الثقافية والسياسية، ذاكراً أسماء لشخصيات فكرية إعلامية معروفة ساهمت في دخول الشاعر إلى عالم مصر الصحفي في سبعينيات القرن العشرين، وما أحدثه ذلك الحضور من تجاذبات سياسية وثقافية بين مثقفي مصر وإعلامييها.
وأشار إلى أن القاهرة لعبت دورا في صناعة نجومية محموددرويش، وأحدثت تحولا فنيا في قصيدة درويش على ضوء تفاعله مع الشعر المصري الذي عرف تحولا كبيرا مع شعراء الموجة الثانية في الستينيات أمثال أمل دنقل وإبراهيم أبوسنة ومحمد عفيفي مطر.
وفي ختام الملتقى عُرض فيلم وثائقي عن محمود درويش من تأليف السينمائية سيمون بيتون وإلياس صنبر وإخراج سيمون بيتون يتناول سيرة الشاعر، مشتملاً على مقتطفات من أمسيات شعرية أقامها الشاعر في بيروت والقاهرة وباريس وأماكن أخرى.
ويتضمن الفيلم الذي أُنتج عام 1999 فقرات من حوار طويل في بيت درويش ومسقط رأسه قرية البروة التي غدت أطلالاً، كما تسجل عدسة المخرجة لقاء درويش مع عائلته بعد غياب 30 عاماً، فضلاً عن مشاهد للجليل وحيفا وعكا وعمان والبحر الميت ورام الله وبيروت والقاهرة.