نجوم تأكل كواكبها.. هل يمكن رؤية المذبحة بعد مليارات السنين؟
الغالبية العظمى من النجوم لها كواكب، نعلم ذلك من ملاحظات أنظمة الكواكب الخارجية، ونعلم أيضا أن بعض النجوم ليس لديها كواكب، وربما لم يكن لديها كواكب أبدا، وهذا يثير مسألة مثيرة للاهتمام.
لنفترض أننا رأينا نجما قديما ليس له كواكب، فهل كان نتيجة أنه فقد كواكبه أثناء اقتراب نجم آخر من قربه، أو ربما أن النجم نفسه أكل كواكبه مثل الأسطورة الإغريقية "كرونوس" التي أطاح فيها ابن الملك بأبيه وحاول تجنب نبوءة من نفس المصير عن طريق ابتلاع كل أبنائه.. فكيف يمكننا وصف ما حدث؟ هذا ما أجابت عليه دراسة أمريكية نشرت في 27 يوليو/ تموز بموقع "arxiv.org".
كل ذلك يعود إلى عنصر صغير غريب يعرف باسم الليثيوم، وهو العنصر الثالث في الجدول الدوري.
ورغم أن معظم الذرات التي تشكلت خلال الانفجار العظيم كانت من الهيدروجين والهيليوم، تشكلت كميات ضئيلة من الليثيوم من الانفجار العظيم "حوالي ذرة واحدة من كل عشرة مليارات حسب النموذج الحالي".
لكن اتضح أن نسبة الليثيوم في الكون أقل مما تتوقع، هذا لأنه بينما يتم إنشاء عناصر أخرى مثل الكربون والأكسجين والحديد في قلوب النجوم الكبيرة، يتم تدمير الليثيوم، وهو تأثير يُعرف باسم احتراق الليثيوم، وهذا يعني أن النجوم الأكبر سنا لا تحتوي عادةً على الكثير من الليثيوم الموجود في غلافها الجوي.
ويستخدم علماء الفلك هذا التأثير للتمييز بين الأقزام البنية عالية الكتلة والنجوم ذات الكتلة المنخفضة، فإذا كان هناك الكثير من الليثيوم الموجود في الغلاف الجو ، فلن يحدث الاندماج، وهذا يعني أن النجم قزم بني، لكن بعض النجوم تحتوي على الليثيوم في الغلاف الجوي، ومن الواضح أنها كبيرة بما يكفي وساخنة بدرجة كافية للخضوع للاندماج، ولم تحرق الليثيوم من غلافها الجوي.
كانت الفرضية الشائعة هي أن هذه النجوم غير العادية يجب أن تخضع لخلط داخلي غير عادي يمنع بطريقة ما الليثيوم من الدوران إلى داخل النجم حيث يمكن استهلاكه، وتقترح هذه الدراسة الأخيرة بديلا، وهو أنه ربما حدث أن استهلكت هذه النجوم كواكبها الصغيرة بدلا من ذلك.
ونظرا لأن الكواكب لا تحرق الليثيوم عندما يلتهم نجم كوكب ما، فإن الليثيوم يضاف إلى مزيج النجم.
وقام الفريق البحثي بمحاكاة كيف سيتصرف هذا الليثيوم المضاف في داخل النجم، والمدة التي سيستغرقها التلاشي من الطبقات العليا للنجم، ووجدوا أن النجوم القزمة الحمراء الصغيرة فعالة إلى حد ما في حرق الليثيوم الجديد.
ونظرًا لأن النجم الصغير يحتوي على مناطق حرارية كبيرة ينضب الليثيوم الجديد في غضون بضع مئات من ملايين السنين، ولكن بالنسبة للنجوم الأكبر والأكثر شبهاً بالشمس، يمكن للليثيوم البقاء في الجوار لمليارات السنين، وبعد فترة طويلة من استهلاك كوكب ما، لا يزال الليثيوم موجودًا في الغلاف الجوي النجمي.
لذلك إذا رأينا نجمًا قديمًا شبيهًا بالشمس مع وجود الليثيوم في غلافه الجوي، فمن الممكن تمامًا أن يكون لديه كواكب في السابق، ويبدو أن الليثيوم النجمي هو علامة جيدة على وجود نجم متخم بعد تناول وجبة كوكبية.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA==
جزيرة ام اند امز