سياسة تجويع.. قيود حوثية على الرحلات الإنسانية لليمن
تمادت مليشيات الحوثي الإرهابية في أساليب تجويع اليمنيين وحرمانهم من فرص العيش الكريمة، حتى أولئك الخاضعين والقابعين عنوة داخل مناطقها.
وبدلًا من سعيها إلى تسهيل عمليات توزيع المساعدات الغذائية الإنسانية من المنظمات العاملة في اليمن، أقدمت المليشيات على تضييق وصول الإغاثة إلى المواطنين اليمنيين في مناطقها، عبر تقييد الرحلات الجوية الإغاثية للمنظمات الدولية.
وآخر ما قامت به المليشيات الحوثية في هذا الشأن، إعلانها فرض قيود على رحلات جميع المنظمات الدولية العاملة في اليمن، عبر مطار صنعاء الدولي؛ تحت مبرر الاحتجاج على قرار شركة الخطوط الجوية اليمنية إيقاف مبيعات تذاكر رحلاتها عبر مكاتب الشركة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وذكرت وسائل إعلام حوثية أن الهيئة العامة للطيران المدني الخاضعة للمليشيات، اتخذت قرارًا بعدم السماح لأي رحلات تابعة للمنظمات الدولية بالهبوط في مطار صنعاء الدولي، باستثناء يوم الجمعة من كل أسبوع، اعتبارًا من تاريخ 31 مارس/آذار الجاري.
وأشارت الى أن هذا القرار جاء على خلفية إيقاف قيادة شركة الخطوط الجوية اليمنية مبيعات تذاكر السفر بين (صنعاء - عمان) عبر مكاتبها ووكلاء السفر في مناطق سيطرة المليشيات.
كارثة إنسانية
وحذرت مصادر عاملة في إحدى المنظمات الدولية الإنسانية داخل اليمن، من تبعات القرار الحوثي على توفير المساعدات الغذائية والإغاثية لليمنيين في مختلف المحافظات، وتحديدًا في مناطق سيطرة الحوثيين.
وقالت المصادر لـ”العين الإخبارية” إن هذه الخطوة المتمثلة في منع وإيقاف الرحلات الجوية للمنظمات الدولية، ستحد من عملية تدفق المساعدات الإنسانية لملايين اليمنيين المتأثرين من الصراع الجاري في اليمن منذ قرابة تسع سنوات.
المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لفتت إلى أن القرار سيؤدي إلى كارثة إنسانية، وسيفاقم الأزمة التي يعانيها الشعب اليمني، والذي يكابد أوضاعًا متردية لا تحتمل المزيد من التبعات والتداعيات الجديدة التي تقوم بها أطراف الصراع، في إشارة إلى مليشيات الحوثي.
سلاح تجويع
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة حقوق الإنسان اليمنية وليد الأبارة أن إيقاف وصول المساعدات الإنسانية عبر مطار صنعاء يرتقي إلى مستوى "جريمة حرب".
وأضاف الأبارة، في تصريحات صحفية، أن مليشيات الحوثي تستخدم ”الجوع” كسلاح ضد المواطنين لأسباب وأغراض سياسية، معتبرا أن اليمن أمام ”تصعيد خطير” في الملف الإنساني، لأن عام 2023 عام قاسٍ نتيجة العجز في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية وارتفاع أسعار الطاقة والغداء.
وأشار المسؤول اليمني إلى أن هناك شبه مجاعة قد تحصل في الأشهر القادمة، مضيفًا أن هناك إشكالية تتعلق بطبيعة النظام الدولي الإنساني؛ لأنه فشل في طريقة تعاطيه مع ما يقوم به الحوثي تجاه المساعدات الإنسانية.
وكانت شركة الخطوط الجوية اليمنية اتهمت في وقت سابق من الأسبوع الماضي الحوثيين بتجميد حسابات الشركة في البنوك العاملة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وحذرت من أن هذا الإجراء سيؤدي إلى توقف الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء الدولي.
واعترفت مليشيات الحوثي -ضمنيًا- بتجميد أرصدة الشركة، وزعمت بأن ما قامت به هو مجرد إجراءات رقابية إضافية تحت إشراف القائمين على الشركة في صنعاء للحفاظ على أموال الشركة ونقل السيولة بدون ضوابط.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز