السلام لا يصنعه إلا الأقوياء والحكماء.. هذه حقيقة لا تقبل الجدل.
والحقيقة الأخرى الراسخة هي أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو أحد أبرز هؤلاء القادة الأقوياء والحكماء، الذين عملوا ويعملون من أجل أن يسود السلام والتسامح ربوع العالم كله، وليس فقط منطقة الشرق الأوسط.. من هنا استحق وبجدارة جائزة "رجل الدولة الباحث"، التي يمنحها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى للقادة والشخصيات العامة، الذين تستند إنجازاتهم إلى المُثُل العليا، ويتمتعون بالحنكة السياسية، ويقدرون على نقل شعوبهم وبلدانهم إلى المكانة التي يستحقونها، ومَن لديهم فهم عميق للعالم من حولهم ويعملون من أجل نشر السلام والتسامح.
إن جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في نشر ثقافة السلام والتسامح والاستقرار في المنطقة والعالم لا تحتاج إلى جهد لإبرازها، فالقاصي والداني يعلم جيداً الدور الحاسم، الذي قام به لإرساء دعائم السلام واستعادة الاستقرار في المنطقة العربية بعد فوضى ما عُرف باسم "الربيع العربي"، فمن خلال مواقفه الحاسمة والحازمة تمكنت المنطقة من أن توقف انزلاقها الخطير نحو الفوضى الشاملة، كما تمكن سموّه بحكمته وشجاعته من هزيمة المخططات الإرهابية للتنظيمات المتطرفة، التي غزت المنطقة كلها وحاولت إغراقها بأفكار التطرف والتشدد والعمليات الإرهابية والقتل والتخريب.
لم يكتفِ سموه بمواجهة نزعات التطرف والإرهاب، بل قام في المقابل بجهود ضخمة من أجل نشر قيم التسامح والأخوة الإنسانية، وضمن هذا السياق جاءت رعايته الكريمة لـ"وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي تم توقيعها على أرض دولة الإمارات في الرابع من فبراير عام 2019، والتي تعد أهم وثيقة في التاريخ الحديث لتعزيز الحوار الديني ونشر ثقافة التسامح والحوار والسلام بين أتباع الديانات السماوية.
وتقديراً لأهمية هذه الوثيقة، جاء القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في ديسمبر الماضي باعتبار يوم 4 فبراير من كل عام يوماً دولياً للأخوة الإنسانية.
وبرز دور صاحب السمو كصانع للسلام الإقليمي، عندما تمكن بحكمته ورؤيته السديدة ودبلوماسيته الهادئة من أن يُنهي خلافاً استمر عقدين من الزمن بين إثيوبيا وإريتريا وأن يحقق المصالحة بين البلدين الجارين في مشهد لم يدُر بمخيلة أكثر المتفائلين في إريتريا وإثيوبيا.
أما على المستوى العالمي، فقد برز دور صاحب السمو واضحاً في مد يد العون لجميع الدول العالم في مواجهة تداعيات أزمة جائحة كوفيد-19، فكانت اتصالات صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان، والتي لم تتوقف، بكثير من زعماء وقادة العالم، وتوجيهاته الحكيمة بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية للدول المتضررة، موضع إشادة وتقدير من العالم كله.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فهناك مبادرته الإنسانية الفريدة لاستئصال مرض شلل الأطفال في دول عدة، حيث يستفيد من حملة الإمارات لمكافحة شلل الأطفال نحو 400 مليون طفل سنوياً، وهو جهد عالمي من دولة الإمارات لحماية الأجيال الجديدة من هذا المرض، فضلا عن كثير من المبادرات الإنسانية التي تنشر الرحمة والسلام والخير في كل بقاع الأرض.
وجاء توقيع اتفاقية السلام الإبراهيمية بين الإمارات وإسرائيل ليبرز بصورة أكبر دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كصانع للسلام الإقليمي والعالمي، فهذا الاتفاق، الذي شكّل اختراقاً في ملف عملية السلام بالشرق الأوسط، والذي أعاد صياغة العلاقات الإقليمية على أسس جديدة، يُعلي من قيمة السلام والحوار البنّاء، ويفتح الباب أمام فرص جديدة لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني ولكل شعوب المنطقة، ويثبت أن العرب طالبو سلام، وهذا السلام لن يحصد ثماره الدول الأطراف فقط، بل المنطقة برمتها، التي سيتيح السلام لدولها التفرغ لتحقيق التنمية والازدهار لشعوبها ووقف استنزاف مواردها في صراع طويل، والتركيز فقط على المستقبل المشرق الذي تنشده لشعوبها.
إن تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مؤخرا بجائزة في مجال نشر ثقافة السلام والتسامح والتنمية في المنطقة والعالم من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والذي وصفه بأنه شخصية "جريئة وذو رؤية ثاقبة"، ليس سوى جزء يسير مما يستحقه سموه باعتباره رجل دولة وصانع سلام، أما التكريم الأكبر فهو محبة شعبه وكل شعوب المنطقة وإيمانهم بدور رجل يعمل دائما على تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة