أحدث رد صيني على أمريكا.. بورصة غير تقليدية لشركات التكنولوجيا
البورصة المتخصصة تبدأ العمل خلال أسابيع بقواعد اكتتاب أسهل لتمكين الشركات الصينية من الحصول على التمويل للإنفاق على البحث والابتكار.
"نحن صغار اليوم، لكن إذا كانت دولتنا جادة في تشجيع التكنولوجيا والابتكار الذاتي فامنحنا 5 إلى 8 سنوات وحينها سننافس عمالقة الولايات المتحدة وسنصبح أكبر".. كلمات حماسية من رجل الأعمال الصيني جين لي الذي عاد إلى بلاده بعد أن درس في أمريكا لتأسيس شركته الناشئة التي تعمل في قطاع التكنولوجيا الصحية.
مبنى متواضع في إحدى ضواحي بكين، هو مقر "بالانس ميديكال تكنولوجي" شركة جين لي التي ينخرط فيها العمال لإتمام عمليات غرز أنسجة البقر والخنازير في صمامات قلب بديلة للاستخدام الآدمي، وبينما يزيد الطلب على منتجاته، يطمح "لي" إلى استغلال التوجهات الإصلاحية لدى الرئيس الصيني شي جين بينغ للتوسع.
- الصين تتعهد بحماية شركات التكنولوجيا المستهدفة في الحرب التجارية
- الصين تكشف تفاصيل "القائمة السوداء" للشركات الأجنبية
وتعتزم الصين تشغيل بورصة متخصصة لشركات التكنولوجيا بمفهوم مختلف؛ حيث تكون قواعد الاكتتاب والإدراج فيها أسهل من البورصات التقليدية، وقد صممت البورصة بحيث تسهل لشركات التكنولوجيا الواعدة الحصول على التمويل لإنفاق المزيد على البحث والابتكار الذاتي والتوسع، ومن ثم الصمود في وجه المنافس الأمريكي الشرس الذي أعلن حربا تكنولوجية على بكين.
كما تسعى بكين لإنشاء مجلس تكنولوجي يساعد على وقف اتجاه شركات التكنولوجيا الصينية إلى طرح أسهمها للاكتتاب في البورصات الخارجية، بالإضافة إلى وضع سياسة حكومية تزيد مساهمة سوق المال المحلية في توفير التمويل الذي تسعى وراءه الشركات الصينية بدلا من الاعتماد على القروض من البنوك المملوكة للدولة.
بالنسبة لشركة جين؛ فإن بيع أسهم في البورصة المرتقبة يمكن أن يمول منشأة تبلغ مساحتها 16 ألف متر مربع، بالإضافة إلى مركز أبحاث؛ ما يعزز الإنتاج 8 أضعاف إلى أكثر من 8 آلاف صمام قلب سنويا. ومن شأن خطوة كهذه أن تأخذ شركة لي التي تأسست منذ 14 عاما إلى مستوى مقارب للعملاق الأمريكي "إدوارد لايف ساينس" الشركة التي تبلغ قيمتها 36 مليار دولار ويعتبرها لي النموذج الذي يحتذى به.
وتعد "بالانس ميديكال" الأقل من حيث الإيرادات مقارنة بـ119 شركة أخرى تقدمت بطلبات قيد لبورصة شنغهاي للتكنولوجيا التي من المقرر أن تبدأ العمل خلال الأسابيع المقبلة، لكن طموحات جين تتماهى مع معركة أكبر يديرها الرئيس الصيني في مواجهة تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضغط على الصين من خلال التعريفات التجارية وإجراءات صارمة ضد واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا لديها "هواوي".
وتخشى الصين من أن تجد نفسها تدريجيا عرضة لخطر الخروج من سلسلة التوريد التكنولوجية العالمية.
ويقدر محللو "كريدي سويس" أن الولايات المتحدة تنفق أكثر من 5 أضعاف ما تنفقه الصين على الأبحاث الأساسية، وقال محللو البنك في تقرير أصدره مارس/آذار الماضي إن "البورصة المرتقبة قد تحتضن اليوم ما ستصبح شركات كبرى غدا ".
ووفقا لتقارير وسائل إعلام صينية؛ فإن تعزيز مكانة التكنولوجيا لتصل إلى أعلى المستويات السياسية في بكين يعني أن الشركات المتداولة في البورصة الجديدة ستحظى أيضا بدعم من مختلف الحكومات الإقليمية، خاصة بعد إعلان الرئيس الصيني عن "مجلس التكنولوجيا" وهو ما يعني اصطفاف السلطات المحلية لدعم الشركات ومنحها بعض السياسات التفضيلية.
aXA6IDMuMTMzLjEyOC4yMjcg
جزيرة ام اند امز