دليل استثماري.. خبراء يكشفون لـ«العين الإخبارية» التوقيت المثالي لشراء وبيع الأسهم

يُعد تحديد التوقيت المثالي لشراء وبيع الأسهم حجر الزاوية في الاستثمار الناجح، وهدفاً يسعى إليه كل مستثمر في الأسواق المالية.
في وقت تنتشر في أوساط المتداولين العديد من الأقوال المأثورة والاستراتيجيات التي تهدف إلى فك شفرة تحركات السوق، مثل "اشترِ والدماء تسيل في السوق"، بما يعني أن تشتري الأسهم وقت الهبوط وكلمة الدم ترمز للون الأحمر لون الهبوط، و"الاتجاه هو صديقك" من بين هذه الاستراتيجيات، تبرز مقولة موسمية شهيرة: "بع في مايو واخرج من السوق"، التي تثير تساؤلاً سنوياً لدى المستثمرين حول مدى فعاليتها.
استطلعت العين الإخبارية آراء 6 من خبراء أسواق المال والمحللين الماليين وكذلك 2 من المستثمرين في البورصة من ذوى الخبرة الطويلة في مجال الاستثمار في الأسهم بينهم الدكتور معتصم الشهيدي، والدكتور محمد عبدالرحيم، وماهر جامع، الخبراء في أسواق المال لرصد أهم النصائح.
نظرية "البيع في مايو": هل هي حقيقة أم خرافة؟
تستند استراتيجية "البيع في مايو والخروج" (Sell in May and Go Away) إلى ملاحظة تاريخية مفادها أن أداء سوق الأسهم يميل إلى التباطؤ خلال فترة الستة أشهر الممتدة من مايو/أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة بالفترة الأكثر زخماً من نوفمبر/تشرين الثاني إلى أبريل/نيسان، وعليه، ينصح القول المأثور المستثمرين ببيع ممتلكاتهم من الأسهم في بداية مايو/أيار، والابتعاد عن السوق حتى شهر نوفمبر لإعادة الشراء.
تدعم بعض البيانات التاريخية هذه النظرية ظاهرياً، فمنذ عام 1990، حقق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأمريكي متوسط نمو يقارب 7% في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني إلى أبريل/نيسان، بينما اقتصر النمو على 2% فقط في المتوسط خلال الفترة من مايو/أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول، ولم يقتصر هذا النمط على أسهم الشركات الكبرى في الولايات المتحدة، بل لوحظ أيضاً في أسواق الأسهم العالمية والآسيوية والأوروبية، وإن بنسب متفاوتة.
وقد تعزز هذا الاعتقاد بسبب ارتباط أشهر الصيف والخريف ببعض الانهيارات التاريخية الكبرى، مثل انهيار أكتوبر/تشرين الأول 1987 وأزمة 2008 المالية العالمية، بالإضافة إلى الكساد الكبير الذي ضرب الأسواق في النصف الثاني من عام 1929.
العوامل المؤثرة في أسعار الأسهم
لفهم توقيت السوق، يجب أولاً إدراك القوى التي تحرك أسعار الأسهم صعوداً وهبوطاً، تتأثر الأسعار بمزيج معقد من العوامل، أبرزها:
العرض والطلب: هو المحرك الأساسي للسوق. عندما يفوق عدد المشترين عدد البائعين، يرتفع السعر، والعكس صحيح.
أساسيات الشركة: تشمل الأداء المالي للشركة، أرباحها، نموها المتوقع، وتوزيعات الأرباح. فالأرباح القوية تدعم سعر السهم.
الأخبار والأحداث الاقتصادية: تؤثر التقارير الاقتصادية (مثل معدلات التضخم والبطالة)، والأحداث السياسية، وأخبار الشركات (كالاندماج والاستحواذ) بشكل مباشر على معنويات المستثمرين وبالتالي على الأسعار.
يشير مصطلح معنويات السوق إلى المزاج العام للمستثمرين، التفاؤل يدفع الأسعار للارتفاع، بينما يؤدي التشاؤم إلى انخفاضها.
استراتيجيات الشراء والبيع.. متى تتخذ القرار؟
إن قرار البيع لا يقل أهمية عن قرار الشراء، فكلاهما يحدد مدى نجاح الاستثمار.
متى تشتري الأسهم؟
يقول الخبراء لا تشترِ سهماً بناءً على السمعة فقط، بل قم بتحليل الوضع المالي للشركة وموقعها التنافسي وتوقعاتها المستقبلية.
النصيحة الأخرى من المستثمرين والخبراء على حدًا سواء ( لا تضع البيض في سلة واحدة فإذا وقعت فسد كل البيض)، ووفقا للاقتصاديين فإن ذلك يعني لا تضع كل أموالك في سهم واحد بل قم بتوزيع استثماراتك على قطاعات وأصول مختلفة يقلل من المخاطر ما يؤدي إلى تنوع المخاطر وتوزيعها
عندما تكون الأسعار منخفضة لسبب مؤقت يجب عليك الاستفادة من تراجع سعر سهم قوي بسبب أخبار سلبية مؤقتة، مما يتيح فرصة للشراء بسعر مخفض.
متى تبيع الأسهم؟
ووفقا لآراء العديد من المحللين فإذا اشتريت سهماً بهدف الوصول إلى سعر معين، فإن تحقيقه يمثل وقتاً مناسباً للبيع وجني الأرباح.
وينصح الخبراء بضرورة البيع عندما تتغير أساسيات الشركة للأسوأ، قائلين "إذا واجهت الشركة تحديات جوهرية، مثل تراجع حصتها السوقية أو انخفاض أرباحها بشكل مستمر، فقد يكون البيع قراراً حكيماً لتجنب المزيد من الخسائر".
ويتابع الخبراء عندما تجد فرصة استثمارية أفضل ففي بعض الأحيان، قد يكون بيع سهم متوسط الأداء للاستثمار في آخر ذي إمكانات نمو أعلى خياراً استراتيجياً.
هل لا تزال استراتيجية "البيع في مايو" فعالة؟
على الرغم من الدعم التاريخي، فإن فاعلية هذه الاستراتيجية تتضاءل في الأسواق الحديثة لعدة أسباب:
يتمثل أولها في تكاليف التداول فإن كل عملية بيع وشراء تترتب عليها رسوم وعمولات، مما يقلل من صافي الأرباح. يقول الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، يوجين فاما: "الاستثمار مثل الصابون؛ كلما لمسته أكثر، تقلص حجمه".
ويؤكد الخبراء أنه حتى في الأشهر "الأسوأ"، غالباً ما تحقق الأسواق نمواً إيجابياً، فالخروج من السوق يعني تفويت هذه المكاسب المحتملة، مشيرين إلى أن محاولة الخروج والدخول في التوقيت المثالي هي مهمة شبه مستحيلة، حتى للمحترفين، فالمستثمرون الذين يتبعون استراتيجية "الشراء والاحتفاظ" (Buy and Hold) يحققون تاريخياً عوائد أعلى.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuNSA= جزيرة ام اند امز