أسهم ثرية.. شركات أعادت تريليونات الدولارات للمساهمين

اعتبر تحليل نشره موقع «بيزنس إنسايدر» إن عبارة «الأداء السابق لا يضمن النجاح في المستقبل» هي شائعة في نصائح الاستثمار.
وذلك لأن الأسهم هي هدف متحرك في ظل التغيرات في الأساسيات، ودورات الأعمال، وأسعار الفائدة، والتضخم. وإذا كانت أسهم شركة ما قد استمرت في الارتفاع، خاصة لمدة تزيد عن عقد من الزمان، فإن هذا الأداء المستدام يشير إلى أن الشركة تقوم بشيء صحيح.
وقامت إيمي أرنوت، الخبيرة الاستراتيجية في شركة Morningstar Research Services، مؤخرًا، بإعداد قائمة بأعلى الأسهم التي خلقت أكبر قيمة للمستثمرين على مدار العقد الماضي. وكان القاسم المشترك بين الغالبية العظمى منها هو أنها تمتلك حواجز اقتصادية واسعة، مما يعني أنها أقل عرضة للمنافسة خلال العشرين عامًا القادمة. وهذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص للشركات التي تنفق أموالًا ضخمة -مثل أرباب الذكاء الاصطناعي- على أمل جني فوائد طويلة الأجل وحصة سوقية أوسع. ولتحقيق ذلك، يحتاجون إلى فترة زمنية طويلة مع القليل من المنافسة لجني عوائد نفقاتهم الرأسمالية لعدة سنوات.
معايير النجاح
كما وجدت أرنوت أن الأسهم القادرة على خلق الكثير من القيمة على مدار فترات طويلة من الزمن تميل إلى الاستمرار في الأداء الجيد لعدة سنوات، مما يعزز النهج الذي اتبعه الملياردير وارن بافيت، الذي قال ذات مرة إن فترة الاحتفاظ المثالية هي إلى الأبد.
في هذه الحالة، قامت أرنوت برصد أكبر الزيادات في القيمة السوقية من 2015 حتى 2024، بالإضافة إلى قيمة الأرباح الموزعة التي دفعتها كل شركة. وتشمل القائمة التي أعدتها 15 اسمًا محايدًا بالنسبة للقطاعات. ومن غير المفاجئ أن تقود الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا، وبالتحديد شركة إنفيديا، القائمة باعتبارها السهم الذي قدم أكبر قيمة للمساهمين، مع أكثر من 3 تريليونات دولار من القيمة المضافة. تليها شركات مثل أبل، ومايكروسوفت، وأمازون، وألفابت، وميتا، وتسلا، وبرودكوم، وكل منها قدم أكثر من تريليون دولار من قيمة المساهمين. ومع ذلك، حتى إذا كانت هذه الأسماء معروفة جيدًا، فهذا لا يعني أنه الوقت المناسب لشراء الأسهم.
استدامة ربحية عمالقة التكنولوجيا.. بدعم من الـAI
ومن بين أهم الشركات مايكروسوفت التي تعد واحدة من الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا التي يتم دفعها للأمام من خلال ابتكارها في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما منصتها للحوسبة السحابية "آزور". في حين يُتوقع أن يتباطأ نمو الإيرادات للشركة العملاقة من 15.7% في 2024 إلى 13.2% بحلول 2026، فإن هامش التشغيل للشركة يتوسع، من 44.6% في 2024 إلى 45.1% بحلول 2026؛ وهو ما يعد علامة على استمرارية الربحية وكفاءة النفقات الرأسمالية، وهو مقياس رئيسي للتوسع الناجح في ظل الإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي.
كما إن ألفابت هي لاعب رئيسي آخر في مجال الحوسبة السحابية الذي ينفق أيضًا الكثير من الأموال على تطوير الذكاء الاصطناعي. وإحدى العقبات التي تواجهها هذه الشركة العملاقة هي حدود السعة على منصتها السحابية، مما أدى إلى تباطؤ نمو الإيرادات. ومع ذلك، يتوقع مالك أحمد خان، المحلل في مورنينغ ستار، أن تتسع السعة وهو ما سيعيد النمو. في الوقت نفسه، يشير إلى مجالات أخرى من قوة غوغل، بما في ذلك نمو الإيرادات من محرك البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي وعملها في يوتيوب.
حتى مع توقع تباطؤ الإيرادات لشركة غوغل، يُتوقع أن يتوسع هامش التشغيل قليلًا من 32.1% في 2024 إلى 32.3% بحلول 2025.