لغز بناء الهرم الأكبر في مصر.. هل صنعت الأحجار يدويا؟
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي منشورا يدعي أن الأحجار التي استخدمت في بناء الهرم الأكبر من صنع البشر وليست طبيعية، فما صحة ذلك؟
وزعم متداولو المنشور أن الأحجار التي استخدمت في بناء الهرم الأكبر (هرم خوفو) "تحوي نتوءات هواء"، ما يثبت صحة توقعاتهم أنها ليست طبيعية بل صنعها البشر.
لكن بحسب خبراء في علم المصريات فإن المنشورات المتداولة على السوشيال ميديا مضللة، مؤكدين أن هذا الادعاء لا أساس له من الناحية العلمية.
وجاء في أحد تلك المنشورات، التي حازت على نسبة إعجاب كبيرة تخطت 38 ألفا، أن أحجار الهرم الأكبر "فيها نتوءات هواء، ما يدل على أنها مصنوعة وليست مقطوعة من الجبال".
وأضاف صاحبها متسائلا: "كيف صُنعت وكيف صمدت تلك المدة كلها؟ وكيف لم يتمكن أحد من اكتشاف ما بداخل الهرم الأكبر على الرغم من كل التكنولوجيا المتوافرة؟".
هل تختلف أحجار هرم "خوفو" عن أحجار "خفرع ومنقرع"؟
بحسب الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية فإن الهرم الأكبر بُني "من الحجر الجيري المحلي في حين كان مغطى قديما بالكامل بكساء من الحجر الجيري عالي الجودة، وقد تم جلب أحجار الكساء من محاجر طرة عن طريق مراكب تصل حتى الهرم".
ويؤكد هذه المعلومات خبير الآثار المصري أشرف محي الدين، مدير عام منطقة آثار الأهرامات، الذي تواصلت معه وكالة الأنباء الفرنسية.
ووصف الخبير، في اتصال مع صحفيين من خدمة "تقصي صحة الأخبار"، ما تروج له المنشورات عن أن أحجار هرم خوفو تختلف عن الأحجار التي بني منها خفرع ومنقرع بـ"الأكاذيب التي لا تعتمد على أي أساس علمي".
وشرح "الأهرامات الثلاثة الشهيرة في مصر بنيت من الحجر الجيري المحلي، وأحجار الهرم الأكبر لا توجد فيها أي نتوءات هواء، وهي طبيعية ولم تصنّع كما ادعت المنشورات".
ويتفق مع محي الدين زميله عالم الآثار والباحث في علم المصريات أحمد صالح، الذي شغل في السابق منصب مدير عام آثار أبوسمبل ومعابد النوبة.
وقال صالح إن "الأهرامات الثلاثة بُنيت بالحجر الجيري المحلي"، واصفا المنشورات المتداولة بأنها مجرد "خيالات"، وموضحا أن الملك خوفو بنى الهرم كمقبرة له، وأن مشروع البناء استغرق 20 عاما.
ورأى صالح أنه من المرجح أن يكون ابن عم الملك خوفو، الذي يدعى حم-أيونو، هو الذي أشرف على بناء هذا الهرم البالغ ارتفاعه 146.5 مترا، إلا أن عوامل التعرية واختفاء الهُريم الصغير الذي كان يعلو قمته قلصت ارتفاعه فبات يبلغ اليوم 138.8 مترا.
وأشار الخبيران إلى أن هرم خوفو يضم أكثر من مليوني كتلة من الحجر الجيري، إضافة إلى نحو 8 آلاف طن من حجر الغرانيت الذي أحضر من أسوان في صعيد مصر واستخدم في غرفة دفن الملك خوفو.
ولفت صالح إلى أن نظريات كثيرة حاولت تفسير كيف بُنيت الأهرامات، وسلط الضوء على مشروع نفذته وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع كلية الهندسة في جامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار في باريس.
واعتمد المشروع على واحدة من بين هذه النظريات التي حاولت تفسير عملية بناء الهرم من خلال تصور يقول إنه كان هناك ممرات حلزونية داخل الهرم كانت تستخدم في رفع الأحجار إلى الأجزاء العلوية.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4xMDIg جزيرة ام اند امز