دبلوماسي أمريكي مخضرم يحدد 4 خطوات «لإنهاء التهديد الإيراني»
في مقال بمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية وضع الدبلوماسي الأمريكي المخضرم زلماي خليل زاده 4 خطوات يمكن من خلالها للولايات المتحدة التصدي للتهديد الإيراني.
ورأى خليل زاده أن طهران ستواصل مساعيها للسيطرة على العراق، والتقدم نحو الهيمنة الإقليمية إذا سمح لها بذلك.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتعرض لضغوط من المليشيات لإجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق، وهو ما سيعزز الهيمنة الإيرانية على بلاده.
ويضع القادة الإيرانيون والمليشيات والأحزاب الموالية لطهران رئيس الوزراء العراقي في موقف غير مريح، حيث يتعرض للضغط من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لوضع جدول زمني محدد لانسحاب القوات الأمريكية، وإلا فإنه يخاطر بفقدان منصبه، الذي يبدو أنه مصمم على الاحتفاظ به.
ويمثل الوجود المستمر للقوات الأمريكية في العراق عقبة هائلة أمام أحد الأهداف الإقليمية الاستراتيجية الرئيسية للنظام الإيراني، الهيمنة على الهلال الخصيب، العراق وسوريا ولبنان والمناطق الفلسطينية، كما تشكل عائقا أمام رغبة طهران في إنشاء ممر بري مستمر ودون عوائق إلى البحر الأبيض المتوسط.
وسوف تظل العقبات المحلية أمام طموح إيران قائمة، وتشمل هذه العقبات حكومة إقليم كردستان، إلى جانب بعض العرب السنة، وحتى عدد قليل من الجماعات الشيعية الوطنية التي تعارض هيمنة إيران على بلادها، على الرغم من أنها لم تتخذ موقفاً علنياً ضد الانسحاب، خوفاً من الانتقام والاغتيال من قبل المليشيات الوكيلة لطهران، لكن الانسحاب الأمريكي الكامل من شأنه أن يزيل أهم عائق أمام أهداف إيران ويخلق فراغا ستدخل فيه إيران نفسها، على ما قال خليل زاده، الذي أشار أيضا إلى تأثير الانسحاب على حسابات العديد من اللاعبين الآخرين أثناء تقييمهم للتوازن والنظام المستقبلي في منطقتهم.
ويشير زلماي خليل زاده إلى ضرورة مراجعة وإجراء التعديلات اللازمة على السياسة الأمريكية وموقفها لردع هذا التهديد، ويجب أن يتضمن القيام بذلك الخطوات الأربع التالية:
أولا..
"تعزيز الردع من خلال مهاجمة القوات الوكيلة لها غير كافٍ لأن حياة المليشيات العراقية أو السورية أو اللبنانية أو اليمنية، بالنسبة لطهران رخيصة ويمكن تعويضها. وفي الوقت نفسه فإن القيام بذلك يفرض علينا تكاليف كبيرة، ماليا وجسديا، ويتطلب الردع الفعال أن نجعل تصرفات المليشيات مشكلة بالنسبة لإيران، نحن في حاجة إلى أن نوضح لإيران أن استئناف الهجمات من قبل وكلائها ضدنا -قواتنا، بما في ذلك القواعد والسفن البحرية في المنطقة- سيؤدي إلى تحييد أهداف طهران ذات القيمة العالية سواء في المنطقة أو داخل إيران".
ثانياً..
"يجب أن ننقل بوضوح إلى إيران أن استئناف الهجمات بالوكالة سيؤدي إلى تشديد العقوبات الأمريكية المشابهة لتلك التي تم تنفيذها خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب (المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية المقبلة). وكانت تلك العقوبات كبيرة وشملت القطاعين النفطي وغير النفطي، وأثرت على أكثر من 700 شخص وكيان. وقد كانت مكلفة للغاية بالنسبة لإيران، وتخشى طهران من استعادتها".
ثالثاً..
"يجب علينا زيادة ضغوطنا السياسية على النظام الإيراني من خلال التركيز على نقاط ضعفه، إذ لا يمكن للنظام أن يحافظ على نفسه إلى أجل غير مسمى. ويمكننا تسريع زواله من خلال برامج فعالة تكشف فساده وإهداره للموارد من خلال دعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتسلط الضوء على المعارضة الواسعة النطاق داخل البلاد".
رابعاً..
"بينما نعود جدياً إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يجب علينا أن نشجع دول المنطقة على تعزيز قدراتها العسكرية والتعاون لمعارضة جهود طهران المستمرة للهيمنة". بما في ذلك توسيع دائرة السلام في الشرق الأوسط. وتعزيز معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والدول الإقليمية وعلى رأسها السعودية.
وخلص خليل زاده إلى أن النظام الإيراني لاعب طموح ولكنه أيضاً لاعب ذكي ودقيق ويتجنب المخاطرة، وسوف تستمر طهران في زيادة هيمنتها على العراق والتقدم نحو الهيمنة الإقليمية إذا سمح لها بذلك، نحن في حاجة إلى الرد، والتأكيد على أننا لا ننوي السماح لهم بالنجاح.