عاصفة القرن تتمم عاما سيئا بامتياز على الاقتصاد الأمريكي
لم يكن ينتظر الاقتصاد الأمريكي سوى عاصفة جوية تكمل إحدى أسوأ السنوات التي عاشتها الأسواق في 2022، وتوقعات بعام أكثر سوءا في 2023.
تعيش عدة ولايات أمريكية أسوأ عاصفة منذ 50 عاما، بحسب الأرصاد الجوية في الولايات المتحدة، مخلفة عشرات القتلى، ومئات آلاف النازحين إلى مناطق أكثر أمانا، بالتزامن مع عطلة أعياد الميلاد.
ومع اقتراب العاصفة من نهايتها، بدأ سكان عدة ولايات في الخروج، خاصة أن إمداداتهم الغذائية نفدت بالفعل. لكن هناك العديد من الطرق غير سالكة حتى اليوم، بينما ما يزال الآلاف بدون كهرباء، وتوقع استمرار تساقط المزيد من الثلوج حتى نهاية ليل الإثنين.
** عاصفة أسواق المال
هذه العاصفة، حصلت في قطاعات أخرى داخل الاقتصاد الأمريكي خلال العام الجاري، ربما أبرز هذه العواصف التراجع الحاد في أسواق المال العالمية، في عام ربما كان الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية.
يتجه مؤشر ستاندرد أند بورز 500 للتراجع بأكثر من 23% خلال العام الجاري، مقارنة مع إغلاق عام 2021، وتراجع بأكثر من 25% في مؤشر ناسداك الموسع للأسهم التكنولوجية.
وتزداد حدة المخاوف من تقارير لمؤسسات تصنيف وخبراء اقتصاد من تراجع إضافي خلال العام المقبل، قد يصل في أسوأ السيناريوهات بنسبة 24% هبوطا مقارنة مع إغلاق تعاملات العام 2022.
** عاصفة التضخم
بعد عامين عاش فيها الأمريكيون من بناء لمدخراتهم المالية، جاء التضخم في الولايات المتحدة، لينهي غالبية المدخرات، بسبب ارتفاع أسعار كل شيء تقريبا، بدءا من الوقود والطاقة وليس انتهاء بالسفر.
هذا العام، سجلت السوق الأمريكية أعلى نسبة تضخم منذ 41 عاما، إذ بلغ مؤشر أسعار المستهلك 9.1% في يونيو/حزيران الماضي، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين ثاني لعام 1981، بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل.
هذا التضخم رغم تراجعه قليلا خلال العام الجاري، مسجلا 7.1% في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، إلا أنه ما يزال مرتفعا عن هدف الفيدرالي البالغ 2% على المدى المتوسط، والذي قد يتحقق بحلول عام 2025.
** عاصفة أسعار الفائدة
هذا العام، هو الأسرع منذ عام 1984 في زيادات أسعار الفائدة المتتالية والحادة، من خلال 7 زيادات على أسعار الفائدة، هدفها كبح جماح التضخم المستعر في مختلف الولايات المتحدة الأمريكية.
تبلغ نسبة أسعار الفائدة حاليا، بين نطاق 4.25% - 4.5% بحسب بيانات الفيدرالي الأمريكي، ويتوقع أن تستمر الزيادات حتى نهاية النصف الأول من العام المقبل، بحسب تقديرات الفيدرالي الأخيرة الصادرة منتصف الشهر الجاري.
والأزمة لا تتمثل فقط بزيادة أسعار الفائدة، بل إن رحلة خفض أسعار الفائدة قد يرافقها الكثير من الألم في الأسواق المحلية، لأن خفض الفائدة يهدف إلى البحث عن تحفيز الأسواق، وهي مرحلة أصعب من كبح جماح النمو.
** العاصفة الجوية
أحصت الولايات الأمريكية أكثر من ٨٠ قتيلا قضوا خلال العاصفة الحبيسة، والتي يتوقع أن تبدأ حدتها بالتراجع بحلول منتصف ليل الإثنين/الثلاثاء.
وربما شاءت الأقدار أن تجنبت الولايات المتحدة عاصفة مماثلة في مناطق إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي، حينها لن تكون البلاد قادرة على تلبية زيادة الطلب على مصادر الطاقة والمشتقات لعدة أيام.
كذلك، تم إلغاء أكثر من 5500 رحلة طيران يوم الاثنين مع استمرار الطقس في تعثر السفر أثناء العطلات، بينما يحاول الركاب العودة إلى ديارهم بعد عيد الميلاد.
وفقًا لموقع FlightAware، وهو موقع إلكتروني يتتبع تأخيرات شركات الطيران وإلغائها، فقد تم إلغاء 5534 رحلة حتى الساعة 6 مساءً أمس الإثنين، في حين تم تأجيل أكثر من 17300 رحلة أول أمس الأحد.
وأثرت عاصفة الشتاء في أسبوع الكريسماس على مئات الملايين من الأمريكيين، خلال أحد أسابيع السفر الأكثر ازدحامًا في العام. إذ ضربت العاصفة الثلجية الكارثية بوفالو الأشد وطأة ووُصفت بأنها العاصفة الثلجية الأكثر دموية في المنطقة منذ 50 عامًا على الأقل.
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز