القصة الكاملة لـ"جبل الذهب في الكونغو".. مأساة الثروة والتهريب
انتشرت على نطاق واسع قصة العثور على جبل من الذهب في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وسلطت وسائل إعلام أفريقية الضوء على مقطع فيديو تم تداوله في الإنترنت على نطاق واسع يظهر سكان قرية في الكونغو وقد اكتشفوا جبلا مليئا بالذهب، على حد تعبير هذه المصادر.
- أفريقيا تواجه "المجاعة المالية" بصندوق تمويل.. هل تنجح؟
- فوائد اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية.. تصنيف سيادي آمن
ولم تؤكد وسائل الإعلام اكتشاف جبل الذهب أو تحدد تاريخ اكتشافه، كذلك لم تحدد تاريخ نشر الفيديو.
وأطلقت على الفيديو اسم "جبل من الذهب في الكونغو".
ويظهر في الفيديو الذي تم تداوله قرويون كخلية نحل وهم يحفرون في جبل يحتوي على رواسب الذهب ويأخذون التربة إلى منازلهم من أجل غسل الرواسب واستخراج الذهب، لكن الأمر اللافت في المقطع هو عدم وجود قوات أو حرس يقومون بحماية المنجم، الأمر الذي قد يثير الشكوك حوله.
وتمتلك الكونغو احتياطيات كبيرة من المعادن النفيسة وفي مقدمتها الذهب، ورغم ذلك فإن مواطني هذه الدولة يظلون من بين أفقر دول العالم.
تهريب الذهب
وفي منتصف العام الماضي أفاد تقرير أعده مجموعة من الخبراء التابعين للأمم المتحدة، بأن تهريب الذهب من شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية يكلف الدولة الفقيرة ملايين الدولارات من عائدات الضرائب ويتم استخدام بعض من عائدات التهريب في تمويل الصراعات والشبكات الإجرامية التي تمتد عبر أفريقيا وخارجها.
وأوضحت مجموعة الخبراء الأمميين أن صادرات الكونغو الرسمية مما يستخرج يدويا وبالوسائل البدائية تكاد لا تربطها علاقة بالواقع، حيث ينتهي المطاف "بكميات كبيرة مهربة" من الذهب في أوغندا وبوروندي ورواندا وتنزانيا.
وقالت مجموعة الخبراء في تقريرها السنوي عن الصراعات الدائرة في الكونغو والمنشور على موقع مجلس الأمن الدولي، إن الكونغو واحدة من "أكبر المنتجين الحرفيين للذهب في المنطقة، ومع ذلك فهي واحدة من أصغر مصدريه الرسميين".
وبلغ الإنتاج الرسمي للذهب الحرفي في الكونغو 333.4 كيلوجرام العام الماضي، بينما صدرت البلاد 39.4 كيلوجرام فقط، وفقا لإحصاءات وزارة المناجم، بقيمة حوالي 1.3 مليون دولار.
ويقدر تقرير الأمم المتحدة أنه تم شحن ما لا يقل عن 1100 كيلوجرام من الذهب عام 2019 من مقاطعة إيتوري شمال شرقي الكونغو وحدها، الأمر الذي كان سيدر 1.9 مليون دولار في صورة عائدات ضريبية إذا ما كان قد تم تصديره بشكل قانوني.
وذكر التقرير أن بعض أرباح الذهب المهرب يتواصل استخدامها في تمويل المليشيات في شرقي الكونغو.
ولم يستجب وزير المناجم الكونغولي ويلي كيتوبو سامسوني على الفور لطلبات بتعليق من جانبه على هذه المسألة .
كوارث في المناجم
وفي نهاية ديسمبر من العام الماضي أيضا، أعلنت السلطات في الكونغو الديمقراطية، أن منجما للذهب يعمل فيه حفارون بأيديهم، انهار، وتعدت حصيلة القتلى نحو 50 شخصا.