وثائق جديدة.. أمريكا حرمت أوكرانيا من "الردع" قبل 30 عاما
كشفت وثائق للأرشيف الأمريكي لم تنشر من قبل عن وقوع واشنطن في خطأ متعلق بإقناع أوكرانيا بالتخلي عن أسلحتها النووية رغم الخطر الروسي.
وتُظهر الوثائق التي لم تنشر من قبل والتي يعود تاريخها إلى ما قبل 30 عاما، بشكل قاطع، كيف قامت إدارتان أمريكيتان، وقيادة عليا في البنتاغون، وحلف شمال الأطلسي، بالضغط على أوكرانيا للتخلي عن الأسلحة النووية، على الرغم من الخطر الحقيقي للغزو الروسي، وفقا لمجلة "ناشيونال إنترست".
في عام 1994، أرغم المسؤولون الأمريكيون زعماء أوكرانيا المستقلة حديثاً في مطلع التسعينيات، على التخلي عن الأسلحة النووية التي ورثتها كييف عن الاتحاد السوفياتي، وهي الأسلحة التي كان بمقدورها منع أي اعتداء مستقبلي من موسكو، في مقابل "ضمانات أمنية" غامضة، أُعلن عنها كجزء من الاتفاق النووي، تسمى مذكرة بودابست.
الوثائق الجديدة التي لم تُنشر من قبل، ومستمدة من أرشيفات الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، والأمم المتحدة، تتناقض بشكل قاطع مع هذه الضمانات، وتتعارض مع الاعتقاد بأن أوكرانيا لم تكن قادرة على امتلاك الوسائل التقنية لتشغيل الأسلحة النووية وأن مثل هذه الأسلحة لن تفعل الكثير لأمنها حتى لو استطاعت ذلك.
بل على النقيض من ذلك، تكشف الوثائق أن مدير وكالة المخابرات المركزية في عهد الرئيس بيل كلينتون خلص إلى أن أوكرانيا تمتلك الوسائل اللازمة لتشغيل ترسانة من هذه الأسلحة.
وتظهر الأوراق المكتشفة أن آخر وزير خارجية للاتحاد السوفياتي إدوارد شيفرنادزه، أكد أن وجود "صاروخ نووي واحد فقط" في أيدي أوكرانيا كان كافياً لحماية استقلالها من أي اعتداء روسي.
وتسلط المواد التاريخية الضوء أيضا على كيفية قيام المسؤولين الأمريكيين بمنع المحاولات الجادة التي قامت بها كييف لمقايضة ترسانتها الموروثة بضمانات أمنية حقيقية، حتى إنهم ذهبوا إلى حد الضغط على الأوروبيين لإبقاء أوكرانيا خارج الترتيبات الأمنية غير التابعة لحلف شمال الأطلسي.
وربما كان السبب في ذلك، كما تكشف الوثائق، هو أن الأمريكيين كانوا يوجهون أيضا قنوات خلفية نحو موسكو لاحترام "المصالح الحيوية لروسيا في جوارها القريب" والاستعداد "للمساعدة بطرق متنوعة".
ووفقاً ليوري كوستينكو، كبير مبعوثي كييف السابق لنزع السلاح، فإن التخلي عن الأسلحة النووية حرمت بلاده من "أقوى وسيلة لحماية الدولة"، ولم تتلق أي شيء في المقابل.