هي حكايات تعاون وتعاضد بين الجميع على أرض الإمارات لتجتهد معاً وجنباً إلى جنب لبناء وازدهار الإمارات.
أيام الإمارات لا تشبهه بعضها البتّة، لأننا نحن أمام حيوات وقصص وقرارات وقيم إنسانية جديدة كل يوم.. وعندما أقول "قيم إنسانية" أعني أن رحلة الدولة تعود بنا إلى أول دليل على وجود البشر فيها، وتحديداً على جبل الفاية، بالقرب من إمارة الشارقة، قبل 125 ألف عام من الآن، وصولاً إلى المريخ عام 2020م.
الوصول إلى المريخ ليس سهلاً، والقيم الإنسانية لا تترسخ بين يوم وليلة، والتسامح والسلام والأمان والسلم والتعايش لا تتعزز بين ليلة وضحاها، والرأفة بالحيوانات والنبات والبيئة واستكشاف الفضاء ليست حصيلة أيام معدودة من العمل فقط.. هي حكايات تعاون وتعاضد بين الجميع على أرض الإمارات لتجتهد معاً وجنباً إلى جنب لبناء وازدهار الإمارات، تحت ظل قيادة حكيمة بقرارتها وشعب طيب ومثابر.
والمثابر والطيب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أرسى دعائم الإمارات وبناها على قاعدة قوية من التسامح والعمل الجاد، منذ عقود، وعزز هذه القيم شيوخ الإمارات الأكارم الذين يُضرب المثل بهم في تفانيهم من أجل شعوبهم حتى يبقى الرقم واحد ملاصقاً للإمارات في كل مؤشراتها القياسية على مستوى العالم.
هذا العالم الذي يحلم شبابه بالعيش في دولة تؤمن بالمبدعين والعقول وتيسر لهم سبل العيش الكريم في بلدهم الثاني.
والإعلامية رولا الخطيب هي واحدة من العقول التي تعمل في إحدى الوسائل الإعلامية التي تعمل على أرض الإمارات، بلدها الثاني، والتي نشرت قبل أيام قصتها الجميلة وطلبها النجدة من بلدية دبي لإنقاذ طائر جريح لا يقوى على الطيران لتهرع البلدية على الفور وتنقذ الحيوان خلال أقل من نصف ساعة.
هذه الـ "نصف ساعة" قلبت الكثير من القيم حول العالم، ووضعتنا أمام المرايا الكبيرة والعديد من التساؤلات حول إنسانيتنا المفقودة في هذا العالم الذي يعج بالصراعات والإرهاب، ولكن ردّ حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على رولا الخطيب بالقول "رولا.. الراحمون يرحمهم الرحمن.. شكراً لقصتك الجميلة.. شكراً لبلدية دبي.. ونسأل الله أن يديم رحمته على هذا البلد الطيب.. لا قيمة لأية حضارة بدون قيَم.. قيَم تعطينا معنى لإنسانيتنا.."، كان كافياً للإجابة عن ملايين الاستفسارات الفلسفية والإنسانية التي تراودنا وتضع حداً فاصلاً في حياتنا لنفهم معنى الحياة بكل إنسانيتها.
الإنسانية ليست مجرد شعارات، والطائر الجريح في دبي ليس طيراً عابراً فقط، واهتمام الشيخ محمد بن راشد بأدق المواضيع والتفاصيل هو المغزى في كل ما سبق، هي حكاية الرحمة والإنسانية والقيم النبيلة التي تتباهى بها كل حضارة تؤمن بالإنسان وترأف بحيوان جريح طلب الاستغاثة برسالة واضحة وصلت إلى المعنيين.
مثلها مثل الحكايات العالمية التي منحتنا العِبَر والحِكَم في خواتيمها ونحن صغار، فأن قصة الطائر الجريح في الإمارات علّمتنا أكثر أن الله يرحم مَن يرحم غيره، وأن الإمارات هي حكاية طويلة من القيم الإنسانية التي يحتاجها العالم الآن أكثر من أي وقت مضى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة