الإمارات.. حصن الإنسانية يداوي آلام الجائحة
الإمارات تمد يد العون والمساعدة لكل المتضررين من جائحة كورونا، سواء كانوا دولا أو أشخاصا، حيث وصلت مساعداتها لـ٥٨ دولة ونحو مليون مقدم خدمة
مواقف إنسانية خالدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، لن تمحى من صفحات التاريخ، تلك الأيادي البيضاء التي مُدت لكل أنحاء الأرض، لتخفيف آثار جائحة فيروس كورونا، حيث تنوعت الجهود بين مساعدات طبية وغذائية، ونقل رعايا دول من الإمارات إلى موطنهم، ولم شمل أسر تقطعت بهم السبل بعد توقف المطارات، والقائمة تطول.
المساعدات الطبية والغذائية
منذ بداية تفشي جائحة كورونا أعلنت دولة الإمارات التزامها بتعزيز التعاون الدولي، وبنهجها الإنساني في تقديم يد العون للجميع للسيطرة على الفيروس، وساعدت نحو مليون من العاملين في مجال الرعاية الصحية حول العالم.
وطوال الأشهر الماضية أصبحت دولة الإمارات، أكبر مزود للمساعدات الخاصة بمكافحة فيروس كورونا، حيث وصلت مساعداتها إلى أكثر من 58 دولة حول العالم، عبر توفير أكثر من 1000 طن من معدات الحماية الشخصية والمساعدات الطبية والغذائية.
إجلاء رعايا الدول الصديقة
أجلت الإمارات أكثر من 22 ألف شخص من رعايا الدول الصديقة الموجودين في الدولة إلى مواطنهم من خلال رحلات جوية، وهم الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بعد تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى الإمارات، وذلك بالتنسيق مع سفارات وقناصل البعثات التمثيلية المعتمدة.
كما أجلت رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مدينة ووهان الصينية، في ذروة انتشار الفيروس، واستضافتهم في مدينة الإنسانية للتأكد من سلامتهم، حيث تم تقديم جميع خدمات الاستضافة، ومستلزمات الرعاية الطبية.
وساعدت الإمارات، ١١ مواطنا من رعايا عدة دول تشمل: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وجنوب أفريقيا وهولندا وسويسرا، كانوا عالقين في جزيرة سقطرى اليمنية، خلال أزمة كورونا.
جهود لم الشمل
أعادت دولة الإمارات بالتنسيق مع السلطات الألمانية، طفلة ألمانية تبلغ من العمر سبع سنوات إلى أحضان والديها اللذين يعيشان في العاصمة الإماراتية أبوظبي رغم الإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة بمواجهة فيروس كورونا في البلدين.
الطفلة "جوديفا" سافرت من أبوظبي إلى ألمانيا مع جدها وجدتها وعدد من أفراد عائلتها في 8 مارس/آذار الماضي إلا أن التطورات السريعة الخاصة بكورونا حالت دون عودتها إلى الإمارات، حتى تدخلت الدولة وأعادتها إلى أحضان والديها.
كما استقدمت الإمارات شابا من السودان للاطمئنان على حالة والده الصيدلاني طارق حسن سالم عز الدين، خلال خضوعه للعلاج من فيروس كورونا، في لفتة إنسانية تجسد التقدير والامتنان الكبيرين اللذين يلقاهما أعضاء المنظومة الصحية (خط الدفاع الأول) من دولة الإمارات.
وأجلت دولة الإمارات زوجا وزوجة سوريين من البوسنة بعد أن حال توقف حركة الطيران دون عودتهما لأبنائهما في الإمارات، وكان الزوجان سافرا إلى البوسنة في مهمة عمل خلال شهر مارس/آذار الماضي لمدة 10 أيام، وتركا ابنتيهما مع جدتهما في الإمارات، لكن تفشي فيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد -19"، أوقف رحلات الطيران ما منعهما من العودة.
ونجحت دولة الإمارات في جمع شمل عائلة يهودية من اليمن ببقية أفرادها المقيمين في العاصمة البريطانية، لندن، ليجتمعوا معا في دولة الإنسانية بعد فراق ١٥ عاما، في تجسيد لنهج دولة الإمارات في ترسيخ القيم الإنسانية.