اكتشاف سر أعراض كورونا الشديدة.. الفيروس أستاذ تقليد
فيروس كورونا من خلال محاكاة بروتينات النظام المتمم المناعي أو البروتينات المشاركة بالتخثر، قد يدفع النظامين إلى حالة مفرطة من النشاط
أظهرت دراسة أجراها باحثون في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا أن أحد أقدم فروع جهاز المناعة والذي يُطلق عليه "النظام المتمم"، قد يكون له تأثير على شدة أعراض فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".
والنظام المتمم هو جزء من الجهاز المناعي الفطري الذي يعزز قدرة الأجسام المضادة والخلايا البلعمية على القضاء على الميكروبات والخلايا التالفة، ويهاجم الغشاء البلازمي المسبب للمرض.
وكان الباحثون قد لاحظوا أن الأشخاص الذين يعانون من الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وهو اضطراب ناجم عن فرط نشاط النظام المتمم، معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة والوفاة بسبب كورونا، وهو ما جعلهم يخرجون بنتيجة في الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية " نيتشر ميدسين"، أن الأدوية التي تثبط النظام المتمم يمكن أن تساعد في علاج المرضى المصابين بأعراض شديدة.
ويقول "ساغي شابيرا"، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كولومبيا: "تحتوي الفيروسات على بروتينات يمكنها محاكاة بعض البروتينات الموجودة بالجسم لخداع خلايا الجسم لمساعدة الفيروس في إكمال دورة حياته، وكنا نشك في أن تحديد تلك المحاكاة يمكن أن يوفر أدلة حول كيفية تسبب الفيروسات في المرض".
ووجد الفريق البحثي أن فيروسات كورونا هي "أساتذة في التقليد"، لا سيما مع البروتينات المشاركة في التخثر والبروتينات التي تشكل النظام المتمم المناعي، وهو أحد أقدم فروع جهاز المناعة البشري.
ويوضح "شابيرا" أن: "الفيروس التاجي الجديد من خلال محاكاة بروتينات النظام المتمم أو البروتينات المشاركة بالتخثر، قد يدفع كلا النظامين إلى حالة مفرطة من النشاط".
ويضيف: "إذا كان النظام المتمم والتخثر يؤثران على شدة "كوفيد- 19"، فيجب أن يكون الأشخاص المصابون سابقا باضطرابات تجلط أو نظام متمم مفرط في النشاط أكثر عرضة للفيروس".