لقاح الدرن.. هل يقوي المناعة لمواجهة كورونا؟
"السيتوكينات" المسؤولة عن زيادة النشاط المناعي، كانت موجودة في دم الأفراد الذين تم تطعيمهم بلقاح الدرن أكثر بكثير ممن لم يتلقوا اللقاح
يعمل لقاح الدرن الذي تم تطويره قبل 100 عام، على جعل الأشخاص المحصنين به أقل عرضة للإصابة بالعدوى، لكن من غير المعروف ما الذي يضيفه هذا اللقاح لجهاز المناعة، وما علاقته بمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وقدم باحثون من المركز الطبي بجامعتي رادبود و نيميغن بهولندا، وبون بألمانيا، مع زملائهم من أستراليا والدنمارك، إجابة محتملة، تم نشرها في العدد الأخير من دورية "سيل هوست"، وربما تكون هذه الإجابة مفيدة في مقاومة مرض "كوفيد – 19".
ويوفر لقاح الدرن (BCG) حماية فعالة ضد الالتهابات ببكتيريا السل، ومنذ تطبيقه الطبي الأول في عام 1921، تم استخدامه مليارات المرات، وأظهر تأثيرا إيجابيا، فالأفراد الذين تم تطعيمهم لم يصابوا بالعدوى.
وأحد الأمثلة على ذلك كانت من غينيا - بيساو في غرب أفريقيا، حيث كان معدل وفيات المواليد المحصنين به أقل بنسبة 40 بالمائة تقريبًا من وفيات الأطفال غير المحصنين باللقاح.
ووجد الباحثون أن بروتينات "السيتوكينات" المسؤولة عن زيادة النشاط المناعي للخلايا، كانت موجودة في دم الأفراد الذين تم تطعيمهم بلقاح الدرن بنسب أكثر بكثير ممن لم يتلقوا اللقاح، وهذا ما يعزز فعالية اللقاح في تقوية دفاعات جهاز المناعة ضد العدوى.
علاوة على ذلك، أظهرت الخلايا المناعية للأفراد الذين تم تطعيمهم نشاطًا لجينات مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة في مجموعة تلقت لقاحا وهميا، خاصة تلك المطلوبة لإنتاج السيتوكينات.
ويأمل الباحثون أن يكون لهذه النتائج أهمية على خلفية جائحة "كوفيد – 19" الحالية.
وقالوا في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة بون "على الرغم من أن الجهاز المناعي المُدرب ربما لا يمكنه منع الإصابة بالفيروس، إلا أنه قد يقلل من خطر حدوث إصابة شديدة بفيروس كورونا على سبيل المثال".