السلاح السري.. النوم الجيد يعزز المناعة ضد كورونا
أحد الأسباب وراء الأهمية الكبيرة للحصول على راحة جيدة في الليل هو أنه أثناء النوم العميق ينتج الجسم السيتوكينات
أي شخص يعاني للاستمتاع بليلة نوم هانئ خلال فترة الإغلاق التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد على العالم، سيكون مدركا تماما لتأثير التعب على ذاكرته ومزاجه وتركيزه.
لكن ربما لن تدرك أن عدم الحصول على قدر كاف من النوم الجيد هو أيضًا أنباء سيئة لجهازك المناعي، وقد يعرضك هذا لمضاعفات حال إصابتك بـ"كوفيد-19"، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
العلم واضح تمامًا فيما يتعلق بالأهمية البالغة التي يمثلها النوم لكل شيء متعلق بالصحة العقلية والبدنية، وعلاوة على ذلك، يمكن للنوم الجيد أن يعزز مناعتك، أما الراحة غير الكافية أو السيئة ستجعلك عرضة للإصابة بالسعال والبرد وحتى فيروس كورونا.
ويكشف الدكتور والصحفي البريطاني مايكل موسلي خلال مقال له منشور بصحيفة "ديلي ميل" البريطانية السبب وراء اعتبار النوم أفضل الأسلحة السرية عندما يتعلق الأمر بتعزيز المناعة.
ويقول إن أحد الأسباب وراء الأهمية الكبيرة للحصول على راحة جيدة في الليل لجهاز المناعة هو أنه أثناء النوم العميق ينتج الجسم السيتوكينات، وهي البروتينات التي تبدأ الاستجابة المناعية للعدوى الفيروسية.
وتتسبب قلة النوم في تثبيط إنتاج الأجسام المضادة للعدوى، التي تلعب دورًا حيويًا في التصدي للفيروسات، كما أن النوم السيئ يقلل فاعلية الخلايا التائية (T cells)، التي تؤدي مهمة الالتصاق بالخلايا المصابة بالعدوى الفيروسية وتدمرها.
ويرجح باحثون أن الخلايا التائية مهمة تحديدًا في التصدي لفيروس كورونا المستجد، وبالتالي نريدها أن تعمل بأفضل شكل ممكن.
وأظهرت دراسة أمريكية أهمية العلاقة بين النوم والمناعة، حيث ضم الباحثون 160 متطوعًا أصحاء، وجاؤوا بهم إلى أحد المختبرات، وكانت فيروسات البرد تتدفق في أنوفهم، ثم جرى تزويدهم بأجهزة مراقبة النوم، وطلب منهم البقاء في فندق قريب لمدة أسبوع.
وتبين أن من ناموا لفترة أقل من 6 ساعات خلال الليل كانوا أكثر عرضة بمقدار 4 مرات للإصابة بالبرد عمن ناموا لسبع ساعات أو أكثر.
وعدم الحصول على نوم كاف جعلهم أكثر هشاشة أمام آثار فيروس البرد الشائع، بالرغم من تعرضهم جميعًا لنفس مستوى العدوى.
وفي دراسة أخرى، وجد الباحثون أنه إن كانت كفاءة النوم (النسبة المئوية للوقت الذي تمضيه في السرير عندما تكون نائمًا بالفعل) أقل من 90%، لتصبح أكثر عرضة للإصابة بالبرد بنحو ست مرات.
وعلاوة على ذلك، فإن ليلة تلو الأخرى من النوم المتقطع يجعلك عرضة لاكتساب المزيد من الوزن، وتعتبر السمنة عامل خطورة للإصابة بمضاعفات "كوفيد-19"، وعلى أقل تقدير، ستصعب عليك قلة النوم خسارة الوزن.
كما أن عدم الحصول على ليلة نوم هانئة من شأنه أن يعبث بجسمك، بما في ذلك قدرته على السيطرة على مستويات سكر الدم.
كما وجدت دراسة كبيرة بجامعة كينجز كولدج لندن أن الناس الذين لا ينامون يستلهكون 385 سعرة حرارية إضافية في اليوم، في المتوسط، وهي المساوية لشريحة كبيرة من الكيك.
كما تسهم قلة النوم في متلازمة التمثيل الغذائي، وهي المصطلح الطبي لمجموعة من الحالات التي تتضمن وجود كمية كبيرة جدًا من الدهون حول الخصر، وارتفاع ضغط الدم، وسكر الدم، والكوليسترول.
ويوجد الآن كثير من الأدلة حول أن الناس الذي ينامون أقل من سبع ساعات في الليل أكثر عرضة للإصابة بوزن زائد أو سمنة، والإصابة بالسكري النوع الثاني مقارنة بمن ينامون جيدًا.