مشاهد غريبة عن شوارع خامس أكبر اقتصاد بالعالم.. لم تظهر منذ 50 عاما
تمر بريطانيا خامس أكبر اقتصاد في العالم بمرحلة مهمة من تاريخها، وموقف لم تتعرض له منذ نحو 50 عاما، يهدد استقرارها.
وتفاقمت أزمة نقص الوقود التي تحاصر البلاد منذ عدة أيام، بعد أن نفد الوقود في نحو 90% من المحطات في مدن رئيسية بإنجلترا اليوم الإثنين بعد أن عمقت عمليات شراء بدافع الذعر أزمة في سلسلة الإمدادات.
وانتشرت طوابير السيارات أمام محطات الوقود التي اعتذرت عن وجود البنزين في مشاهد من النادر تواجدها في دولة أوروبية، وتحديدا في بريطانيا خامس أكبر اقتصاد في العالم.
وهذه ليست المرة التي تعاني فيها بريطانيا من هذه الأزمة، ففي سبعينيات القرن الماضي تسببت مشاكل الوقود في خفض أسبوع العمل إلى 3 أيام من أجل تقنين استخدام الوقود.
وفي الأيام الماضية وقفت طوابير طويلة من السيارات في محطات الخدمة وانتظر سائقوها أدوارهم في التزود بالوقود لساعات أحيانا عقب إعلان شركات النفط عن نقص في عدد السائقين تسبب في مشاكل في النقل من المصافي واضطر بعض المشغلين إلى العمل بنظام الحصص في توزيع الإمدادات ودفع آخرين إلى إغلاق المحطات.
ووفقا لرويترز، تسبب نقص حاد في عدد سائقي الشاحنات بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإثر جائحة كوفيد-19 في نشر الفوضى عبر سلاسل الإمداد البريطانية في كل المجالات من الغذاء إلى الوقود مما زاد احتمالات الاضطراب في وصول السلع وارتفاع الأسعار في الفترة التي تسبق احتفالات عيد الميلاد.
وبعد أيام فحسب من إنفاق حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون ملايين الجنيهات الإسترلينية لتفادي نقص في الغذاء بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، الذي يمثل أكبر تكلفة في إنتاج الأسمدة، طلب الوزراء من المواطنين التوقف عن الشراء بدافع الذعر.
لكن طوابير طويلة من السيارات امتدت عند محطات الوقود في أنحاء البلاد أمس الأحد مما أدى لنفاد الإمدادات وأجبر العديد من المحطات على الإغلاق. وقال مراسلون من رويترز إن أغلب مضخات ومحطات الوقود في أنحاء المدن البريطانية اليوم الاثنين إما مغلقة أو تعلق لافتات تقول إن الوقود غير متاح.
وقالت رابطة تمثل موزعي الوقود المستقلين الذين يشكلون حاليا نحو 65% من كل الموزعين البريطانيين إن أعضاءها أبلغوا عن نفاد الكميات المتاحة لديهم بنسب تتراوح بين 50 و90% في بعض المناطق.
وقال موردو الوقود إنهم يتوقعون عودة الوضع إلى طبيعته قريبا.
وأوضح بيان مشترك من صناعة الوقود التي تضم شركات بي.بي ورويال داتش شيل وإيسو التابعة لإكسون موبيل "هناك وفرة في الوقود في المصافي والمنافذ في بريطانيا، ونحن في صناعة الوقود نعمل عن كثب مع الحكومة للمساعدة في ضمان توفير الوقود وتسليمه للمحطات بجميع أنحاء البلاد".
أضاف البيان "نظرا لأن الكثير من السيارات تحتفظ الآن بالوقود بشكل أكثر من المعتاد، نتوقع عودة الطلب لمستوياته الطبيعية في الأيام المقبلة، مما يخفف الضغوط على محطات الوقود. نشجع الجميع على شراء الوقود دون تغيير في نمط الشراء المعتاد".
وتناغمت رسالة الصناعة مع نداء الحكومة للناس بعدم الشراء بدافع الذعر. وقال وزير البيئة البريطاني جورج إيوستس إنه ليس هناك أي نقص في الوقود وحث الناس على التوقف عن الشراء المحموم خوفا من نفاده وأضاف أنه لا توجد أي خطط للاستعانة بالجيش لقيادة الشاحنات على الرغم من أن وزارة الدفاع ستساعد في اختبار سائقي الشاحنات.
وقالت شركات النقل ومحطات الوقود وتجار التجزئة إنه لا توجد حلول سريعة، لأن النقص في سائقي الشاحنات المقدر بحوالي 100 ألف كان حادا، ولأن نقل الوقود يتطلب تدريبا ورخصا إضافية.
وقال جوردون بالمر المدير التنفيذي للرابطة لرويترز "للأسف نحن نشهد عمليات شراء بدافع الذعر للوقود في الكثير من مناطق البلاد.. نحتاج لبعض الهدوء.. أرجوكم لا تشتروا بدافع الذعر".
وأصر وزراء بريطانيون على أن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ليس له علاقة بالأزمة الحالية في السائقين رغم أن 25 ألفا منهم عادوا لأوروبا قبل تطبيق الانسحاب من التكتل. ولم تتمكن بريطانيا من اختبار 40 ألف سائق بسبب الإجراءات التي فرضت لمكافحة كوفيد-19.
وأعلنت الحكومة أمس الأحد خطة لإصدار تأشيرات مؤقتة لخمسة آلاف سائق أجنبي.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA= جزيرة ام اند امز