المجلس الوطني الاتحادي: الإمارات والصين.. شراكة استراتيجية شاملة
التواصل والتعاون البرلماني والزيارات المتبادلة جزء لا يتجزأ من مشهد تطور العلاقات الإماراتية ـ الصينية على مختلف المستويات.
يرتبط المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني بعلاقات تعاون وشراكة وثيقة تستند إلى ما يربط البلدين من علاقات شراكة استراتيجية شاملة تتعمق من خلال الزيارات التاريخية المتبادلة بين قيادتي ومسؤولي البلدين.
تلك الزيارات التاريخية شكلت فرصة مهمة لعقد العديد من الشراكات في محاور تنموية واستثمارية مهمة، الأمر الذي يتطلب دوراً فعالاً من قبل برلماني البلدين الصديقين من أجل مواكبة التطور في العلاقات الثنائية في شتى المجالات.
- سلطان الجابر: شراكة استراتيجية شاملة بين الإمارات والصين
- مذكرة تفاهم بين الإمارات والصين للتعاون بمبادرتي طريق الحرير
ويحرص المجلس الوطني الاتحادي تنفيذاً لاستراتيجيته البرلمانية للأعوام 2016-2021 على ترجمة رؤية القيادة الرشيدة وتطلعات شعب الإمارات، من خلال تطوير مختلف أوجه التعاون البرلمانية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، وتأطير هذا التعاون على مختلف الصعد البرلمانية، فضلاً عن تعزيز التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية الدولية.
وشهدت اللقاءات الثنائية التي جمعت مسؤولي المجلس الوطني الاتحادي والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، التأكيد على إنشاء لجنة صداقة برلمانية بين المجلسين لأهمية هذه اللجان في تعزيز علاقات التعاون البرلمانية وتبادل الخبرات والزيارات ووجهات النظر بين ممثلي البرلمان في البلدين وتنسيق المواقف والتشاور حول مختلف القضايا وتقديم اقتراحات تلبي طموحات البلدين والشعبين الصديقين، وذلك من خلال تبادل زيارات الوفود البرلمانية والتعاون والحوار الثنائي المشترك.
كما شهدت العلاقات البرلمانية بين الجانبين تطوراً ملحوظاً يتمثل في النتائج التي تحققت خلال اللقاءات والزيارات بين الجانبين، والتي كان من أبرزها الزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى جمهورية الصين الشعبية، عام 2015، والتي عكست متانة وتطور العلاقات التي أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والعلاقات الطيبة التي أرساها مع الصين.
ويعد التواصل والتعاون البرلماني والزيارات المتبادلة جزءاً لا يتجزأ من مشهد تطور العلاقات الإماراتية ـ الصينية على مختلف المستويات، حيث شملت الزيارات البرلمانية واللقاءات المتبادلة بين الجانبين لقاءات الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي مع نائب رئيس مجلس نواب الشعب الصيني، على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي التي عقدت في بنجلاديش في أبريل/نيسان 2017 ومع رئيس المؤتمر الاستشاري الصيني في شهر سبتمبر/أيلول 2017، كما عقدت معاليها كذلك لقاءات مع نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس نواب الشعب الصيني.
وقام وفد المجلس الوطني الاتحادي بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية عام 2013 رداً على زيارة نائب رئيس البرلمان الصيني في شهر سبتمبر/أيلول 2010 إلى المجلس الوطني الاتحادي.
وأكد الجانبان خلال هذه الاجتماعات المتواصلة، أهمية تطوير العلاقات البرلمانية بما يجسد نهج دولة الإمارات والصين وتوافق البلدين حول ضرورة التركيز على تعزيز التعاون وتطوير آفاقه، من أجل خدمة الأهداف الاستراتيجية للدولتين وبما يصب في مصلحة نموذجي التنمية الذي تتبناه كل من الإمارات والصين، باعتبار ذلك روافد أساسية تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام وبالتالي تعزيز السلم والأمن والاستقرار والازدهار العالمي.
وخلال جلسة مباحثات رسمية عقدت في مقر الأمانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي في دبي، في شهر سبتمبر/أيلول 2010، بين رئيس المجلس الوطني الاتحادي ونائب الرئيس والأمين العام للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أشاد المجلس الوطني الاتحادي بأهمية الموقف الصيني الداعم لوجهة نظر الامارات بشأن ضرورة التوصل إلى تسوية لقضية الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى" التي تحتلها إيران بالطرق الدبلوماسية سواء عبر التفاوض المباشر أو إحالة القضية للتحكيم الدولي ومبادرة الصين، من خلال منتدى التعاون العربي الصيني في 2009 لحل النزاع بالطرق السلمية المتوافقة مع القانون الدولي.
وحرص المجلس الوطني الاتحادي على استثمار النتائج الإيجابية للزيارات المهمة والتاريخية المتبادلة بين قيادتي ومسؤولي البلدين بما يسهم في تعزيز التعاون المشترك لا سيما في المجال البرلماني.
كما يحرص المجلس على تعزيز العلاقات البرلمانية وتبادل الزيارات الرسمية مع الجانب الصيني بما يجسد العلاقات الاستراتيجية الشاملة القائمة، والتي تأسست على الاحترام والثقة المتبادلة وما يجمع البلدين من أهداف وقواسم مشتركة تتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار والاستقرار للشعبين الإماراتي والصيني.
وتعد جمهورية الصين الشعبية دولة محورية ضمن منظومة العلاقات الدولية والاقتصاد الدولي، وفي المقابل فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد أيضاً بوابة عبور اقتصادية وتجارية وثقافية مهمة وأساسية للمنطقة، وتلعب دوراً مهماً في منظومة العلاقات الدولية.
وتعززت علاقات البلدين منذ توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها ون جياباو، رئيس مجلس الدولة الصيني السابق، إلى الإمارات، في يناير عام 2012، حيث شارك بالدورة الخامسة للقمة العالمية لطاقة المستقبل، وتم خلال تلك الزيارة المهمة توقيع هذا الاتفاق التاريخي.