استراتيجية الأخطبوط.. هل تتمكن الولايات المتحدة من احتواء استراتيجية أنابيب الغاز الروسية؟
المقال يركز على استراتيجية روسيا في شبكة أنابيب الغاز الممتدة من غرب أوروبا وتزحف باتجاه الصين، لتعزز مكانة روسيا كمزود رئيسي للطاقة.
*مقدمة
منذ تفكك الاتحاد السوفيتي أواخر 1991 بدأت حقبة القطب الواحد، ويبدو أن التيار القومي الروسي لم يتقبل هذه الفكرة، ومنذ تولي الرئيس بوتين مقاليد الأمور كرئيس وزراء أو كرئيس دولة أخذت العلاقات الأمريكية - الروسية والغربية - الروسية عموماً منحى آخر تسوده توترات وتبادل اتهامات وعقوبات أمريكية - غربية على روسيا، لأسباب مختلفة لسنا بصددها هنا في هذا المقال التحليلي.
من أهم العقوبات التي تسعى الولايات المتحدة لتفعيلها ومتابعتها هي الحد من قدرة قطاع الطاقة الروسي، خصوصاً في التمويل والاستثمار، لشل التوسع في مشاريع الطاقة.
من المتوقع أن تصل مبيعات النفط والغاز الروسية خلال 2018 إلى 44.4 مليار دولار، وهذا الرقم كفيل بتحقيق فائض في الموازنة الروسية للمرة الأولى منذ 2011، وارتفاع بأقل من 0.5% في الناتج المحلي الإجمالي.
هذه التقديرات كانت قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وهذا يعني احتمال الحصول على إيرادات أعلى بسبب احتمال انخفاض الصادرات الإيرانية في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني بحدود 1.4 مليون برميل، التي سيتطلب تعويضها من منتجي أوبك وخارج أوبك وفي المقدمة السعودية وروسيا.
هناك سؤالان أود من القارئ الكريم أن يجيب عنهما (إجابة عامة) بعد الانتهاء من قراءة هذا المقال؛ الأول: هل الطريقة الحالية -طريقة العقوبات- هي الأكثر فاعلية في تحقيق أمن وسلم عالميين؟ والثاني: هل بإمكان أي منا -مختص أو غير مختص- أن يفسر أو يحلل القضايا الرئيسية في العالم تفسيراً منطقياً ومقنعاً دون النظر إلى البعد الاقتصادي؟ وهل البعد الاقتصادي ضروري في تفسير الأحداث أم لا؟ وهل يضفي رصانة على التحليل والاستنتاج، خصوصاً في محيطنا الإقليمي؟
فهم ما يجرى بموضوعية يعزز المعرفة، والمعرفة هي أسلوب دفاع عن الوطن.. هكذا أراها!!
إذاً فمن هذا المنظور المعرفة ليست ترفاً وخياراً، بل هي واجب وله الأولوية!
هذا المقال يركز على استراتيجية روسيا في شبكة أنابيب الغاز الممتدة من غرب أوروبا وتزحف شرقاً باتجاه الصين، التي تعزز مكانة روسيا على الأمد الطويل كمزود رئيسي للطاقة في العالم.
سميت هذه الاستراتيجية "استراتيجية الأخطبوط"، فأنابيب الغاز الروسية هي بمثابة "أذرع" روسيا للحفاظ على عرش الغاز العالمي الذي تتربع عليه.
مكانة روسيا في قطاع النفط والغاز
باختصار شديد وللتعرف على مكانة روسيا في قطاع النفط والغاز، البيانات الأساسية التالية توضح ذلك:
النفط:
الإنتاج: 11.20 مليون برميل يومياً (12.2% من إجمالي الإنتاج العالمي).
التصدير: 8.6 مليون برميل يومياً (12.7% من إجمالي الصادرات في العالم).
الاحتياطي: 106.2 مليار برميل (6.3% من إجمالي الاحتياطيات في العالم).
الغاز:
الإنتاج: 635.6 مليار متر مكعب (8.2% من إجمالي الإنتاج العالمي)، المركز الأول عالمياً.
التصدير: 215.4 مليار متر مكعب - المركز الأول عالمياً.
الاحتياطي: 35 تريليون متر مكعب (18.1 % من إجمالي الاحتياطيات في العالم)، المركز الأول عالمياً.
أهمية الغاز كمصدر للطاقة
يتزايد استخدام الغاز في عديد من الدول، خصوصاً في أوروبا، لكونه أقل تلويثاً للبيئة من النفط، ووضعت المفوضية الأوروبية شروطاً صارمة في هذا المجال، ما سيستدعي إخراج مناجم الفحم من الخدمة تدريجياً، رغم أنه لا يزال الوقود الأرخص والأكثر استخداماً عالمياً لتوليد الكهرباء.
دول مهمة مثل الصين والهند، رفعت استهلاكها من الغاز بسبب مستوى التلوث في الهواء، ولدعم نموها الاقتصادي من مصدر الطاقة هذا. كما أن في ذلك تقليلاً لمخاطرة الاعتماد على النفط الخام، بالإضافة إلى انخفاض الفارق بين أسعار الغاز والفحم.
الشكل البياني التالي يوضح النسب المئوية لاستهلاك العالم من الطاقة، مصنفة بحسب نوع الوقود للفترة 1965-2017
شكل بياني
يوضح النسب المئوية لاستهلاك الطاقة مصنفة بحسب نوع الوقود للفترة 1965-2017
المصدر: التقرير السنوي لعام 2018 لشركة BP
يلاحظ من الشكل الارتفاع المتواصل في استهلاك الغاز، ونتوقع أن استمرار ارتفاع استهلاك الغاز سيكون على حساب الفحم والنفط الخام.
حاجة أوروبا للغاز والدور الروسي
بسبب قوانين البيئة والنمو الاقتصادي ارتفع استهلاك أوروبا من الغاز مع انخفاض الإنتاج الأوروبي والناتج بشكل أساسي من انخفاض إنتاج هولندا وبريطانيا، ومع ارتفاع أسعار الفحم بشكل كبير مقابل انخفاض نسبي في أسعار الغاز جعل الغاز منافساً قوياً في تشغيل محطات الكهرباء.
من المتوقع أن يرتفع استهلاك أوروبا (الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD" ) من 200 مليار متر مكعب في 2016 إلى 290 مليار متر مكعب في 2022.
37% من احتياجات أوروبا من الغاز تأتي من روسيا و33% تأتي من النرويج و11% من الجزائر .
شرايين الغاز الروسي:
كانت تعتمد روسيا على تجهيز أوروبا عن طريق أنبوب غاز "يامال" يمر عبر بولندا وآخر يمر عبر أوكرانيا، ولأسباب استراتيجية وجيوسياسية مع البلدين (لا يتسع المجال هنا لشرحها) قامت روسيا بالاعتماد على ثلاثة خطوط رئيسية (الأول خط مزدوج): هما:
1- أ. المجرى الشمالي "Nord Stream"، ويمتد من الأراضي الروسية إلى مدينة "كرايفسفالت" الألمانية تحت بحر البلطيق بطول 1224كم وقطر 1.22 متر. وهذا الأنبوب يعمل، حيث افتتح رسمياً منذ عام 2011.
2- ب. المجرى الشمالي 2 "Nord Stream2"، وهو مسار ثانٍ موازٍ للمسار الأول بطول 1200 كم ويصل إلى المدينة الألمانية نفسها، ولا يزال هذا المجرى تحت الإنشاء. من المؤمل الانتهاء منه نهاية عام 2019.
تبلغ طاقة المسارين الكلية 110 مليارات متر مكعب سنوياً، وهناك شراكة أوروبية ألمانية روسية لبناء وإدارة المسارين (شركة منفصلة لكل مسار).
الشكل التالي يوضح مسار المجريين: "نورد ستريم 1" و"نورد ستريم 2"
خارطة توضح مساري خطي الغاز الروسيين "نورد ستريم 1" و"نورد ستريم 2" إلى أوروبا عبر ألمانيا
المصدر شركة غاز بروم
ألمانيا، الاقتصاد الأكبر في القارة الأوروبية، موافقة على المشروع، أما المسار الثاني فقسم أوروبا بين مؤيد ومعارض، ولكن الأكثر معارضة هي الولايات المتحدة التي أغضبها المشروع، وقال ترامب "إن روسيا تتحكم بألمانيا". وقال وزير الطاقة الأمريكي مؤخراً إن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات على هذا المسار!!
2- المجرى الجنوبي"South Stream" والمجرى الأزرق "Blue Stream"
أعلنت فكرة المجرى الجنوبي في منتصف عام 2007، وتم إلغاء المشروع من قبل روسيا في 2014، وكان من المفترض أن يمر تحت البحر الأسود إلى بلغاريا وصربيا وهنغاريا وسلوفينيا ومن ثم النمسا.. جاء الإلغاء الروسي بعد عقبات من بلغاريا ومن الاتحاد الأوروبي على أساس أن المشروع لا يتسق مع قوانين الطاقة الأوروبية.. الاعتراض الأوروبي لم يكن تقنياً أو بيئياً، وكان من السهل التوصل إلى حل، وأعتقد أن الموضوع أكبر من مجرد اعتراضات قابلة للحل، بدليل أن الرئيس البلغاري وافق بعد عامين من إلغاء المشروع على مرور الخط في بلغاريا!! مع ذلك تبقى موافقة البرلمان مطلوبة.
تفسيري الشخصي هو أن المجرى الجنوبي "South Stream" يهدد مشروع أنابيب آخر المسمى "نابوكو". التسمية العنصرية وذات الخلفية الدينية المتشددة (لا مجال لشرحها هنا) تكفي لمعرفة النوايا من إنشاء هذا الخط.. وقّعت ست دول على إنشاء الخط البالغ طوله 3300 كم، وكان من المؤمل الانتهاء منه في 2015 وبتكلفة 10.9 مليار دولار. لم يكتب له النجاح، فالخط يعتمد على الغاز من دول أخرى في مقدمتها العراق، ويتم الربط مع هذا الخط عن طريق ما يسمى الخط الإسلامي، وهو خط إيراني يخترق وسط العراق وصولاً إلى سوريا ومن ثم إلى تركيا. الطموح الإيراني ببناء هذا الخط يمهد أيضاً للتصدير بحراً عبر المتوسط إلى أوروبا وإلى جنوب لبنان لأسباب معروفة.
الحقل "الإسرائيلي" "تمار" في المتوسط أيضاً يشكل إنتاجه رافداً إلى أنبوب "نابوكو"!! بمعنى آخر غاز إيران وغاز العراق وغاز "إسرائيل" تتجه إلى الأنبوب نفسه.. "نابوكو"!!
مشروع السيل الجنوبي South Stream لو أنشئ سيقتل مشروع "نابوكو" الذي حصل على مباركة أمريكية واستعداد مالي أوروبي لإسناد المشروع.
الخارطة التالية توضح مساري الأنبوبين "السيل الجنوبي" و"نابوكو".. هذا الخط تم تحويره (تقصيره والانطلاق من تركيا بدلاً من كازاخستان) لاحقاً ومع ذلك لم ينفذ!
يظهر في الخارطة شمالاً مسار "السيل الشمالي" Nord Stream ومسار أنبوب "يامال"Yamal القديم الذي يمر عبر بيلاروسيا وبولندا وأنبوب غاز آخر يمر عبر أوكرانيا.
قطر:
يبدو أن قطر أيضاً كانت تطمح إلى مد أنبوب من قطر إلى تركيا يتحاشى المرور بالأراضي العراقية ويسير عبر أراضي السعودية مروراً بالأردن ثم سوريا.
حجم احتياطيات الغاز المكتشفة في حقل الشمال القطري، وهو حقل مشترك مع إيران (الجزء الإيراني يسمى حقل بارس الجنوبي) ضخم ويجعله الحقل الأكبر في العالم باحتياطيات تبلغ 51 تريليون متر مكعب، مساحة الحقل 6700 كم مربع، 6000 كم منها ملكية قطرية.
الخارطة التالية توضح مشروعي إيران وقطر، ويبدو في الظروف الحالية أن كلا المشروعين مؤجل لأسباب معروفة مختلفة تخص كلا منهما.
المجرى الأزرق (أو المجرى التركي):
هو مشروع أنبوب غاز بديل لخط غاز "المجرى الجنوبي"، علماً أنه لا يحقق أهداف أنبوب "المجرى الجنوبي" نفسها.
اتفاقية إنشاء الخط بين روسيا وتركيا بدأ العمل بها. يبلغ طول الخط 1090 كم، وبدأ العمل به في 2017 ومن المتوقع الانتهاء منه في الربع الرابع من 2019.
الخارطة التالية توضح مسار "المجرى الجنوبي"، المشروع الذي تم إلغاؤه ومسار "المجرى الأزرق" تحت الإنشاء.
https://bit.ly/2Ne9hG4 المصدر:
طاقة الأنبوب 31.5 مليار متر مكعب سنوياً، ومن الواضح أن الأنبوب لا يمتد إلى أوروبا، وهذا يعني السماح لتركيا بإعادة بيع الغاز الروسي إلى أوروبا. تعاون اقتصادي روسي-تركي تسعى فيه روسيا لاستمالة تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي. وكلا الطرفين يسعى إلى انضمام روسيا إلى الاتحاد الأوروبي. ولن تتردد تركيا في تمرير غاز "إسرائيلي" عبر أراضيها إلى أوروبا، لأنها تدرك أن في ذلك إرضاء للأوروبيين، بالإضافة إلى الاستفادة من رسوم العبور!!
لن تتردد روسيا لحظة في إحياء "المجرى الجنوبي" متى ما سنحت لها الفرصة، فلديها طاقة إنتاج احتياطية تقارب الـ150 مليار متر مكعب.
قوة سيبيريا
لم تغفل روسيا عن النمو الكبير في احتياجات الصين من الغاز لتضمن لها حصة من هذا النمو.
الشكل التالي يوضح تنامي احتياجات الصين من الغاز والتنبؤ بها خلال الفترة من 2012 إلى 2040
* المصدر: إدارة معلومات الطاقة
حصة روسيا سنويا ستصل إلى 1.3 تريليون قدم مربعة من الغاز.
تم الاتفاق مع الصين على بناء أنبوب الغاز "قوة سيبيريا"Power of Siberia بطول 3000 كم، وقطر الأنبوب 1.2 متر، وبطاقة ضخ 61 مليار متر مكعب سنوياً، لإيصال الغاز الروسي إلى الأراضي الصينية ولمدة 30 عاماً تتوقع خلالها غازبروم الروسية الحصول على إيرادات بقيمة 400 مليار دولار. من المتوقع الانتهاء من الإنشاء في 2019.
الشكل التالي يوضح خارطة أنبوب "قوة سيبيريا":
https://bit.ly/2QyXKPP المصدر:
شمال أفريقيا
عين روسيا على "ذراع أخطبوط" أخرى في أفريقيا تمتد من نيجيريا مروراً بالنيجر والجزائر تحت مياه المتوسط إلى جنوب أوروبا.. هذا المسار مقترح منذ سنوات، ولم يكتب له النجاح بسبب التحديات الأمنية في نيجيريا بشكل خاص. أكثر من 2300 كم عبر الأراضي الجزائرية.
يسعى المغرب مع نيجيريا لبناء خط بديل تم الاتفاق عليه، وحتى الآن لم يحدث شيء!!
ليبيا مصدر قوي قادم للغاز، ولا نستبعد اتفاقاً روسياً مباشراً بعد استقرار الوضعين الأمني والسياسي.
الغاز المسال
تسعى روسيا للدخول في صناعة الغاز المسال، التي تهيمن عليها قطر، والتي تحتل المصدر الأول في العالم في الغاز المسال، وتستهدف فيه روسيا أوروبا والهند عبر شحنات بحرية.
وبدأت بالفعل أولى شحنات الغاز المسال إلى الهند في 2018، وهي جزء من اتفاقية لمدة 25 سنة بقيمة 25 مليار دولار لصالح غازبروم.
نظرة نقدية
1- هذا المشهد المختصر يوضح الدور الاقتصادي في صياغة اتجاهات السياسة الدولية، والمصالح هي التي تحكم وليس ردود الفعل العاطفية.. تأجيل إنشاء المجرى الجنوبي من قبل روسيا يعد مناورة أو تكتيكاً لا تريد به إثارة أوروبا، بل تحاول كسب تأييدها، ويبدو أنها تمكنت من تحييد جزئي لبعض المواقف الأوروبية، فعلى سبيل المثال أرادت بريطانيا موقفاً أوروبياً أكثر صرامة في موضوع تسميم الجاسوس الروسي، ولكن لم يقابل ذلك بحماس من دول أوروبية رئيسية وفي مقدمتها ألمانيا.
الاعتراض الأمريكي القوي على "المجرى الشمالي" لم يجابه بقوة من قِبل روسيا، فهي تحاول إنجازه وتشغيله بموجب اتفاقات مع دول المرور والدول الأوروبية المتسلمة للغاز.
2- الصراع في سوريا ليس فقط لكون روسيا تسعى لاسترجاع مكانتها كقطب ثانٍ، بل إن سوريا هي عقدة مهمة جداً لأنابيب الغاز ومنفذ مهم على المتوسط، ليس لروسيا فقط وإنما لأطراف أخرى في المنطقة، وفي مقدمتها إيران التي تسعى لمنفذ على المتوسط، بعدما احتلت العراق "بأسلوبها الخاص".. وجود إيران في سوريا يفوق بكثير نزعتها الطائفية المقيتة.
3- لم يعد مستغرباً التشرذم العربي في مجال الغاز.. طاقات عربية هائلة وكامنة في العراق وليبيا والسعودية والجزائر وقطر لا تجمعها منظمة أو تجمع لتوحيد استراتيجياتها والاستفادة من تزايد استهلاك الغاز في العالم؛ بل حتى محلياً!! ماذا فعلنا أساساً في منظمة الدول العربية المصدرة للنفط "أوابك" لنبحث اليوم عن تحالف عربي للغاز؟!
4- الغاز الصخري الأمريكي يتزايد إنتاجه وقادم بقوة، وترغب أمريكا في منافسة الغاز الروسي، وقضم حصة سوقية منه في أوروبا. سعر الغاز الروسي وتوصيله بالأنابيب على المدى الطويل تصعب جداً منافسته.
رصد التغيرات الاقتصادية العالمية يجعلنا أكثر قدرة على تحديد مصالحنا الوطنية، التي يجب أن تكون هي الأساس في التعامل مع الدول والسعي لمكانة اقتصادية قوية لا يمكن تجاهلها!
----------------------
وضاح ألطه
عضو الجمعية العالمية لاقتصاديات الطاقة
عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الأوراق المالية والاستثمار في الإمارات
تويتر: @waltaha
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز