الصاروخ الصيني الشارد.. هل يستحق كل هذا الضجيج؟

مره أخرى تدفع الولايات المتحدة العالم لمتابعة مسار صاروخ صيني آخر، وقالت جهات أمريكية إن بكين أطلقته حاملا بعض أجزاء من محطة الفضاء الصينية.
مره أخرى تدفع الولايات المتحدة العالم لمتابعة مسار صاروخ صيني آخر، وقالت جهات أمريكية إن بكين أطلقته حاملا بعض أجزاء من محطة الفضاء الصينية، دون أن يكون لديها آلية لاسترجاعه بعد آداء مهمته.
وأطلقت الصين مؤخرا الصاروخ "لونج مارش 5 بي" من قاعدة وينتشانغ الفضائية في مقاطعة جزيرة هاينان الاستوائية، حاملا المختبر العلمي "وينتيان"، الذي ستتم إضافته إلى محطة الفضاء الصينية.
ورغم أن الصاروخ الأول لم تكن له أي أضرار ووقع في مسطحات مائية، كما توقعت الصين بكل ثقة، ردا على محاولات ترهيب العالم من الصاروخ الصيني التي نفذتها واشنطن وقتها، إلا أن العالم لم يستوعب الدرس، وتم دفعه مرة أخرى للاهتمام بالصاروخ الذي تم إطلاقه حاملا المختبر العلمي لمحطة الفضاء الصينية، ليتكرر نفس السيناريو، وهو السقوط في مسطحات مائية، دون أن يتسبب في أي أضرار.
والحوادث المسجلة في التاريخ التي يمكن أن تتسبب فيها مثل هذه الإطلاقات للصواريخ، محدودة للغاية، وإذا وقعت حوادث تكون أضرارها محدودة أيضا، ذلك لأن معظم أجزاء الصاروخ تحترق بالكامل في الغلاف الجوي أثناء دخولها إلى الغلاف الجوي للأرض، ولا يتبقى إلا أجزاء مصنوعة من مادة ذات درجة انصهار عالية، وهذه الأجزاء قد تنجو لتصل إلى الأرض أو المحيط.
ويقول ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة لـ "العين الإخبارية": "في حالة سقوط أحد الأجزاء ستندفع بسرعة حوالي 160 كيلومتر بالساعة تقريبًا لذلك قد يكون هناك أضرارا مادية إذا سقط على الأرض، ولكن نظرًا لأنه سينتشر على طول أكثر من 100 كيلومتر على طول المسار، فمن المحتمل أن تصطدم قطعة واحدة أو قطعتين بمنطقة مأهولة بالسكان".
ويضيف: "لكن بما أن حوالي 75 في المائة من سطح الأرض مغطى بالمياه بينما أجزاء كبيرة من مساحة الأرض غير مأهولة بالناس، فإن الخطر الذي يتعرض له أي إنسان محدودا للغاية، ونظريا لا ينبغي أن يقلق الناس".
ورغم أن المخاطر محدودة للغاية، إلا أن دراسة كندية طالبت بضرورة وضعها في الحسبان عبر اتفاقية دولية تلزم الدول بإجراءات من شأنها استعادة مثل هذه الصواريخ عند استخدامها في الإطلاقات الفضائية.
وتقول هذه الدراسة التي قام بها باحثون من قسم العلوم السياسية بجامعة كولومبيا البريطانية بكندا، ونشرت في دورية "نيتشر أسترونومي" في 11 يوليو/تموز الحالي، إن كل دول العالم بما فيها أمريكا التي تنتقد الصين، تمارس مثل هذه السلوكيات.
وتزعم الدراسة أن لدى الولايات المتحدة، ومعظم وكالات الفضاء الدولية الكبرى، ممارسات تضبط كيفية التعامل مع مخاطر مراحل الصواريخ، إلا أنه لا يتم اتباعها في كل مرة بسبب تكلفتها العالية، وسبق أن تنازلت القوات الجوية الأمريكية عن هذه الممارسات في 37 عملية إطلاق، من أصل 66 بين عامي 2011 و2018، كما تنازلت عنها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" سبع مرات بين عامي 2008 و2018.
إقدام أمريكا على انتقاد الممارسات الصينية، رغم أنها تقدم أحيانا على نفس الممارسات التي تنتقدها، ليس له من تفسير عند عصام جودة، ئيس الجمعية الفلكية المصرية، سوى أن السياسة هي التي تتحدث وليس العلم.
وقال جودة لـ "العين الإخبارية"، إن حادث الإطلاق الصيني الأخير لصاروخ "لونغ مارش 5 بي" لن يكون الأخير، وستطلق الصين صواريخ أخرى لاستكمال بناء محطة الفضاء الدولية.. وتساءل: "هل ستنجح أمريكا مجددا في دفعنا لمتابعة رحلة الصاروخ الصيني حتى يسقط في المياه".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg
جزيرة ام اند امز