تفاصيل أزمة قتل الكلاب الشاردة في المغرب.. أوقفوا العنف

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب حملة رقمية واسعة، أطلقها عدد من المشاهير والمؤثرين، دعوا من خلالها السلطات إلى وقف ما وصفوه بـ"النهج العنيف" في التعامل مع الكلاب الشاردة.
في ظل تزايد عمليات قتل الكلاب الضالة والشاردة خلال الأشهر الأخيرة، مطالبين باعتماد وسائل تنظيمية وإنسانية بديلة، مثل التعقيم، والتلقيح، وإنشاء ملاجئ خاصة.
حملة لوقف قتل الكلاب الشاردة في المغرب
شارك في الحملة عدد من الوجوه المعروفة، من بينهم مغني الراب عبد العزيز وانزة، واليوتيوبر ميمي، والمؤثر الجعايدي، وذلك عبر وسم "#لا_لقتل_الكلاب"، حيث نشروا صورًا ومقاطع مصورة تدعو إلى احترام الكائنات الحية، مشددين على أهمية إيجاد حلول حضارية لمعالجة ظاهرة الكلاب السائبة التي تنتشر في شوارع المدن المغربية، بدلًا من اللجوء إلى إبادتها.
ودعت الحملة إلى سنّ تشريعات واضحة تكفل حماية هذه الحيوانات وتحد من الممارسات العنيفة بحقها، مشيرة إلى ضرورة إنشاء بنية تحتية قادرة على استيعاب الحيوانات الشاردة، من خلال ملاجئ مؤهلة، إلى جانب تعزيز برامج التطعيم والتعقيم كخطوة وقائية تسهم في تقليل أعدادها بطريقة مسؤولة.
وقفات احتجاجية في المغرب
تزامنًا مع الحملة الإلكترونية، انخرطت عدد من الجمعيات المعنية بحقوق الحيوان في تحركات ميدانية، تمثلت في وقفات احتجاجية بعدة مدن مغربية، دعت من خلالها السلطات إلى مراجعة سياساتها وتبنّي نهج أكثر إنسانية. وانتشرت على نطاق واسع مقاطع مصورة توثق لحالات عنف تُمارس بحق الكلاب، ما زاد من حدة التفاعل الشعبي مع القضية.
الناشط إبراهيم البارودي كتب عبر حسابه الشخصي منشورًا قال فيه: "الإبادة الجماعية للكلاب عيب وعار على المغرب، لأن إلحاق الأذى بالحيوانات محرّم في الإسلام، والله أعطانا عقلًا لإيجاد طرق بديلة لمعالجة هذا المشكل". من جانبه، أشار الناشط سيف عاطي إلى أن "الكلاب الشاردة باتت تتواجد بكثرة في الشوارع والأماكن العمومية، مما قد يشكل خطرًا على المواطنين، ومع ذلك لا يمكن أن يكون القتل هو الحل، بل يجب تقنين تربيتها وتدبير وجودها بما يتناسب مع القانون".
يأتي هذا التحرك الشعبي والإعلامي وسط انقسام واسع في الرأي العام المغربي حول أنسب السبل للتعامل مع هذه الظاهرة، حيث يرى بعض المواطنين أن التخلص من الكلاب الشاردة ضروري لحماية الصحة العامة وسلامة الناس، خاصة بعد تسجيل حوادث متكررة، فيما يعارض آخرون هذا التوجّه ويعتبرونه قاسيًا ويتنافى مع القيم الإنسانية والدينية.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTQuMjQg جزيرة ام اند امز