"صباط العروس".. زقاق ملعون شاهد على أساطير السلف في تونس
أسرار وخبايا عديدة تميز المدينة العتيقة بالعاصمة تونس الصامدة منذ تأسيسها سنة 698 ميلادي والتي مازالت صامدة بمعالمها التاريخية التي شيدها السلف وتطورت بمرور الحضارات عليها.
فكل زقاق أو معلم أو قصر أو سوق له قصة راسخة في التاريخ يتداولها التونسيون إلى اليوم منها الحقيقي ومنها الخرافي.
فـ"صباط العروسة"، ذلك الزقاق المسقف المظلم الواقع في قلب المدينة العتيقة والملقب بالزقاق الملعون، لا يزال يتجنبه المارة من المرور بجانبه، خوفا من تكرار أسطورة وخرافة قديمة وتبتلع كل من يمر عبره.
وتعود تفاصيل الخرافة الشعبية لصباط العروسة،إلى العهد الحفصي (1228 – 1573م)، حيث تم إجبار فتاة على الزواج برجل لا تحبّه وفي يوم الزفاف، ركبت العروس عربة يجرّها حصان، وعند مرورها من تحت قبو مظلم انشقّت الأرض وتحوّلت إلى بئر عميق ابتلعها هي وكلّ من كان معها.
ولم تنته هذه الخرافة الشعبية بفقدان العروس فقط بل استمرت إلى الزمن الراهن حيث يتوجس التونسيون المرور بجانب هذا الزقاق بعد أن تناقل الناس حينها أن صراخ العروس المختفية في هذا المكان يستمع إليه كل من يمر عبره.
كما انتشرت أخبار بأنّ من يضحك هناك سيتعرّض لانتقام العروس ويبتلعه الظلام ويموت.
قصص رعب
وقال مختار الحناشي، أستاذ تاريخ تونسي، إن الخرافات ترتبط بفلكلور الشعوب، حيث إن الخرافة عادة ما تمثل إرثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال عبر العصور لذلك فإن قصة هذا الزقاق تدخل في إطار الأساطير غير المنطقية.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذا الزقاق تدور حوله قصص مرعبة تجعل المارة يمتنعون عن المرور منه، خاصة أن الظلام يسوده حتى في النهار.
وأكد أنه يحكى أن عروسا لم تكن راغبة في الزوج الذي اختاره أهلها لها، ومرت عربتها من قبو مظلم يوم زفافها، وبمجرد الخروج منه لم يجدوها. واعتبر النّاس حينها أن الجن هو من اختطفها، ولكن هذه القصة لا تصدق وغير واقعية لكنها ما زالت عالقة بأذهان التونسيين.
وأوضح أن الأرجح هو أن هذه العروس هربت بسبب رفضها الزواج من الشخص الذي أجبرها أهلها أن ترتبط به، وخوفا من الفضيحة ابتدع أهلها هذه القصة، خصوصا أن العائلات في العهد القديم كانوا محافظين ولا يجرأون على كشف الحقيقة.
وأضاف أن عمليات ترميم وصيانة متواصلة تجريها السلطات التونسية ووزارة الثقافة للحفاظ على هذا الموروث المعماري.
وبالعودة إلى معنى كلمة "صباط"، قال الحناشي إنها كلمة أندلسية وتعني غرفا علوية صغيرة تعتلي طريقا مسقوفة، كان الهدف منها بالأساس توسعة المنازل وبناء غرف إضافية فيها.
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA==
جزيرة ام اند امز