كيف أصبح ابن بائعة فيتنامية رجل أعمال يربح مليارات الدولارات؟
قبل 9 سنوات كان الجميع يسخرون من أحلام الفيتنامي نجوين دوك تاي والآن أصبح يملك شركة قيمتها السوقية 1.7 مليار دولار.
قبل 9 سنوات عندما قال نجوين دوك تاي، وهو ابن بائعة فيتنامية متجولة، إنه سيحدث ثورة في صناعة الهاتف المحمول في بلاده، لم يكترث سوى عدد قليل من الناس بما يقوله ولم يصدقه أغلبهم.
يتذكر تاي ما حدث آنذاك عام 2009، قائلا: "الجميع كانوا يسخرون مني".
لكنه في الواقع كان صادقا في كل كلمة قالها، حيث أصبحت شركته "موبايل وورلد إنفستمنت كورب"، أكبر بائع للهواتف المحمولة في البلاد وواحدة من أكبر الشركات المدرجة في البورصة، وتبلغ قيمتها السوقية 1.7 مليار دولار.
لذلك، عندما قال تاي، إنه سيعيد إصلاح صناعة الطعام في البلاد، استمع الناس هذه المرة.
وفي مقابلة مع وكالة "بلومبرج" في مدينة "هو تشي منه"، قال تاي البالغ من العمر 49 عاما، إن "مستقبل البقالة واضح للغاية، ولا يتعلق الأمر بما إذا كنت قد نجحت أم لا. إنها مسألة كم من الوقت يستغرقه الأمر".
وأشارت الوكالة إلى أن نجاح تاي كرجل أعمال جاء من محاولة تحديث فيتنام. بالنسبة للهواتف الجوالة، افتتح ما يقول إنه كان أول سلسلة متاجر في شارع رئيسي، حيث يمكن للعملاء الشعور بالأمان حول جودة الأجهزة ومصدرها. وفي عالم التسوق الغذائي، يحاول استبدال الأسواق التقليدية في فيتنام بمتاجر البقالة.
376 متجرا
افتتح تاي أول متجر بقالة في مدينة "هو تشي منه" في عام 2016، لبيع الخضراوات واللحوم والأسماك مع وضع ملصقات توضح مصدرها إلى جانب مواد أساسية أخرى مثل النودلز والمشروبات.
في الأسواق الرطبة، يتم بيع الطعام في الأماكن المفتوحة في أماكن ليست نظيفة دائما، ولا يعرف المشترون بالضرورة مصدره، ولا يتم تثبيث الأسعار.
والوقت الراهن تضم السلسلة التي يطلق عليها "باتش هوا زانا" 376 متجرا في المدينة.
يقول تاي: "حلمنا هو أن نسيطر على 10% من سوق البقالة الذي تقدر قيمته بـ60 مليار دولار بحلول عام 2022"، وبذلك سيحقق ضعف أرباح شركته التي بلغت 3 مليارات دولار في العام الماضي.
قبل 15 عاماً تجاوزت طفرة الهواتف المحمولة العالمية فيتنام، لأن الهواتف المحمولة كانت باهظة الثمن.
أضاف تاي: "في ذلك الوقت، كان بإمكان التنفيذيين أو الأغنياء فقط شراء هاتف محمول. امتلاك هاتف كان يبدو أمرا مستحيلا بالنسبة لكثير من الناس، واعتقدت أننا بحاجة إلى القيام بشيء لتغيير ذلك".
لذلك في عام 2003، استقال تاي من وظيفته كمدير استراتيجي في شركة هاتفية لبدء مشروعه الخاص، وافتتح 3 متاجر في الأزقة الصغيرة في مدينة هو تشي منه، لكنه فشل بعد بضعة أشهر بسبب مواقعها وعدم قدرتها على كسب ثقة العملاء.
عالم الجوال
في عام 2004، حاول مجددا، وأسس شركة "موبايل وورلد" مع 4 من أصدقائه، ولكن في هذه المرة، افتتح متاجره في الشوارع الرئيسية وباع أجهزة واضحة المصدر.
وتقول شركة "موبايل وورلد"، إنها تملك 1065 منفذ بيع في أنحاء فيتنام وحصة 45% من سوق الهواتف الذكية والهواتف المحمولة في البلاد حتى نهاية أبريل/نيسان الماضي.
وفي نهاية عام 2017، كان هناك ما يقرب من 120 مليون عقد هاتف محمول في البلاد، وهو أكثر من عدد السكان البالغ نحو 94 مليون، وارتفعت مبيعات الهواتف المحمولة مع ازدهار اقتصاد البلاد.
وتابع تاي: "جاءت الفرص بسرعة كبيرة وتطورت السوق بسرعة أكبر مما كنت أتخيل".
ونشأ تاي فقيرا في مدينة هو تشي منه، حيث كانت والدته بائعة متجولة تبيع الأرز اللزج وفطائر الأرز الملفوفة، غير أن تلك الظروف الصعبة والمعاناة المبكرة دفعته إلى تحقيق هدف واحد أن يحظى بحياة أفضل من حياة والديه.
ارتفاعات الأسهم
ارتفع سهم شركة "موبايل وورلد"، بأكثر من 6 أضعاف منذ إدراجها في البورصة عام 2014؛ ومن بين 10 محللين يغطون الشركة، يقول 9 منهم إنها صفقة جيدة.
وكانت "موبايل وورلد"، الشركة الفيتنامية الوحيدة في قائمة "فوربس" لأفضل 50 شركة عامة آسيوية كبيرة العام الماضي.
وعن حلمه للسنوات المقبلة، اختتم تاي بالقول: "الآن حلمي هو الحصول على 10 مليارات دولار من العائدات بحلول عام 2022".