الخفض مسألة وقت.. قوة الاقتصاد الأمريكي محرك حاسم لمسار الفائدة
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول، الثلاثاء، إن المجلس لا يزال بحاجة إلى مزيد من البيانات قبل خفض أسعار الفائدة.
وذلك لضمان أن قراءات التضخم التي تراجعت في الآونة الأخيرة تعكس الصورة الحقيقية للجهود المبذولة للسيطرة على الأسعار.
وأظهرت بيانات استقرار مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الاتحادي، في مايو/أيار لكنه تباطأ على أساس سنوي إلى 2.6%، وهو لا يزال أعلى من الهدف البالغ 2% الذي يسعى إليه البنك.
وقال باول في مؤتمر عن السياسات النقدية عُقد في البرتغال برعاية البنك المركزي الأوروبي "نريد فقط أن نتأكد من أن المستويات التي نراها هي قراءة حقيقية لواقع التضخم الأساسي".
وتابع "نريد أن نكون أكثر ثقة، وبصراحة سنأخذ وقتنا... نظراً لقوة الاقتصاد الأمريكي".
ولم يعلق باول على الموعد الذي قد يبدأ فيه المجلس خفض أسعار الفائدة، لكنه أقر بأن البنك دخل مرحلة حساسة في مداولاته المتعلقة بالسياسة النقدية.
وسرعان ما تداعى الدولار متراجعاً، عقب تصريحات باول، وتبنيه لهجة تميل إلى التيسير النقدي، مما يشير إلى أن البنك من المرجح أن يبدأ خفض سعر الفائدة في وقت لاحق من العام الجاري.
وعوضت تعليقات باول أثر بيانات أظهرت زيادة فرص العمل في الولايات المتحدة في مايو/أيار بعد انخفاض كبير في الشهرين السابقين.
وبعد تقرير الوظائف وتعليقات بأول، زاد احتمال خفض البنك سعر الفائدة في سبتمبر/أيلول إلى نحو 69% مقارنة بنحو 63% أمس الاثنين، وذلك وفقا لبيانات مجموعة بورصات لندن.
- «التضخم» يبعث رسائل ثقة للفيدرالي الأمريكي.. هل يتخذ «باول» القرار المنتظر؟
- اتجاهات التجارة العالمية «إيجابية».. ماذا تحمل «أونكتاد» للعالم؟
وبنهاية التعاملات المبكرة انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات أخرى، بنحو 0.1% إلى 105.74 نقطة.
وتلقى الدولار دعما من الارتفاع المتواصل في عوائد سندات الخزانة.
وارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بنحو 14 نقطة أساس إلى 4.479%، وأرجع المحللون التحرك إلى توقعات فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية وما قد يتبع ذلك من زيادة الرسوم الجمركية والاقتراض الحكومي.
وانخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات 4.3% اليوم الثلاثاء.
وتراجع الدولار قليلا مقابل العملة اليابانية إلى 161.43 ين.
وهبط الين إلى 161.745 مقابل الدولار اليوم الثلاثاء، وهو أضعف مستوى له منذ ما يقرب من 38 عاما، مواصلا تراجعه المدفوع على نحو أساسي بالفجوة الواسعة في سعري الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان.
ومقابل اليورو لامس الين أدنى مستوى على الإطلاق عند 173.67 أمس الإثنين وظل بالقرب من هذا المستوى اليوم الثلاثاء أيضا. ومقابل الدولار الأسترالي جاء الين قرب أدنى مستوياته في 33 عاما مع استمرار جاذبية صفقات فروق أسعار الفائدة.
واستقر اليورو مقابل العملة الأمريكية عند 1.0739 دولار.
وعلى صعيد العملات الأخرى، ارتفع الجنيه الاسترليني 0.2% إلى 1.2677 دولار، فيما انخفض الدولار الأسترالي قليلا إلى 0.6657 دولار.