لمرضى السكتة الدماغية.. الاستماع للمطرب المفضل يسرع التعافي
أظهرت دراسة جديدة أن مرضى السكتة الدماغية الذين يقضون وقتاً في الاستماع إلى المطربين المفضلين لهم قد يتعافون أسرع.
وقال الباحثون من جامعة هلسنكي في العاصمة الفنلندية إن أفضل أغاني نجوم موسيقى البوب يمكن أن تساعد ضحايا هذه الحالة على التغلب على ضعف الكلام أثناء فترة تعافيهم، وفقاً لموقع "studyfinds".
كما أفاد العلماء بأن سماع المرضى للموسيقى الصوتية أدى إلى تحسين مهاراتهم اللغوية بشكل ملحوظ أكثر من الاستماع إلى الألحان أو الكتب الصوتية، إذ تعزز الأصوات الروابط بين الخلايا العصبية في الفص الجبهي للدماغ، والذي يتحكم في التواصل.
وتعليقاً على الدارسة، قال المؤلف الرئيسي الدكتور أليكسي سيهفونين، في بيان: "يوسع هذا فهمنا لطرق إعادة التأهيل العصبي القائمة على الموسيقى".
وأضاف: "يمكن اعتبار الاستماع إلى الموسيقى الصوتية إجراء يعزز الأشكال التقليدية لإعادة التأهيل في مجال الرعاية الصحية".
وتضاف هذه الدراسة إلى الأدلة الموجودة بالفعل بوجوب وصف العلاج بالموسيقى music therapy للمرضى.
ويذكر أن الأبحاث السابقة أظهرت أن الموسيقى منشط لمرضى السكتة الدماغية، ورفع الحالة المزاجية.
وغالبًا ما يفقد الأشخاص القدرة على التحدث بعد السكتة الدماغية، وهي حالة تُعرف باسم الحبسة الكلامية aphasia، الأمر الذي يحدث عادةً عندما ينقطع تدفق الدم عن الجانب الأيسر من الدماغ، مما يسبب انزعاجاً كبيراً للمرضى وعائلاتهم.
ولسوء الحظ، فإن العلاجات الحالية لها درجات متفاوتة من النجاح، ولكنها غير متوفرة بكمية كافية، أو يتم تقديمها في وقت مبكر بما فيه الكفاية.
لذلك، تقدم الأغاني بديلاً معقولاً ويمكن الوصول إليه على نطاق واسع، ويمكن استخدامه كخيار فعال من حيث التكلفة، خاصة عندما تكون الطرق الأخرى نادرة، كما أوضح فريق العلماء الفنلنديين.
وتستند نتائج الدراسة إلى أكثر من 30 مريضاً بسكتة دماغية تقل أعمارهم عن 80 عاماً، ممن اختيروا عشوائياً للمشاركة في الجلسات اليومية، والاستماع إلى الكتب الصوتية المختارة ذاتياً أو الموسيقى الصوتية أو المقطوعات الموسيقية.
وخضعوا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والتقييمات السلوكية، ومتابعة لحالتهم الصحية لمدة 3 أشهر.
وكتب مؤلفو الدراسة: "تشير النتائج إلى أن التأثيرات المفيدة للاستماع للموسيقى الصوتية على استعادة لغة ما بعد السكتة الدماغية تدعمها التغيرات الهيكلية في المرونة العصبية داخل شبكة اللغة، مما يساعد على توسع فهمنا للتدخلات القائمة على الموسيقى في إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية".
كما قال الباحثون إن استماع المرضى للموسيقى الصوتية يوفر استراتيجية إعادة تأهيل تكميلية يمكن تنفيذها بأمان في المراحل المبكرة من إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية ويبدو أنها تستهدف على وجه التحديد أعراض اللغة وتعافي الشبكة اللغوية".