حضور قوي لـ"التراث الإماراتي" في مهرجان طانطان المغربي
انطلقت فعاليات الدورة الـ13 من موسم طانطان بالمملكة المغربية والتي تقام تحت رعاية الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية.
انطلقت مساء اليوم فعاليات الدورة الثالثة عشرة من موسم طانطان بالمملكة المغربية، والتي تقام تحت رعاية الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية، بمشاركة واسعة من دولة الإمارات.
ويحتفي موسم طانطان خلال دورته الثالثة عشرة بمختلف مظاهر الحياة الصحراوية والتعريف بالموروث الحضاري والثقافي لأهل الصحراء، ما دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والتربية إلى إدراج المهرجان في لائحة "روائع التراث الشفاهي اللامادي للإنسانية" عام 2005.
وكثفت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي - الجهة المنظمة لمشاركة الدولة في المهرجان - جهودها بهدف تعزيز التعاون الثقافي بين الإمارات ومختلف الدول بشكل عام خلال الفعاليات خاصة تقوية روابط الجسور التاريخية والحضارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي، وإيصال الرسالة الحضارية والإنسانية للدولة الممزوجة بعبق التراث الأصيل.
وتأتي مشاركة اللجنة بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية بصون التراث الثقافي منها نادي صقاري الإمارات والاتحاد النسائي العام واتحاد سباقات الهجن ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وتمور الفوعة وأكاديمية الشعر هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والمجموعة العلمية المتقدمة ومختبرات أبحاث الهجن وفرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية، والتي تعمل على إبراز الممارسات التراثية لدولة الإمارات من خلال الصور واللوحات والكتيبات المعروضة إلى جانب الفعاليات التراثية المتعددة والمتنوعة التي تشهدها الدورة الحالية.
ويهدف الحضور الإماراتي القوي في مهرجان طانطان للمرة الرابعة على التوالي إلى إيصال الرسالة الحضارية والفكرية للدولة الممزوجة برائحة التاريخ وتراثه الأصيل واستكمالاً للجهود المبذولة في الأعوام الماضية، لإيصال الرسالة التي تعمل اللجنة على تعزيزها وهي أن الحراك الثقافي لدولة الإمارات جعلها محط أنظار العالم ومحل ثقة لما قدمته في المجالين الثقافي والتراثي.
كما تأتي المشاركة تعزيزاً وفخراً بمدى العلاقة الجيدة والطبيعية والمميزة بين الشعبين الإماراتي والمغربي وما يجمع بينهما من رؤى وأهداف مشتركة أهمها ضرورة الحفاظ على التراث وحمايته وصونه من الاندثار.
ويشكل المهرجان مساحة للتلاقي والمحبة والانتماء في جو من المودة والألفة والبساطة في إقامة هذه الفعاليات ونافذة تظهر من خلالها القيم الإماراتية، التي تتسم بالعراقة والأصالة حيث جاءت الفعاليات لتعكس أيضاً وجه الإمارات الحضاري والمحافظ على الإرث التراثي والثقافي الخاص به، ليكرس أواصر الصداقة بين المغرب والإمارات.
كما يسعى الوفد الإماراتي بشكل خاص من خلال المشاركة لإبراز عناصر التراث المعنوي العريق لدولة الإمارات من خلال الخيمة التراثية التي تم تنفيذها في مقر المهرجان من قبل اللجنة، والتي تمثل جناح أنشطة دولة الإمارات خاصة العناصر التي سجلتها الإمارات ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني غير المادي وهي الصقارة والسدو والتغرودة ولإبراز فنون الطهي والحناء والحرف التقليدية مثل السدو والتلي.
ويتميز برنامج المشاركة لهذا العام بتنظيم رواق للصناعة التقليدية لجميع مناطق المملكة المغربية وإقامة خيام للمملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة وتنظيم سباق للهجن وسباق مختلط بين الفروسية والإبل وكرنفال استعراضي تشارك فيه فرق مغربية وإماراتية ومعرض للصور تؤرخ لموسم طانطان، فضلا عن جلسات شعرية وأنشطة رياضية وأمسيات فنية. فيما ينظم اتحاد سباقات الهجن مسابقات الإبل والمحالب التراثية من أجل صون التراث الإماراتي والتعريف به.
وتتضمن المشاركة الإماراتية لهذا العام إطلاق أول مضمار للهجن والذي سيقام من خلاله السباق الختامي إلى جانب السهرات الفنية والتراثية والعروض التي تقدم خلال فعاليات المهرجان والعروض اليومية من خلال عيالة بحرية وعيالة برية وحربية وفن الهبان وفن المالد وجلسة طرب شعبية بصحبة مغن مع العود والربابة ومؤد لفن التغرودة. فيما تعمل أكاديمية الشعر على تنظيم أمسيات شعرية نبطية لتحاكي التراث بلغته العذبة لغة الشعراء التي ستبقى ناقلة لهذا الجمال الرائع الذي يطلق عليه اسم التراث.
يشار إلى أن موسم طانطان سمي نسبة إلى منطقة طانطان بالجنوب الصحراوي المغربي، والتي كانت في الماضي تستقبل عشرات القبائل خلال موسمها السنوي الذي ينظم على شكل احتفال كبير يجسد مختلف مظاهر الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها. وتم إحياء هذا الموسم بهدف الحفاظ على تراثه الثقافي اللامادي.
ويتميز هذا الموسم بتعدد أشكاله الثقافية من موسيقى ورقص وطقوس وميثولوجيا ومعارف وممارسات ذات صلة بالطبيعة والكون، ومهارات مرتبطة بالممارسات الحرفية التقليدية بالإضافة للمجالات الثقافية.