تلاميذ يراقبون آثار التغير المناخي على أقدم نهر جليدي بأيسلندا
التلاميذ يتسلحون بجهاز "جي بي إس" وشريط قياس وعلمين أصفرين ويباشرون أخذ القياسات على اليابسة.
يزور مجموعة من التلاميذ نهر سولهيميوكل المهدد بالذوبان بسبب التغير المناخي، في رحلة سنوية بجنوب أيسلندا لرؤية النهر الجليدي ومتابعة تطوره.
وقالت التلميذة ليليا إينارسدوتير، التي تشارك في هذه الرحلة مع رفاقها في الصف الثاني التكميلي: "منظر رائع فعلاً، لكن من المحزن أن نرى إلى أي حد قد طاله الذوبان".
ويرافق يون سنيفانسون، وهو مدرس متقاعد، تلاميذ من خفولسفولور بجنوب البلاد في هذه الرحلة السنوية، فيما يقع النهر الجليدي هذا بين سفحي جبل، وهو يتقلص سنوياً حوالي 40 متراً منذ عام 2010، حسب سجلات هؤلاء التلاميذ.
وخلال يوم الزيارة الممطر، يتسلح التلاميذ بجهاز "جي بي إس"، وشريط قياس، وعلمين أصفرين، ويباشرون أخذ القياسات على اليابسة، ومن ثم يعبرون في زورق سريع بحيرة يميل لونها إلى البني، متشكلة من مياه الذوبان، إلى النهر الجليدي.
400 نهر جليدي مهدد بالذوبان
وفي أسفل مسلك يؤدي إلى واجهة النهر الجليدي، لافتة زُرعت في الرمل الأسود، كُتب عليها "قياس النهر الجليدي"، مع سلسلة من الأرقام كُتبت بخط اليد، وتمثل التراجع السنوي بالأمتار كما احتسبه التلاميذ.
وفي حين عرف العالم في يوليو/تموز أكثر الأشهر حراً على الإطلاق، أزاحت أيسلندا الستار عن لوحة تذكارية لأوكيوكول، أول نهر جليدي يختفي في الجزيرة البركانية بسبب الاحترار، في خطوة رمزية للفت انتباه الرأي العام.
وقد نزع علماء الجليد عن أويكوكول صفة النهر الجليدي في عام 2014، فيما بات 400 نهر جليدي آخر مهدداً.
ويمتد النهر الجليدي سولهيميوكل على طول 10 كيلومترات، فيما عرضه متران، وهو جزء من غطاء ميردالسيوكول الجليدي، وهو الرابع من حيث الحجم في أيسلندا.
والمنطقة تزخر بالطاقة الحرارية الأرضية، مع وجود بركان كاتلا تحت الجليد، وهو من أكثر 5 براكين نشاطاً وقوة في البلاد.
وقاس التلاميذ في خلال 10 سنوات تقريباً تراجع النهر الجليدي بحوالي 380 متراً، ومع أن القياسات غير مثالية وغير رسمية، لكنها تعطي فكرة عن التغير الحاصل، والذي بدا وكأنه تسارع في السنوات الأخيرة.
وهي تؤكد الميل الذي سجله العلماء، ففي 2018 كان سولهيميوكل من بين 3 أنهار جليدية في البلاد سجلت تراجعاً قياسياً (200 متر تقريباً) بحسب بيانات جمعية الأبحاث حول الأنهر الجليدية في أيسلندا.
ويتوافد السياح لزيارة النهر الجليدي، وتفيد شركة "آيسلانديك ماونتن جايد"، وهي من بين ثلاثة مشغلين على مدار السنة، أن 27 ألف زائر مروا عبرها في 2018.
وتغطي الأنهار الجليدية حوالي 11% من مساحة البلاد، وهي منظر مألوف في هذه الجزيرة التي سكنها الإنسان قبل 1200 سنة، إلا أن ذوبانها يغير المشهد الطبيعي.
وإجمالا، خسرت الأنهار الجليدية الأيسلندية 250 كيلومتراً مكعباً من الجليد منذ 25 عاماً، ما يوازي 7% من كتلتها الإجمالية.
aXA6IDEzLjU4LjM4LjE4NCA=
جزيرة ام اند امز