سياسة
تصنيف الإخوان "تنظيماً إرهابياً".. لماذا تأخر قرار واشنطن؟
دعت دراسة حديثة أعدها مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، إلى ضرورة التحرك الفعلي لتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي.
وخاضت الدراسة في المعوقات التي تحول دون قدرة الولايات المتحدة في تصنيف جماعة الإخوان "تنظيماً إرهابياً"، على خلفية مشروع القرار الذي قدمه عدد من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي.
وتناولت الدراسة مشروع السيناتور، تيد كروز، وعدد آخر من الأعضاء الجمهوريين المقدم إلى المجلس يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لتصنيف جماعة الإخوان "تنظيماً إرهابياً"، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يتقدم فيها تيد كروز بمشروع قانون بهذا الشأن، حيث قدمه للمرة الأولى عام 2015 وأعاد تقديمه في عام 2017، وفي نهاية عام 2020 أيضاً.
دارسة "تريندز" نوهت إلى أن كروز أكد أن الجماعة تشجع نمط تدين متطرف باسم الإسلام في مختلف أرجاء العالم، بل إنها مولت عمليات إرهابية.، مؤكداً أن جماعة الإخوان منظمة إرهابية أظهرت استعداداً لقتل أي شخص لا يتماشى مع نظرتها العالمية الإرهابية، يجب التأكيد على تصنيفها.
"تريندز" مركز بحثي عالمي يهدف، حسب موقعه، إلى تحليل الفرص والتحديات على مختلف الأصعدة الجيوسياسية والاقتصادية والمعرفية، وما تحمله من تساؤلات ممكنة، مع محاولة إيجاد إجابات علمية وموضوعية لها.
استخدام الإخوان
ركزت الدراسة على المعوقات التي تقف حائلاً أمام الولايات المتحدة في تنصيف الإخوان كمنظمة أرهابية، مرجعة السبب الأول في ذلك إلى أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تسخدم الإخوان كأداة استراتيجية في العلاقات الدولية والصراعات والضغط على حكومات الدول العربية"، بحسب الدراسة.
وتشير الدراسة إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية، نجحت خلال سنوات من عملها في تصدير خطاب المظلومية، والاضطهاد في مجتمعاتهم الأم للمجتمعات الغربية، ما جعل العديد من التيارات والمؤسسات والأشخاص في تلك المجتمعات تتعاطف معهم وتقدم لهم أشكالاً متنوعة من الدعم والمساندة، ما يجعل صانعي القرار في حالة تردد لاتخاذ قرارات حازمة وصارمة بتصنيف جماعة الإخوان "منظمة إرهابية".
لوبيات ضاغطة
أحد أهم ما يعوق الولايات المتحدة في اعتبار الإخوان "جماعة إرهابية"، هو وجود ما أسمته الدراسة "لوبيات ضاغطة" تتبنّى وجهة نظر الجماعة والدفاع عنها بشكل دائم.
ومن أهم تلك اللوبيات منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية التي طالبت الولايات المتحدة بعدم "استهداف" الإخوان، بدعوى أن ذلك يمثل خطراً على المجموعات والأفراد الأمريكيين ويخنق الديمقراطية في الخارج.
وترى بعض الأجهزة الأمريكية والمؤثرين في المجتمع والإدارة الأمريكية أن ضم الإخوان إلى قائمة الجماعات الإرهابية قد يؤدي إلى تعقيد علاقة واشنطن بدول تحكمها أو تشارك في حكمها جماعة الإخوان، فتركيا على سبيل المثال هي حليفة الولايات المتحدة في حلف الناتو.
الحلول
شددت الدراسة على أن الحلول لخلخلة تلك المعوقات أمام الإدارة الأمريكية، هو تبيان للرأي العام ولصانعي القرار في الولايات المتحدة وتوضيحه عن حجم ومدى خطورة جماعة الإخوان على الدول والمجتمعات الغربية والعربية.
كذلك تقديم أدلة تورط الجماعة في الأعمال الإرهابية أو التشجيع عليها أو تسويغها أو التنظير لها، وهي أدلة متوافرة بكثرة خصوصاً منذ عام 2013.
بالإضافة إلى تفكيك خطاب المظلومية الإخواني، والخطاب المتعاطف معهم، والتصدي للوبيات الضاغطة التي تتبنّى وجهة نظر الجماعة والدفاع عنها ودعم التيارات والمؤسسات والأشخاص التي تعي خطورة جماعة الإخوان على المجتمع الأمريكي وعلى السلم والأمن العالميين.
وأيضا مواجهة والتصدي لاستخدام الإخوان كأداة استراتيجية في العلاقات الدولية والصراعات والضغط على حكومات الدول العربية.