تراجع الإرهاب في المغرب.. دراسة تضع 5 أسباب
الدراسة تدور حول "مكافحة الإرهاب بالمغرب خلال فترة الحجر الصحي"، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها
كشفت دراسة بحثية أعدها المعهد المغربي لتحليل السياسات، عن أسباب تراجع العمليات الإرهابية في المغرب، خلال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وأشارت الدراسة، التي تدور حول "مكافحة الإرهاب بالمغرب خلال فترة الحجر الصحي"، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، إلى أن فرض حالة الطوارئ الصحية، ومعها مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تطلبت تواجدًا أمنياً مكثفا، ساهم في حصر الأعمال الإرهابية بأشكالٍ عدة.
ولمُحاصرة انتشار فيروس كورونا في المغرب، فرضت السُلطات حجراً صحياً على المواطنين، يُوازيه حظرا للتجول بشكل جُزئي في النهار، وبشكل كامل في الليل، وذلك خلال الفترة ما بين مارس / آذار و20 يونيو / حزيران 2020.
5 أسباب
وعددت الورقة البحثية أسباب تراجع أنشطة الحركات الإرهابية في هذه الفترة، لتحصرها في 5 نقاط أساسية، تصب كُلها في سياق الإجراءات الاحترازية التي فرضتها المملكة لتطويق كورونا.
أول تلك الأسباب يتمثل في وقف الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وكذا التنقل بين المُدن، الذي أدى إلى صعوبة التحرك والتحضير الجماعي للأعمال الإرهابية.
السبب الثاني، بحسب الدراسة، يشير إلى التواجد الأمني المكثف في مُختلف الأحياء المغربية لمتابعة التزام المواطنين بإجراءات الحجر الصحي ولتنفيذ حظر التجول.
وساهم هذا التواجد في هلع الخلايا الإرهابية، من الملاحقات الأمنية، مما دفعها إلى تعليق "أعمال التنسيق بشكلٍ مؤقت".
السبب الثالث الذي أدى إلى "خمول" التنظيمات الإرهابية في هذه الفترة، يثتمل في "غياب أماكن الاستهداف".
فقد أدت حالة حظر التجول إلى توقف معظم قطاعات الأنشطة الاقتصادية، لا سيما السياحة، ومرافقه المتمثل في الفنادق والمُنتجعات والمطاعم وغيرها، والتي تعد أهدافا للإرهابيين.
ولفتت الدراسة إلى أن تاريخ العمليات الإرهابية في المغرب، يكشف أن المناطق السياحية كانت على رأس الأماكن المُستهدفة.
فمثلا عام 1994 تم تفجير فُندق بمراكش، وفي الدار البيضاء عام 2003 تم استهداف منشآت سياحية، و2007 تم تفجير مقهى أركانة بمراكش، وصولاً لآخر جريمة إرهابية تمثلت في ذبح سائحتين قرب مدينة مُراكش.
وأوضحت الدراسة أنه "في غياب الحشود الكبيرة وتجمعات الأجانب والأحداث الترفيهية والملاهي الليلية، إضافة إلى إجراءات التباعد الجسدي التي تجعل تكتيكات مثل الطعن والدهس بالعربات أقل فعالية، لم يكُن من المُرجح إذًا أن تستأنف الخلايا الإرهابية أعمالها خلال هذه الظروف.
الخفوت الإعلامي والتحرك الافتراضي
ووقفت الدراسة على السبب الرابع لهذا التراجع، والمتمثل في سلوك أفراد الخلايا الإرهابية نفسه، حيث تسعى هذه الجماعات إلى تسليط الضوء على عملياتها لخلق حالة من الذُعر والخوف بين الشعب.
وخلال فترة إجراءات مواجهة كورونا، كان التركيز الإعلامي على آليات مواجهة الوباء، وتفاصيل انتشار المرض.
ومع تشديد الخناق على التحركات الميدانية لمواجهة كورونا، لجأت الجماعات الإرهابية إلى العالم الافتراضي بغية الترويج لأفكارها المتطرفة، والتحريض على خرق النظام العام، وهو ما يمثل السبب الخامس لفهم تراجع الإرهاب خلال هذه الفترة.
وقالت الدراسة إن "أغلب الاعتقالات الفردية التي تمَت خلال فترة الحجر الصحي تحت طائلة تشريع الإرهاب بالمغرب، ارتبطت في الواقع الافتراضي (الإنترنت)".
واستدلت الباحثة التي أعدت الدراسة، بحالة توقيف عناصر الفرقة المحلية للشرطة بمدينة مريرت التابعة لإقليم بني ملال-الخنيفرة وسط المغرب، في 29 يونيو/ حزيران 2020، شخصين لاتهامهما بالإشادة بالإرهاب والتحريض عليه.
وخلال فترة الحجر الصحي تراجع عدد الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها من جانب السُلطات المغربية، بحسب الدراسة.
وبمُجرد رفع الحجر تدريجياً، عادت الخلايا الإرهابية إلى نشاطتها المُعتاد، وهو الشيء الذي عكسه تفكيك أول خلية إرهابية من المكتب المركزي للأبحاث القضائية منذ مارس/ آذار قبل إعلان حالة الطوارئ الصحية، وذلك بمدينة الناظور التابعة للإقليم الشرقي والذي عرِف بدوره تخفيفًا للإجراءات الصحية، تلاها تفكيك خليتين فيما بعد.