دراسة تحذر من تغلغل الإخوان في إندونسيا
حذرت دراسة أعدها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، من تغلغل جماعة الإخوان الإرهابية في إندونيسيا وتحركاتها المريبة في البلد الآسيوي.
وقالت الدراسة، إن حضور جماعة الإخوان بإندونيسيا، يعد واحداً من تلك الاشكالات التي لا تزال تمثل جدلاً كبيراً في البلد الآسيوي.
ووفق الدراسة، فإن أيدلوجية الإخوان، تمثل موقف مناهض للأسس التي قامت عليها الدولة الإندونيسية بعد الاستقلال.
ولا يزال حضور الإخوان الإرهابية في المشهد الإندونيسي يمثل معضلة كبرى خاصة بعد تموضعها في المعارضة السياسية للرئيس "جوكو ودودو".
وأكدت الدراسة أن جماعة الإخوان نجحت في التسلل إلى الداخل الإندونيسي وضم العديد من الإندونيسيين إليها وتوظيفهم في خدمة أجندتها.
ومع ذلك، يٌنظر إلى الحضور الحزبي الإخواني الذي تأسس في عام 1998 عبر حزب العدالة والرفاه، على أنه تياراً أجنبياً وافداً نُزعت عنه محلية الطابع والنشأة، ومشكوك في ولائه، وهي اتهامات يوجهها الخصوم السياسيون لحزب الإخوان.
وتطرقت الدراسة إلى تقاطع التجربة الإخوانية في نسختها الإندونيسية ونظيرتها المصرية في مشروع التغيير وآلياته التي انتهجتها الجماعة في البلدين، من خلال تبنّي الإخوان مسار بناء الأمة الإسلامية، ومحاولة تطبيقه على الأرض داخل المجتمع عن طريق البناء من الأسفل إلى الأعلى.
وظهرت استراتيجية الإخوان بوضوح، في تركيزها على العنصر الطلابي في الجامعات والمدارس التعليمية، في إندونيسيا ومصر على حد سواء.
وكان لافتاً للنظر في خضم التفاعلات مع الأحداث السياسية المحلية والإقليمية وغيرها أن أعضاء الحزب الإخواني كانوا يستقدمون أسرهم وعائلاتهم وأطفالهم للمشاركة في كل تظاهراتهم الدعائية والاحتجاجية في إندونيسيا، وفق الدراسة.
وخلصت الدراسة إلى أن تجربة جماعة الإخوان المسلمين في إندونيسيا لا تختلف كثيراً عن تجربة الجماعة في الشرق الأوسط وبلدان أخرى من العالمين العربي والإسلامي.
ويرجع ذلك إلى أن الجماعة وإن انتقلت نحو العمل السياسي الحزبي، لم تقم بتطوير أدواتها السياسية وآلياتها التشاركية بالقدر الكافي، بل اتجهت نحو تحويل الممارسة الحزبية وصياغتها بشكل أقرب إلى العمل التنظيمي الجماعاتي، حسب الدراسة ذاتها.
وقالت الدراسة أيضا في هذا الإطار "لم تستطع الإخوان أن تتطور أو تواكب تحولاتها وذلك لبقائها أسرى فكرة التنظيم والجماعة والبيعة وما شابه، وهو ما يفسر حجم التراجع الفكري الذي تعايشه الجماعة على اختلاف جغرافياتها في العالم".
ومضت قائلة "لم تستطع الجماعة أن تحافظ على دورها الدعوي والديني كحركة انطلقت في تأسيسها من كونها إصلاحية كما تروج لنفسها، ولم تنجح في أن تتحول إلى حزب سياسي حقيقي يمارس العمل السياسي دون إشكالية التداخل بينه وبين الدعوي أو الديني".
aXA6IDMuMTQ1Ljg5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز