الغواصة المنكوبة.. قصة رجل رفض "عرضاً لا يقاوم" للموت

طوى العالم قصة 5 رجال قضوا على متن الغواصة المنكوبة "تيتان"، لكن ملابسات الرحلة لا تزال تتكشف، وقصص ناجين تُروى، بعضها شديد الغرابة.

إذ رفض قطب مالي من لاس فيغاس، مقعدين له ولابنه، بأسعار مخفضة، في رحلة الغواصة "تيتان" إلى حطام تيتانيك، بعد إثارة مخاوف تتعلق بالسلامة.

لكن رئيس الشركة المالكة للغواصة أخبره في محادثة عبر برامج المراسلة، أن الغواصة "أكثر أمانًا من عبور الشارع''، وفق ما كشفته صحيفة ديلي ميل البريطانية.

القطب المالي جاي بلوم الناجي من الكارثة، شارك نص الحديث مع ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي لشركة "OceanGate"، حيث عرض عليه الأخير، تذاكر مخفضه له ولابنه، تحت عنوان "سعر اللحظة الأخيرة"، قبل وقت قصير من انطلاق الرحلة.

وكان السعر المخفض يبلغ 150 ألف دولار للفرد (120 ألف جنيه استرليني)، أي تخفيض وصل إلى ١٠٠ ألف دولار على سعر التذكرة الأصلية البالغ 250 ألف دولار، وكان العرض لا يُقاوم من الناحية المالية.

بلوم أبدى حزنه على وفاة راش ورجل الأعمال الباكستاني شاهزاده داود ونجله سليمان الذي كان يبلغ من العمر 19 عامًا فقط، وباقي ضحايا كارثة الغواصة.

وعن أسباب رفضه التخفيض المالي، قال بلوم "لقد أعربت عن مخاوف تتعلق بالسلامة، وأخبرني ستوكتون: (على الرغم من وجود مخاطر واضحة، فإنها أكثر أمانًا من الطيران في طائرة هليكوبتر أو حتى الغوص)".

وتابع بلوم: "كان ستوكتون مقتنعًا تمامًا أن الأمر أكثر أمانًا من عبور الشارع. أنا متأكد من أنه كان صادقا حقًا حول ما كان يقوله، لكنه كان مخطئاً جدا".

وانطلقت رحلة الغواصة الاستكشافية "تيتان" من نيوفاوندلاند الكندية في 16 يونيو/حزيران الجاري، مع سفينة الدعم "Polar Prince"، وبعد يومين بدأ الركاب الخمسة دخول الغواصة التي انطلقت من سفينة الدعم، فيما ظلت الأخيرة على السطح لمراقبة الغواصة.

وكان آخر اتصال للركاب الخمسة مع سفينة الدعم في الساعة 11:47 صباحا قبل فقدان الاتصال معها، الأحد الماضي، وكانت الغواصة مجهزة بـ96 ساعة من الأكسجين، وكان يوم الخميس بمثابة الأمل الأخير للعثور على ركاب الغواصة أحياء.

وبعد ظهر الخميس، أعلنت السلطات انفجار الغواصة، فيما قال مسؤول كبير بالبحرية الأمريكية إن أنظمة الرصد الصوتي العسكري رصدت صوت ضجيج في يوم فقدان الغواصة، مضيفًا أن البحرية أبلغت خفر السواحل بهذه المعلومات للمساعدة في أعمال البحث.