الغواصة "تيتان" والسفينة "تيتانيك".. مصادفات "أغرب من الخيال"
أُسدل الستار على جهود البحث عن ركاب الغواصة الاستكشافية "تيتان" بعد العثور على شظايا من جسمها في مياه المحيط الأطلسي.
وأعلن خفر السواحل الأمريكي، الخميس، أن الغواصة التي خرجت في رحلة لاستكشاف حطام السفينة "تيتانيك" تعرضت لانفجار داخلي ربما بسبب ضغط المياه الهائل.
كما أعلنت السلطات الأمريكية مصرع ركاب الغواصة الخمسة، وجميعهم أثرياء، معزية أسرهم في الحادث الأليم الذي تابعه الملايين حول العالم لحظة بلحظة.
وثمة مصادفات تجمع حادثة الغواصة "تيتان" والسفينة "تيتانيك"، اعتبرها البعض أغرب من الخيال، وحيّرت الكثيرين على منصات التواصل الاجتماعي حول العالم.
ركاب أثرياء
لعل المصادفة الأولى هي التشابه الكبير بين ركابها من حيث الخلفية الاجتماعية، ففي رحلة الغواصة كان جميع الركاب أثرياء، وهم: الملياردير البريطاني هيميش هاردينغ البالغ 58 عاما، ورجل الأعمال باكستاني الأصل شاه زاده داود البالغ 48 عاما، وابنه سليمان البالغ 19 عاما، والمستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت البالغ 77 عاما، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوشن جيت إكسبيديشنز" راش ستوكتن، وبلغ سعر تذكرة الرحلة 250 ألف دولار.
وبالمثل، كان معظم ركاب السفينة "تيتانيك" أثرياء، وصممت خصيصًا لخوص تجربة الإقامة الفاخرة لأثرياء العالم، وعلى الجانب الآخر كان على متن السفينة ركاب فقراء كانوا في طريقهم إلى ما كان يُعرف بـ"الحلم الأمريكي"، قبل تلاشي حلم الوصول بغرق السفينة عام 1912.
رحلة إلى حطام "تيتانيك"
المفارقة الثانية في حادثة انفجار الغواصة الاستكشافية هي أنها خرجت في رحلة لاستكشاف حطام السفينة "تيتانيك" على عمق نحو 4000 متر في قاع المحيط الأطلسي، ولم يعلم ركابها الخمسة أنهم في الطريق لإقامة دائمة قرب السفينة الغارقة وليس زيارة سريعة.
تشابه الاسمين
مفارقة أخرى لم تغب عن متابعي الحادث الأليم، وهي التشابه الكبير بين اسم الغواصة "تيتان" والسفينة "تيتانيك"، ويتضح أن الغواصة تحمل نفس اسم السفينة عدا حرفين اثنين.
عِرق ممتد
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن زوجة ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي لشركة "أوشن غيت" المالكة للغواصة "تيتان"، وتدعى يندي راش، هي الحفيدة الكبرى لعملاق تجارة التجزئة إيزيدور شتراوس وزوجته إيدا، اللذين لقيا حتفهما على متن السفينة "تيتانيك".
تجاهل التحذيرات
فجر مخرج فيلم "تيتانيك" الشهير جيمس كاميرون ما سماه "تجاهل التحذيرات" بشأن سلامة الغواصة "تيتان" قبل انطلاقها في رحلتها الأخيرة إلى قاع المحيط الأطلسي.
وقال كاميرون، الذي خاص مرارًا تجربة الغوص لاستكشاف حطام السفينة في أثناء التحضير لفيلمه الشهير، إن أوساط استكشاف أعماق البحار سبق أن أبدت قلقا كبيرا من هذه الغواصة.
وعقد "كاميرون" مقارنة بين حادث انفجار الغواصة وغرق السفينة "تيتانيك" الذي تسبب في مقتل 1500 من ركابها، قائلًا: "لقد لفتني التشابه مع كارثة تيتانيك التي تلقى قبطانها مرارا تحذيرات من وجود الجليد أمام سفينته، ومع ذلك انطلق بأقصى سرعة في حقل جليدي في ليلة غير مقمرة".
وأضاف المخرج الشهير لـ"بي بي سي" أنه شعر بشدة بما حدث للغواصة، مؤكدًا أنه عندما "تفشل إلكترونيات الغواصة ويفشل معها نظام الاتصال الخاص بها وجهاز الاستقبال والإرسال معًا، فهذا يعني أن الغواصة قد انتهت"، مؤكدًا أنه توقع المصير المشؤوم للغواصة.
مكان الغرق
من المفارقات بين الحادثتين أيضًا أن موقع غرق السفينة "تيتانيك" هو نفسه موقع انفجار الغواصة "تيتان"، إذ انطلقت الغواصة في رحلتها الأخيرة خصيصًا من أجل استكشاف حطام السفينة الغارقة قبل أكثر من قرن.
السيناريو الأسوأ
قبل الإعلان عن انفجار الغواصة من الداخل ومصرع جميع ركابها، كان المهندس الذي ساهم في بنائها يخشى "السيناريو الأسوأ".
وقال مهندس الغواصات الأسترالي، رون ألوم، الذي ساهم في بناء الغواصة "تيتان"، إنه يتوقع "أسوأ سيناريو" في حالة فقدان "تيتان".
وأضاف في حديث مع قناة "A Current Affair" الأسترالية، أن درجات الحرارة ستصل إلى درجتين مئويتين داخل الغواصة وسيكون الأكسجين محدودا وقد ينهار هيكل السفينة بسبب ضغط الماء الهائل.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز