"تشونج جو يونج".. أسطورة "هيونداي" الذي انطلق من مستنقع الفقر
كان رائد الأعمال الكوري الجنوبي “شونج جو يونج” أحد المغامرين في الحياة سعيا لتحقيق النجاح.
وبتطويره من ذاته رغم نشأته الفقيرة، إلا أنه لم يعرف الاستسلام، فكانت بدايته من الصفر حتى قام بتأسيس واحدة من أضخم شركات صناعة السيارات في العالم.
- قصة ملهمة.. شاب هندي تعثر في الحصول على ثمن تذكرة سفر لأمريكا فجلس على عرش جوجل
- قصة ملهمة.. مأساة في حياة "صمويل مورس" وراء اختراع التلغراف
نشأته
ولد رائد الأعمال الكوري الجنوبي شونج جو يونج في إحدى القرى بكوريا الجنوبية في عام 1915، وكان ينتمي لأسرة فقيرة، ما دفعه للعمل منذ صغره.
وحصل على فرصة عمل في مجال بناء الورش، ذلك المجال الذي تحمل فيه المشقة نتيجة لحمله مواد البناء مثل الطين والحجارة وهو لا يزال طفلا، ولكنه قد اكتسب خبرة جيدة في هذا المجال، غير أن اندلاع الحرب العالمية الثانية دفعه إلى ترك عمله، الذي تراجعت أهميته في أثناء فترة الحرب العالمية الثانية .
الدخول لمجال صناعة السيارات
بعد تركه للعمل بمجال البناء، حوّل يونج أنظاره للعمل في الورش الخاصة بصناعة الشاحنات العسكرية، واستمر في هذا العمل طوال فترة الحرب ما بعدها، حتى اكتسب الخبرة الوفيرة في مجال صيانة السيارات، وهو ما مكنه من تأسيس ورشة خاصة به خلال عام 1946.
الظهور الأول لهيونداي
لا يعلم الغالبية العظمى أن هيونداي حين تأسست كانت شركة للبناء والمقاولات، فإلى جانب تأسيس يونج لورشة صيانة سيارات خاصة به، عاد لعمله الأول وهو مجال البناء، بأن قام بتأسيس شركة مقاولات خاصة به باسم هيونداي، وهي كلمة كورية تعني “الوقت الحاضر” ، وخلال وقت قصير تمكنت الشركة من تحقيق نجاح كبير، وهو ما جعلها تحصل على عقود على المستويين المحلي والدولي، وقد ساهمت هذه الشركة في إعادة هيكلة البنية التحتية الخاصة بكوريا الجنوبية بعد الحرب .
تأسيس مصنع السيارات الأول
والدخول في صناعة السيارات كان سعيا من يونج إلى مزيد من النجاح، حيث إنه قام باستغلال خبرته في مجال السيارات ليقوم بتأسيس مصنع باسم “هيونداي” أيضًا خاص بالسيارات في عام 1967.
وكان نشاط المصنع في بداية الأمر يقتصر على تجميع سيارات “فورد” داخل كوريا، غير أن يونج تمكن في غضون ثماني سنوات فقط من إطلاق أول سيارة كورية خالصة من صنع مصنعه الخاص، والتي أطلق عليها اسم “pony”.
قامت الحكومة الكورية بدعم يونج بعد إثبات نجاحه العظيم، وهو ما جعله ينطلق إلى الأمام دون توقف، وقد كان طموحه كبيرًا للغاية، وكلما نجح في مجال كانت تُفتح له الآفاق لمجال آخر، وقد تسبب ذلك الطموح في اقتحامه مجال صناعة السفن، حيث قامت شركته ببناء أول سفينة خلال عام 1974، والتي عرفت باسم “Atlantic baron “.
ومنذ ذلك الوقت وثقت هيونداي في عالم صناعة المركبات، كواحدة من أضخم شركات صناعة السيارات على التاريخ.