قصة نجاح.. كيف أصبح المنستيري خامس الأندية التونسية الكبرى؟
حقق فريق الاتحاد المنستيري نجاحات باهرة على الصعيدين المحلي والقاري، مما جعله ينضم رسميا لقائمة كبار الكرة التونسية خلال الفترة الأخيرة.
وعبر التاريخ، انحصر الصراع على الدوري التونسي والمنافسة على الألقاب الخارجية بين الرباعي التقليدي المكون من الترجي والإفريقي بجانب النجم الساحلي والنادي الصفاقسي.
وشهدت السنوات الأخيرة ميلاد كبير خامس في الكرة التونسية وهو الاتحاد المنستيري، الذي حقق نتائج غير متوقعة في المسابقات المحلية والأفريقية.
ميزانية ضعيفة ونتائج باهرة
بلغت ميزانية الاتحاد المنستيري خلال الموسم الماضي 2021-2022 مبلغ 650 ألف دولار فقط، وهو رقم هزيل للغاية لا يوازي الأجر السنوي الذي يحصل عليه لاعب وحيد ينشط في أحد الأندية الأفريقية.
هذه الميزانية الضعيفة لم تمنع الفريق الساحلي من تصدر مجموعته في بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية هذا الموسم برصيد 7 نقاط.
وكان الفريق التونسي فجّر (الأحد) مفاجأة كبيرة بفوزه خارج ملعبه على مازيمبي الكونغولي الرهيب بهدفين دون رد، ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة للكونفدرالية.
قبلها، تغلب المنستيري على ملعبه أمام يونج أفريكانز التنزاني بهدفين دون رد، كما تعادل خارج ملعبه مع ريال باماكو المالي دون أهداف.
ومحليا، دخل الفريق الساحلي التاريخ عام 2020 عندما تغلب على الترجي في نهائي كأس تونس بهدفين دون رد، قبل أن يكرر فوزه بركلات الترجيح في مباراة السوبر أمام نفس المنافس.
قصة النجاح المبهرة للفريق الملقب بـ"يو إس إم" على الساحتين التونسية والقارية لم تكن وليد الصدفة، بل تعود لأسباب عدة ترصدها "العين الرياضية" عبر التقرير التالي.
إدارة حكيمة
أبدت إدارة الاتحاد المنستيري احترافية كبيرة ساعدتها على بناء علاقة ثقة مع اللاعبين، وذلك على الرغم من الضعف الكبير للإمكانيات المادية للفريق.
ونجحت إدارة النادي الساحلي في الحفاظ على مصداقيتها مع اللاعبين من خلال خلاص مستحقاتهم في الآجال وبدون تأخير، وهو ما خلق أجواء طيبة في صفوف الفريق.
حكمة الإدارة وحسن تصرفها أسهما بشكل كبير في الصعود الصاروخي للمنستيري على الصعيدين المحلي والأفريقي.
تعاقدات ذكية
بطل مسابقة كاس تونس لعام 2020 نجح في القيام بتعاقدات ذكية طوال السنوات الأخيرة، حيث ضم لصفوفه عدة لاعبين أجانب مغمورين حققوا نجاحات كبرى.
من أبرز الأسماء التي حملت أزياء الفريق خلال السنوات الأخيرة فوسيني كوليبالي النجم الحالي للترجي التونسي، بجانب إيمانويل أجبادو نجم استاد ريمس الفرنسي، فضلا عن أنتوني أكبوتو المهاجم الحالي للنادي المصري البورسعيدي المصري، وأيضا روجيه أهولو نجم الرجاء المغربي.
ويضم المنستيري حاليا في صفوفه 4 أجانب مميزين وهم المدافع الإيفواري عثمان واتارا، ونجم منتخب النيجر يوسف أومارو، بجانب الجزائريين عبد القادر بوطيش ومحمد أمين بوزيان.
الاستقرار الفني
اكتسب الاتحاد المنستيري تقاليد كبير على مستوى الحفاظ على الاستقرار الفني، وهو ما أسهم بشكل كبير في النتائج الإيجابية التي حققها طوال السنوات الأخيرة.
وظل المدرب لسعد الشابي لفترة 632 يوما على رأس الفريق، كما درب فوزي البنزرتي الفريق لمدة 269 يوما قبل أن يقرر عام 2022 مغادرته باتجاه الرجاء المغربي.
المدرب الحالي الصربي داركو نوفيتش تعرض لانتقادات لاذعة من قبل الجماهير في بداية مغامرته مع الفريق، غير أنه وجد مساندة كبيرة من قبل إدارة النادي الأمر الذي ساعده على النجاح خلال الموسم الحالي.