ساحة الاعتصام بالسودان تعرض صور ضحايا حروب البشير
ركن قصي بساحة اعتصام المحتجين السودانيين أمام القيادة العامة للجيش يضم مجموعة من اللافتات عليها صور لضحايا حروب نظام البشير.
في ركن قصي بساحة اعتصام المحتجين السودانيين أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم، توجد مجموعة من اللافتات المعلقة وعليها صور لضحايا حروب نظام البشير السابق في دارفور ومنطقتي "جبال النوبة والنيل الأزرق".
وأظهرت اللافتات مدى بشاعة الانتهاكات التي مارستها قوات حكومة البشير ومليشياتها المسلحة ضد السكان الأبرياء في إقليم دارفور (غرب السودان) والمنطقتين "جنوب كردفان والنيل الأزرق"، بعد أن أعلنت مجموعة من أبناء تلك المناطق تمردها على نظام البشير المتهم بممارسة تهميش ممنهج ضدهم.
ورصد مراسل "العين الإخبارية" تأثر رواد المعرض بعد مشاهدتهم بشاعة الانتهاكات ضد الإنسانية المعروضة من خلال صور تظهر أشلاء بعض المواطنين السودانيين واشتعال النيران في المنازل، بجانب احتماء أطفال بأحد الأنفاق داخل الأرض هرباً من البراميل المتفجرة التي تسقطها عليهم طائرات الانتنوف.
وتلاحق محكمة الجنايات الدولية الرئيس المعزول عمر البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور بعد إطلاقه يد قواته الأمنية والمليشيات العربية المسلحة ضد القبائل الأفريقية التي تمرد بعض أبنائها على النظام.
وبحسب إحصائيات منظمات الأمم المتحدة في عام 2005 فإن قوات البشير ومليشياته قتلت نحو 300 ألف شخص في دارفور، لكن البشير أقر في خطاب جماهيري عام 2009 بأن الذين قتلوا في دارفور 10 آلاف فقط.
وأصدرت محكمة الجنايات في 4 مارس/آذار 2009 مذكرة باعتقال البشير بعد أن وجهت له 7 تهم، منها ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والترحيل القسري والتعذيب، إلا أن المحكمة لم توجه له تهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية لعدم وجود أدلة كافية على ذلك.
ولاحقاً أصدرت المحكمة الموجودة في لاهاي مذكرات اعتقال أيضاً ضد وزير الدفاع الأسبق في عهد البشير عبدالرحيم محمد حسين، ووزير الدولة بالداخلية الأسبق أحمد هارون، وعلي كوشيب الذي يتزعم مليشيا مسلحة في جنوب دارفور.
وكان المجلس العسكري الانتقالي في السودان، أعلن في وقت سابق، أن قرار تسليم الرئيس السابق عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تريد محاكمته بتهمة الإبادة في دارفور، يعود إلى حكومة منتخبة.
مبادرة لمحاكمة البشير
المعرض الذي أقيم بساحة الاعتصام بالخرطوم ونصبت فيه صور ضحايا حرب البشير في دارفور تقف من خلفه "مبادرة شباب دارفور الثائر" وتضم عددا من الناشطين السياسيين والحقوقيين من أبناء دارفور.
وقالت عضو المبادرة ميمونة عبدالله فضل، لـ"العين الإخبارية"، إن أحد أهم مطالب المبادرة تسليم الرئيس المخلوع عمر البشير إلى محكمة الجنائية الدولية، لمحاسبته على الجرائم التي ارتكبها ضد الأبرياء في دارفور، كما تطالب بإطلاق سراح أسرى الحرب الذين لا يزالون في السجون رغم سقوط النظام.
وشددت على أن مطلب تسليم البشير للجنائية لا تراجع عنه ولا تهاون فيه، لأن المجازر التي ارتكبها في دارفور لا يمكن التساهل فيها، مضيفاً "لقد قتل وأحرق وشرد الأبرياء وهذه جرائم لا تغتفر".
وتابعت "بلدتي تسمى كورنوي" بشمال دارفور، وقعت فيها مجازر إبادة لسكانها والقرى المجاورة بعد حرقها، حتى آبار المياه ردمت بجثث الحيوانات بينما هرب الأحياء سيراً على الأقدام لمدة 7 أيام حتى وصلوا إلى دولة تشاد".
وأطلقت المبادرة تحت شعار "تتسلم بس" على نسق الهتاف المأثور للثوار السودانيين "تسقط بس"، وشدد عبدالعزيز خاطر على ضرورة تسليم البشير للجنائية، قائلاً إنهم لن يقبلوا أية مساومة في حق ضحايا الحرب والانتهاكات.
انتهاكات جبال النوبة
وعلى مقربة من معرض انتهكات نظام البشير في دارفور، توجد نماذج لانتهاكات أخرى لذات النظام في مكان آخر بالسودان هو جبال النوبة بجنوب كردفان، وبدأت الصور المعلقة في هذا المعرض أكثر بشاعة من تلك التي توضح انتهاكات نظام الرئيس المعزول في دارفور.
وتظهر في المعرض أجساد أطفال ممزقة إلى أشلاء جرى توضيحها بكلمات أسفل الصور بأنهم ضحايا مجزرة "هيبان" بجبال النوبة التي ارتكبها نظام البشير في مايو 2016، حينما قصفت إحدى طائرت الانتوف بالبراميل المتفجرة فوق منطقة "هيبان" بجنوب كردفان فقتلت 6 أطفال بعد فشلهم في الاختباء بين صخور الجبال أو أنفاق بباطن الأرض حتى لا يراهم طيارو الانتنوف.
يقول جمعة خاطر، أحد منظمي المعرض لـ"العين الاخبارية" إن ما تظهره الصور هو جزء بسيط من الانتهاكات التي ارتكبها نظام البشير ضد الأبرياء في جبال النوبة، مضيفاً: "لا يمكن لأحد أن يصدق بشاعة ما جرى إن لم يشاهده بعينه".
وتقاتل الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، الحكومة في منطقتي "جبال النوبة بجنوب كردفان والنيل الأزرق" منذ العام 2011، حيث تتهم منظمات حقوقية نظام البشير بارتكاب انتهاكات إنسانية فظيعة.
aXA6IDMuMTM4LjE3NS4xNjYg جزيرة ام اند امز