مبعوث أمريكي يجوب 7 دول من أجل السودان.. هل تتريث رحى الحرب؟
على وقع مطالبات دولية بهدنة في رمضان يعتزم مبعوث أمريكي القيام بجولة تشمل عدة محطات، أملاً في إطفاء نار الحرب بالسودان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حربا خلفت آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين واللاجئين، وفقا للأمم المتحدة.
وتأتي جولة مبعوث واشنطن الخاص توم بيرييلو إلى 7 دول أفريقية وشرق أوسطية، في مقدمتها دولة الإمارات، وسط حالة من انعدام الثقة بين طرفي الأزمة السودانية والاتهامات المتبادلة مع احتدام المعارك.
- ملف الأسرى في السودان.. اتهامات متبادلة على وقع احتدام المعارك
- قيادي بـ«تقدم» السودانية لـ«العين الإخبارية»: سنسكت طبول الحرب الإخوانية
فما تفاصيل الجولة؟
تفاصيل الجولة تحدث عنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية، موضحا أن المبعوث الخاص للسودان سيزور الإمارات والسعودية ومصر وأوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا، في الفترة من 11-23 مارس/آذار الجاري.
وسيركز بيرييلو خلال الجولة على إظهار الأولوية التي توليها الإدارة لإنهاء الصراع في السودان، وتلبية الاحتياجات الإنسانية الفورية والعاجلة للشعب السوداني، ورسم المسار نحو حكومة مدنية وديمقراطية.
وبحسب البيان، سيجتمع المبعوث الخاص في كمبالا وأديس أبابا ونيروبي والقاهرة، مع مجموعة واسعة من المدنيين السودانيين، بما في ذلك المجتمع المدني ولجان المقاومة وأعضاء غرفة الاستجابة للطوارئ والنساء والشباب وغيرهم من المنظمات والأحزاب الشعبية للاستماع إلى وجهات النظر حول كيفية تعزيز الجهود للاستجابة الحاجات الملحة، المطالبة بإنهاء الصراع، والاستعداد للانتقال الديمقراطي.
ولفت البيان إلى أن المبعوث سيلتقي في كل هذه العواصم، وكذلك في أبوظبي وجيبوتي والرياض، الشركاء الأفارقة والإقليميين وأطرافا متعددة لتنسيق الجهود لوضع حد للصراع السوداني المدمر، حسب تصريحه.
السودان أولوية لـ"واشنطن"
من جانبه، قال عضو تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) محمد عبدالحكم إن الولايات المتحدة وضعت بجلاء ملف إنهاء الحرب في السودان ضمن أولوياتها، مضيفا أن هذا ما كان يتم به المطالبة بكثافة، لتفاقم الأوضاع الإنسانية والتداعيات الكارثية للحرب المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.
وأضاف السياسي السوداني، لـ"العين الإخبارية"، أن القوى السياسية المدنية ظلت مناهضة للحرب، وتطلب عون الدول الشقيقة والصديقة للدفع بخيار وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع على كافة طاولات المجتمع الإقليمي والدولي كأولوية قصوى.
واعتبر أن جولة المبعوث الأمريكي دفعة جديدة لتغذية خيار وقف الحرب واستعادة مسار التحول المدني نحو الديمقراطية، معربا عن أمله في أن تكلل كل هذه الجهود بالنجاح في إنهاء هذه الحرب التي وصفها بـ"العبثية".
وربما واحدة من الإشكاليات الرئيسية التي عانى منها السودانيون على مدار الأشهر الماضية، هي انشغال المجتمع الدولي بقضايا أخرى لا سيما مع تفجر الأوضاع في قطاع غزة.
خارطة طريق
الكاتب والمحلل السياسي السوداني مصعب الشريف قال لـ"العين الإخبارية" إن التحرك الدبلوماسي للولايات المتحدة سيكون مؤثرا جدا، بحكم "الحضور الأمريكي في عملية اتخاذ القرار خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط".
وأضاف الشريف أن "هذا حدث في الصراع الإثيوبي الداخلي، ورأينا تدخل الولايات المتحدة لوقف الصراع المسلح".
وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أصدرت الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي بيانا مشتركا، ذكرا فيه أنهما "اتفقتا على إسكات البنادق بشكل دائم وإنهاء عامين من الصراع في شمال إثيوبيا".
وأوضح الشريف أن الولايات المتحدة لها علاقات مؤثرة مع دول المنطقة، مشددا على أن الأمر يتوقف على خارطة الطريق التي تتبناها واشنطن في الفترة المقبلة.
وأعرب عن توقعاته بأن يطرح المبعوث الخاص على الدول الأفريقية ودول الشرق الأوسط الخارطة لإنهاء الصراع في السودان ورسم المسار للحكم المدني الديمقراطي.
وكان توم بيرييلو عضوا سابقا في مجلس النواب الأمريكي، إذ مثل الحزب الديمقراطي عن الدائرة الخامسة لولاية فيرجينيا بين عامي 2009 و2011.
ويتمتع المبعوث الأمريكي بخبرة كبيرة في الشؤون الأفريقية، فقد مثل بلاده في عديد من المهام داخل القارة السمراء، وجاء تعيينه مبعوثا أمريكيا خاصا إلى السودان بعد أشهر من مطالبة المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين بذلك.
هل تفلح واشنطن؟
الكاتب والمحلل السياسي السوداني محمد حسيب لم يبد حماسة لما قد يخرج عن جولة المبعوث الأمريكي، إذ قال لـ"العين الإخبارية" إن الجولة لن تسهم في وقف الحرب لأن الولايات المتحدة لم تسهم طيلة الفترة الماضية في تنفيذ خطوات عملية جادة تسهم في وقف القتال، على الرغم من تحركات واشنطن عبر المبادرة المشتركة مع السعودية في منبر جدة التفاوضي.
وأوضح أن واشنطن كان بإمكانها اتخاذ خطوات أكثر جدية خاصة "في ظل الانتهاكات التي ظلت يرتكبها طرفا الحرب"، إلا أنها اكتفت فقط ببيانات الشجب والإدانة، حسب تصريحه.
وشدد على أن واشنطن كان بإمكانها التحرك بخطوات أكثر جدية لحماية المدنيين، ومنع وقوع الفظائع التي أصابت كثيرا من السودانيين.
ومنذ بداية المعارك يتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات حول المسؤولية عن اندلاع القتال، وفشل هدن متلاحقة حاولت قوى إقليمية ودولية التوسط لإقرارها.
aXA6IDE4LjE5MS4xNTQuMTMyIA== جزيرة ام اند امز