السودان.. "أطول هدنة" بالطريق وتطورات الأوضاع تفاقم المخاوف
على طريق الصراع في السودان الذي دخل أسبوعه الثالث، مخلفًا مئات القتلى والجرحى، حاولت الأطراف الدولية الدخول على خط الأزمة، باقتراح هدن، تأمل من خلالها تهدئة التوتر الحالي.
جهود آتت أكلها، بإعلان الجيش السوداني، الأربعاء، الموافقة على مقترح أفريقي لتمديد الهدنة الحالية أسبوعا، شريطة التزام قوات الدعم السريع.
مقترح أفريقي
وأكد مكتب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، الأربعاء، الموافقة على مقترح لمنظمة "إيغاد" تمديد الهدنة الحالية لمدة أسبوع.
وتقدمت في منظمة "إيغاد" بمقترح جديد، للتعامل مع الأزمة الحالية في السودان، يتمثل في: تمديد الهدنة الحالية لمدة أسبوع، وتسمية ممثل من كل جانب للتباحث حول الهدنة مع الآلية رفيعة المستوى المكونة من رؤساء جمهورية جنوب السودان، كينيا وجيبوتي، على أن يجرى هذا الحوار في أي دولة يتم التوافق عليها مع الآلية.
وأبدت القوات المسلحة السودانية موافقتها على المقترح، "انطلاقا من مبدأ الحلول الأفريقية لقضايا القارة، ومراعاة للجوانب الإنسانية لمواطنينا، مع أخذنا في الاعتبار المبادرة الأمريكية السعودية الجارية"، بحسب البيان الذي أعرب عن آمال الجيش في أن يلتزم قوات الدعم السريع، بمتطلبات الهدنة المقترحة.
يأتي ذلك، فيما لم تعلن قوات الدعم السريع تأييدها لمبادرة "إيغاد" ووقف إطلاق النار من عدمه.
وسبق أن أعلن الطرفان مرارا وقف إطلاق النار لكن أي هدنة لم تصمد. والهدنة الحالية تم تمديدها الأحد 72 ساعة ويفترض أن تنتهي مفاعيلها الأربعاء عند الساعة 22,00 ت غ.
وأفاد سكان وشهود عيان في العاصمة السودانية بسماعهم "أصوات اشتباكات ودوي انفجارات باتجاه مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان (غرب الخرطوم)"، فيما أكد آخرون سماع "أصوات مضادات الطائرات الأرضية قرب المطار".
أسف أممي
خرق الهدنة المعلنة، دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى الإعراب يوم الأربعاء عن أسفه لـ"إخفاق" المنظمة في وقف النزاع في السودان.
وفي تصريحات صحفية، قال غوتيريس في تصريحات لصحافيين في نيروبي إن الأمم المتحدة "فوجئت" بانفجار أعمال العنف في السودان لأنه كان من المأمول أن تثمر المفاوضات بين قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وأضاف غوتيريس: "لم نكن نتوقع حدوث ذلك (..) يمكن القول إننا أخفقنا في منع حصول ذلك"، متابعًا: إن "بلدا مثل السودان الذي عانى كثيرا... لا يمكنه أن يتحمّل نزاعا على السلطة بين شخصين".
تصريحات غوتيريس تزامنت مع زيارة يجريها مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيث إلى السودان غداة إعلان جنوب السودان أن طرفي النزاع وافقا "من حيث المبدأ"، خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير، على هدنة لمدة سبعة أيام تبدأ الخميس.
مخاوف من التداعيات
وتسود حال من الفوضى العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 أبريل/نيسان الماضي، مما أسفر عن سقوط 550 قتيلا على الأقل و4926 جريحا، بحسب البيانات الرسمية لوزارة الصحة التي يُعتقد أنّها أقلّ بكثير من الواقع.
ودفعت الاشتباكات أكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة، في تطوّر دق ناقوس الخطر من "كارثة" إنسانية قد تطال تداعياتها المنطقة بأسرها.
وطالب غريفيث بضمانات أمنية "على أعلى مستوى" لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية على وقع استمرار المعارك، مشددًا على وجوب "ترجمة هذه الضمانات إلى التزامات محدّدة".
وتعمل 16% فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم، لكنها تعاني من نقص في المستلزمات وكوادرها الطبية منهكة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
تحذيرات إقليمية
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حذر من أن "المنطقة كلّها يمكن أن تتأثر بالمعارك الدائرة في السودان.
وعقدت "منظمة التعاون الإسلامي" اجتماعا طارئا حول السودان الأربعاء خلص إلى مطالبة "الأشقاء في السودان بتغليب لغة الحوار والتحلي بضبط النفس والحكمة، والعودة بأسرع فرصة ممكنة إلى طاولة المفاوضات لمواصلة الجهود السلمية لحل الأزمة السودانية، بما يحافظ على وحدة السودان ومؤسسات الدولة ويحقق طموحات الشعب السوداني في الاستقرار السياسي والاقتصادي".
وشدّدت المنظمة على "ضرورة مراعاة أن النزاع في السودان شأن داخلي خالص، والتحذير من أي تدخل خارجي في السودان أياً كانت طبيعته أو مصدره، مع وجوب الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة في السودان".