الأزمة تحت مجهر "العين الإخبارية".. قيادي سوداني يحذر من السيناريو الأسوأ
على الخط الفاصل بين الأزمة والحرب الأهلية يقف السودان مثقلا بسيناريوهات تراكم المخاوف من الانجرار نحو مربع اللاعودة.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، حذر شهاب إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم تحالف قوة الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق) بالسودان، من انجرار البلاد نحو الحرب الأهلية.
وقال إبراهيم إن "السيناريو الأسوأ يكمن في الانجرار نحو حرب أهلية لأن السودان لم يستقر طيلة الحكومات الديكتاتورية"، داعيا إلى ضرورة توقف هذه الحرب.
وأضاف أن "السيناريو الجيد هو أن القوتين المتحاربتين منهكتين في ظل متغيرات إقليمية ودولية ترى أن استقرار السودان من استقرار الإقليم، وبالتالي تدفع الطرفين للتفاوض".
جبهة مدنية
وأوضح إبراهيم أن خياراتهم في الحرية والتغيير لوقف نزيف الدم، يتمثل في تكوين جبهة مدنية عريضة لكبح الحرب واستعادة الديمقراطية.
وقال إن "خيارات وقف الحرب بخلاف إرادة الطرفين باعتبار وجود اختلاف بين القوى المدنية والقوى العسكرية التي تملك القوة المادية هي تكوين جبهة مدنية عريضة لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية، وهذا يمكن أن يشكل ضغطا داخليا وتشكيل رأي إقليمي ودولي يضغط في اتجاه تحقيق هذه الرغبة."
وبشأن وجود تصور للحرية والتغيير لمنع الاقتتال القبلي مستقبلا، أكد إبراهيم أن "التصور الموجود هو إنهاء حالة تعدد الجيوش الموجودة حاليا".
وشدد على أن "الأمر الثاني هو معالجة كثير من الإشكالات الخاصة ومسببات الاقتتال الأهلي مثل ضعف التنمية والمشاكل الخاصة بالأرض، وهذه تحل في ظل حكومة مدنية ومشروع تنموي".
خرق الهدنة المستمر
وحول الخرق المستمر للهدنة الإنسانية، أشار إبراهيم إلى أن "الهدنة المعلنة يتم خرقها بصورة كبيرة من الجانبين".
وقال: "نعتقد أن الطرفين مقتنعان بضرورة الذهاب إلى مفاوضات لوقف الحرب وبالتالي يحاول كل طرف تحسين ميزان القوة العسكري على الأرض، لكن هذا يخلق مشكلة لأن الهدنة يفترض أن تؤدي إلى فتح مسارات إنسانية".
وبشأن دلالة إسراع المجتمع الدولي لإجلاء رعاياه من السودان، أكد إبراهيم أن "هذا جزء من حرص الدول على مواطنيها، وهناك تجارب في كثير من دول الإقليم اندلعت فيها الحروب وهناك ضحايا أجانب كثيرون".
وتابع: "نعتقد أن الإجلاء من باب الحرص على عدم سقوط ضحايا من هذه الدول لأن الحرب التي اندلعت في البلاد ليس لديها سقف أخلاقي فيما تضررت المرافق الصحية وكان هناك استهداف للمواطنين المدنيين، بالتالي من الطبيعي أن تسارع الدول بإجلاء رعاياها بأسرع ما يمكن".
المجتمع الدولي
وبشأن المطلوب من المجتمع الدولي للمساعدة في حل الأزمة، أعرب إبراهيم عن أمله من "المجتمع الإقليمي والدولي النظر وفقا للمصالح الإقليمية والدولية".
ولفت إلى أن "السودان لديه موقع جغرافي استراتيجي يطل على البحر الأحمر ويربط بين القرن الأفريقي والصحراء، وتحيط به عدد من الدول الهشة التي تفتقر إلى الاستقرار".
وشدد على أن "المصلحة تكمن في دعم استقرار السودان واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي بناء على رغبة السودانيين أولا ومن ثم المصالح المشتركة للمجتمع الإقليمي والدولي."
مستقبل
في معرض استشرافه للسيناريوهات المتوقعة في ظل استمرار الحرب، قال إبراهيم: "منذ الوهلة الأولى رؤيتنا تكمن في أن تعدد الجيوش مهدد لمستقبل السودان، ونعتقد أن قطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي في 25 أكتوبر/ تشرين أول 2021 هو بداية الانتكاسة"، في إشارة لقرارات اتخذها الجيش حينها.
ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، شهد السودان احتجاجات تطالب بحكم مدني كامل وترفض إجراءات استثنائية فرضها قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وأبرزها إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.
ونفى البرهان صحة اتهامه بتنفيذ انقلاب عسكري، وقال إن إجراءاته تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.
وأضاف شهاب إبراهيم قائلا: "نعتقد الآن أنه إذا لم تتوقف الحرب فإن مستقبل السودان مهدد. والآن بعد الانهيار والكوارث التي خلفتها الحرب في 15 أبريل/نيسان الماضي نتوقع أن تكون الأمور صعبة حتى ولو توقفت الحرب".
قيادات البشير
وبشأن تقييم هروب قيادات النظام السابق من السجون، أشار إبراهيم إلى أن "الحرب جزء من مخطط الجبهة الإسلامية والمؤتمر الوطني وواجهاته لإخراج قياداته من السجون الذين يواجهون تهما متعلقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بالتالي يحاولون عبره خلط الأوراق وفرض واقع جديد".
ومستدركا: "لكن نحن نعتقد أن هذه آخر محاولة للمؤتمر الوطني للعودة إلى الواجهة من جديد".
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تشهد عدة ولايات بالسودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.