أزمة السودان.. اللواء سمير فرج يرصد خارطة النار وحمم "الإعصار"
هل تستجيب الهدنة السادسة لآمال السودانيين وتخمد أزيز الرصاص أم أنها ستسقط كسابقاتها تحت وطأة الخروقات والخلافات وأي حمم ستعبر الأسوار؟
أسئلة عديدة تطرح نفسها في ظل التطورات المتسارعة ببلد بات فيه صمود وقف إطلاق النار مطلبا شعبيا وخارجيا.
ورغم التحذيرات من وضع إنساني "كارثي"، تواصلت المعارك العنيفة في السودان الثلاثاء بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما ينذر بإجهاض هدنة يتم تمديدها بانتظام من دون الالتزام بها.
مشهد ضبابي يقول الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، إن حممه تعبر أسوار السودان لتفجر قلق دول الحدود الشرقي والغربي خاصة مصر وليبيا وتشاد نظرا لقربها من الاشتباكات بالعاصمة الخرطوم ودارفور.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، يرى فرج أن فرص حسم الصراع غير قريبة، مؤكدا أنه رغم تمديد الهدن للمرة السادسة ولكنها تظل هشة وضعيفة.
كشف حالة
في قراءته للأزمة وشرارة اندلاعها، يقول الخبير العسكري إنها بدأت "منذ التوقيع على الاتفاق الإطاري بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير لتسليم السلطة إلى قوى مدنية".
وأضاف أنه بذلك "سيكون هناك ممثل واحد للقوى العسكرية ووزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة وتسريع الوقت الذي تحتاجه لدمج قوات دعم السريع في الجيش، ومن هنا بدأت الاشتباكات، وهي عملية صعبة نظرا لأن قوات الدعم السريع تعد 100 ألف".
وتابع أن "الفلول (نظام عمر البشير) يحاولون إشعال الموقف خاصة في ظل عدم قدرتها على الحسم في الانضمام للجيش أو قوات الدعم والتي تكونت من قبل الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير وانقبلت عليه، حتى يعاقبوا الشعب على خروجه ضد البشير".
وفي معرض تشخيصه للاشتباكات ومصيرها، أشار فرج إلى أن ما يجري عبارة عن "قتال شوارع داخل الخرطوم لأن السيطرة على العاصمة ومؤسساتها تعني السيطرة على الموقع".
ولفت إلى أن "هذه الهدنة السادسة ولكنها هشة وقبولها فقط من أجل إجلاء رعايا الدول والحفاظ على صورة الطرفين أمام القوى الدولية، لكنها لن تدوم طويلاً لضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات".
في الآن نفسه، يعتبر الخبير أن "كل طرف يريد الجلوس وهو المسيطر والأقوى لفرض رأيه، لذلك لن تتوقف الحرب قبل أن يقضي أي من الطرفين على الآخر وتصبح له الغلبة، فالجيش السوداني يعد 200 ألف جندي محترف ولديه قوة جوية، وقوات الدعم لديها 100 ألف مقاتل يمتازون بالقدرة على قتال الشوارع، والأمور متأرجحة بين الطرفين".
وضع صعب
في حديثه، تطرق فرج أيضا إلى ميزة كل طرف، مشيرا إلى أن "الجيش يمتلك السيطرة على الأجواء عبر سلاح الطيران والذي لا تمتلكه قوات الدعم السريع، ولكن من الممكن دخول السيارات من الدول المجاورة ومن الدروب مما يشكل تهديدا لكافة دول الجوار".
أما بخصوص الوضع الإنساني، فوصفه بالصعب خاصة في الخرطوم نتيجة للدمار المسجل وكذلك عدم وجود دعم أو تأمين طبي للمستشفيات وعدم قدرة أطقم التمريض للذهاب أو التحرك من المنزل للعمل أو العكس، وانقطاع الكهرباء والمياه ووسائل الاتصال.
وما يقلق في السودان، وفق فرج، هو تحول الصراع لحرب أهلية وشعبية بسبب نقص المؤن والغذاء مما يدفع بالمواطنين وغيرهم إلى اقتحام المحلات التجارية وانتشار النهب والسرقة، وهذا ما يجب أن يخشاه الطرفان.
ويعتبر المحلل العسكري المصري أن يكون لبعض الدول دور في حل أزمة السودان، متحدثا بالخصوص عن القوى العربية برئاسة مصر والسعودية والإمارات وبرعاية جامعة الدول العربية، وكذلك القوى الأفريقية والتي تتضمن الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد وكذلك القوى الدولية الأوروبية والأمريكية والروسية.
خارطة الصراع
في تعقبه لخارطة الاشتباكات، يقول فرج إنها تشمل أولا الخرطوم وتنقسم لأربع قطع هامة وهي القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش والإذاعة والتلفزيون والمطار.
وثانيا ولاية دارفور خاصة في ظل الصراع بين القبائل الأفريقية والعربية، لافتا في الآن نفسه إلى أن منطقة بورتسودان وقبائل البجا تظل آمنة ويتم منها الإجلاء للرعايا الأجانب والعرب.
ولفت الخبير إلى وجود قلق كبير على دول الحدود مع السودان خاصة مصر وتشاد وليبيا خوفا من هروب بعض المساجين المتطرفين إلى أحد تلك الدول الحدودية، خاصة لقربهم من مناطق الاشتباكات وزيادة النزوح.
كما أشار إلى "قلق مصري أيضا نتيجة وجود بعض المصريين الهاربين من الأحكام في السودان واحتمال عودتهم، وهذا ما يفسر التعزيزات الأمنية على الحدود".
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز