السودان في يومه الـ17.. لا تراجع ولا استسلام
لا تراجع ولا استسلام.. هذا هو لسان حال طرفي الصراع في السودان، مع دخول القتال يومه السابع عشر، دون راحة في الأفق.
وأمس الأحد، أعلن الطرفان تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المقرر أن ينتهي في منتصف الليل، لمدة 72 ساعة أخرى، في خطوة جاءت "استجابة لدعوات دولية وإقليمية ومحلية".
لكن على الأرض، لم تغلق الهدنة الهشة فوهات القتال، حيث سمعت، اليوم الإثنين، أصوات اشتباكات متقطعة في العاصمة السودانية الخرطوم وضواحيها، وسط اتهامات متبادلة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وسبق الإعلان عن تمديد الهدنة، ضربات جوية في الخرطوم، قال الجيش إنه يهاجم المدينة لطرد منافسيها من الفصائل شبه العسكرية ، قوات الدعم السريع.
في هذه الأثناء، ذكرت وزارة الصحة أن الصراع المستمر منذ الـ15 من أبريل/نيسان الماضي، أسفر عن مقتل 528 شخصا على الأقل، وإصابة 4599 آخرين.
الأمم المتحدة هي الأخرى أبلغت عن عدد مماثل من القتلى، لكنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
في المقابل، دفع القتال عشرات الآلاف من الأشخاص للفرار عبر حدود السودان، وأثار تحذيرات من أن البلاد قد تتفكك، وسط مخاوف من زعزعة استقرار منطقة مضطربة ودفع الحكومات الأجنبية إلى التدافع لإجلاء مواطنيها.
أزمة إنسانية
وحذرت الأمم المتحدة يوم الأحد من أن الأزمة الإنسانية في السودان "على حافة الانهيار".
وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث في بيان إن "حجم وسرعة ما يحدث في السودان غير مسبوقين".
ولفت إلى أن الحصول على الماء والطعام أصبح من الصعب بشكل متزايد في مدن البلاد ، وخاصة العاصمة الخرطوم ، وأن نقص الرعاية الطبية الأساسية يعني أن الكثيرين قد يموتون لأسباب يمكن الوقاية منها.
ووفق مصادر طبية، فإن أكثر من ثلثي المستشفيات في مناطق القتال النشط خارج الخدمة ، مشيرة إلى نقص الإمدادات الطبية والعاملين الصحيين والمياه والكهرباء.
صوت عربي.. هل تسكت أصوات السلام دوي المدافع؟
في سياق متصل، تعقد جامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الإثنين، اجتماعا حول الأوضاع في السودان ومستجدات الأزمة ومتابعة ما حدث في القرارات السابقة.
ومنتصف الشهر الماضي، عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا، لمناقشة الوضع في السودان، بناء على دعوة من السعودية ومصر الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية في دورته العادية.
وآنذاك، دعا المجلس السفراء العرب المعتمدين في الخرطوم إلى التنسيق فيما بينهم والتواصل المستمر مع السلطات والأطراف والمكونات السودانية، وتقديم الدعم اللازم للمساهمة في استعادة استقرار الأوضاع في السودان،
وحول اجتماع اليوم، قال سفير السودان بالقاهرة والمندوب الدائم بالإنابة في الجامعة العربية، الصادق عمر عبد الله، للعين الإخبارية إنه سيشهد استعراض ما وصلت إليه مجموعة السفراء العرب المعتمدين في الخرطوم من تكليف الجامعة بالتواصل مع الأطراف للوصول لوقف كامل لإطلاق النار.
وقال إنه سيُطلع المندوبين الدائمين بالجامعة على تطورات الوضع الإنساني والميداني بعد تمديد الهدنة من جديد.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA== جزيرة ام اند امز