من الخرطوم.. رسائل سودانية مؤثرة عبر "العين الإخبارية" للبرهان وحميدتي
"أطفالنا وشبابنا ماتوا.. نساؤنا ترملن.. البلد يضيع.. أنتم إخوة.. أيضرب الأخ أخاه.. عيب عليكم.. أوقفوا الحرب".
نماذج من رسائل مؤثرة، آثر سودانيون نقلها عبر "العين الإخبارية" بالصوت والصورة للفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، علها تجد آذانا صاغية وعقولا واعية لأصواتهم التي اعتصرها الألم والحزن على حال بلادهم.
- السودان يدخل ثالث أسابيع النار.. حل غائب وهدنة هشة وتبادل للاتهامات
- السودان ومحنة الجماعات المتطرفة.. بذرة إخوانية فاسدة أنبتت خرابا
رسائل من رجال ونساء من مختلف الأعمار التقتهم "العين الإخبارية" في قلب العاصمة الخرطوم، يجمعهم الحب لبلادهم والخوف عليها، والمراهنة على حكمة القيادات في وقف نزيف الدماء المتواصل لليوم الـ16 على التوالي منذ اندلاع الاشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع منتصف الشهر الجاري.
طرفا صراع وصفهما السودانيون بأنهما "إخوة"، متسائلين في حسرة وألم "أيعقل أن يضرب الأخ أخاه؟!".
حسرة وألم كانا أيضا على مصير بلادهم، التي دمرتها الحرب، وأحالت عاصمتها الخرطوم لمدينة أشباح، فيما كان تأثير الدمار واضحا خلال جولة "العين الإخبارية" في المدينة، سيارات مدمرة في الشوارع، آثار القصف والنيران، باقية على واجهات الكثير من الأبنية السكنية.. كثير من المرافق تم تدميرها.. والحزن يخيم على كل مكان في الشوارع على الأطفال والشباب الذين راحوا ضحايا لصراع لا ذنب لهم فيه.
تلك المشاهد دفعت مسنة سودانية التقتها "العين الإخبارية" لإطلاق نداء عاجل لطرفي الصراع بـ"وقف الحرب"، قائلة: "أوقفوا الحرب يا إخواننا، أطفالنا ماتوا، لقد ضعنا، تعبنا، يا حكومة نحن غير قادرين على العيش".
بدوره تساءل سوداني آخر مستنكرا سبب اندلاع الصراع، في وقت يكافح فيه السودانيون من أجل لقمة العيش.
وأكمل قائلا: "اليوم سواء البرهان أو حميدتي أو من يتناحر، مستهدفا لقمة العيش في يد الشعب السوداني، عندنا ضحايا، شباب ماتوا.. نساء ترملوا ، عيب عليكم، أوقفوا الحرب، لا نريد تدخلات أجنبية، نريد حل مشاكلنا".
وبرسائل مليئة بالحكمة، وصفت سودانية أخرى طرفي الصراع بالأخوة، متسائلة "أيعقل الأن يضرب الأخ أخيه".
وتابعت :"كل واحد بيضرب أخوه، نحن إخوان وأهل يا جماعة نحن إخوتكم وعرضكم.. حرام عليكم.. كفى حرب كفى".
بدورها سلطت سودانية أخرى، أحد أبرز تداعيات الحرب على مستقبل الوطن، قائلة "التعليم تعطل".
وتابعت :"الشعب السوداني تعب، نريد أن يتوصل الطرفان لحل لا يكون فيه حرب، نريد سلام، نريد نعيش في أمن وأمان، نريد أن يكون الشعب السوداني مطمئن، لم نعد آمنين حتى بيوتنا".
ومنذ 16 يوما، يعيش السودان وضعا صعبا بسبب الاشتباكات بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" ، وسط تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن انطلاقها، أسفرت عن سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين، بحسب حصيلة رسمية.
وتواصلت الاشتباكات بشكل متقطع رغم الهدنة المعلنة بين الجانبين، لمدة 3 أيام، وسط اتهامات من كل طرف للآخر بالمسؤولية عن خرقها.
وتبذل دولة الإمارات جهودا سياسية ودبلوماسية وإنسانية على مدار الساعة لبحث جهود وقف التصعيد.
وتعهدت دولة الإمارات، الأربعاء الماضي، بتقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للسودان، مشددة على أنه "ما من انتصار عسكري" هناك، وحذرت أن المدنيين هم من يدفعون الثمن.