السودان يدخل ثالث أسابيع النار.. حل غائب وهدنة هشة وتبادل للاتهامات
دخلت الأزمة السودانية أسبوعها الثالث، بدون أي أفق قريب للحل، وسط اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع.
فالاشتباكات بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" التي بدأت يوم 15 أبريل/نيسان الجاري، تواصلت بشكل متقطع رغم الهدنة المعلنة بين الجانبين، لمدة 3 أيام، وسط اتهامات من كل طرف للآخر بالمسؤولية عن خرقها.
الجيش السوداني، قال في بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة إن قوات الدعم السريع حركت أرتالا عسكرية من الغرب باتجاه العاصمة، واتهمتها بانتهاك الهدنة.
وأضاف البيان أنه "تم تدمير هذه الأرتال فجر اليوم في مناطق جنوب الزريبة والمويلح كما تم تدمير رتل في منطقة فتاشه كان بصدد إسناد قوة المتمردين المتحركة بشارع الصادرات".
واتهم البيان قوات الدعم السريع بتحويل مستشفى شرق النيل إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح ومركز قيادة للعمليات العدائي بعد إخلائه من المرضى بمن فيهم الحالات الحرجة بالعناية المكثفة.
وقال البيان "ما زال القصف العشوائي والاستمرار في نهب الممتلكات العامة والخاصة بما فيها البنوك والمحلات التجارية ومنازل المواطنين مستمرا.. ومستمرون في تهيئة الظروف المناسبة لنزول الشرطة تدريجيا إلى الشوارع بالتزامن مع عمليات التمشيط".
وأكد البيان مواصلة عمليات إجلاء رعايا الدول من قاعدة "وادي سيدنا" الجوية التي لا تواجهها أي مهددات حاليا ولا يتوقع أن تتأثر بأي مهددات.
من جانبها، اتهمت قوات الدعم السريع في بيان لها قوات الجيش و"فلول النظام البائد المتطرفة" بانتهاك الهدنة المعلنة.
وقال البيان "هاجم الانقلابيون بالمدافع والطائرات مواقع تمركز قواتنا في عدد من المناطق بولاية الخرطوم الى جانب القصف العشوائي للمدافع ولا تزال الطائرات تحلق في سماء الخرطوم".
واتهم البيان قوات الجيش بالتحضير لهجوم على قوات الدعم السريع في عدة مناطق "بعد انضمام كتائب الامن الشعبي بزي شرطة الاحتياطي المركزي لقوات الانقلابيين في الشجرة"، بحسب البيان.
وأكدت قوات الدعم السريع التزامها بالهدنة الإنسانية المعلنة لفتح مسارات آمنة وتسهيل عملية إجلاء الرعايا الأجانب.
وكانت عدة دول من بينها مصر والولايات المتحدة وبريطانيا قد حذرت أمس السبت رعاياها من استخدام قاعدة "وادي سيدنا" بسبب تهديدات أمنية، بعد تصاعد العنف في المطار ومحيطه.
من جهتها، قالت الشرطة السودانية في بيان لها إن قوة الاحتياطي المركزي ليس فيها أي تابعين للأمن الشعبي ويقودها خريجو كلية الشرطة.
وقال المكتب الصحفي للشرطة السودانية ، في منشور أورده على صفحته بموقع "فيسبوك" اليوم، إن "قوات الاحتياطي المركزي هي فصيل يتبع للشرطة خرجت إلى الميدان أمس لتأمين الأسواق وممتلكات المواطنين التي تعرضت للنهب والسلب والتخريب ".
كما نفت الشرطة السودانية، اليوم الأحد، ما تردد عن اندلاع حريق في البنك المركزي، مؤكدة أن البنك المركزي سليم وأن الحريق الذي تم تداوله هو حريق قديم لأحد افرع البنك.
جهود الإجلاء
يأتي ذلك، فيما ما زالت جهود الإجلاء تتوالى حيث أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس إجلاء مواطنيها ورعايا 16 دولة أخرى من السودان جوا.
وعملت دولة الإمارات مؤخرا على توفير كافة خدمات الاستضافة والرعاية لـ19 جنسية مختلفة خلال إجلائهم إلى مدينة بورتسودان وتواجدهم فيها.
ومنذ بداية الأزمة، خلفت الاشتباكات مئات القتلى وآلاف المصابين من طرفي الصراع بالإضافة إلى المدنيين.
وزادت الاشتباكات من حدة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السودانيون الذين باتوا يواجهون صعوبات بالغة في العثور على المواد الغذائية أو مواد الطاقة خاصة في الخرطوم.