الإمارات وجهود الإجلاء من السودان... رسائل ودلالات تضيء شعاع أمل
جهود إماراتية مستمرة لإجلاء رعايا دول العالم من السودان، في محطة إنسانية جديدة في مسيرة الإمارات المتواصلة لاحتواء الأزمة السودانية.
ضمن تلك الجهود، وصلت إلى دولة الإمارات، طائرة إجلاء تقل عددا من مواطنيها ورعايا 16 دولة قادمة من السودان الذي يشهد اشتباكات منذ منتصف أبريل/نيسان الجاري.
وتقل الطائرة الفئات الأكثر احتياجا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، حيث وضعتهم دولة الإمارات على رأس أولوياتها.
عمل إنساني كبير ليس بغريب على الإمارات وقيادتها وحكومتها وشعبها السباقين دوما في مد يد العون إلى الأشقاء والأصدقاء في كل مكان بالعالم.
ودائما ما تمتد أيادي الإمارات البيضاء لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
وتأتي تلك المحطة الإنسانية التي تبرز تضامن الإمارات الإنساني ومد يد العون والمساعدة إلى دول العالم، بعد 3 أيام من إعلانها تقديم 50 مليون دولار مساعدات إماراتية إنسانية طارئة للسودان، في سبق إنساني وجهت الإمارات عبره نظر العالم لضرورة التركيز على البعد الإنساني للأزمة السودانية لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين، وعززت من خلاله جهودها السياسية المتواصلة لاحتواء الأزمة.
ومنذ اندلاع الأزمة منتصف الشهر الجاري، بسبب اندلاع قتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، والإمارات تسابق الزمن عبر اتصالات ومباحثات ووساطات ضمن حراك متسارع على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لوقف التصعيد في السودان والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.
وجنبا إلى جنب مع جهودها الدبلوماسية والسياسية، تواصل الإمارات دبلوماسيتها الإنسانية الهادفة لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين، سواء من أهل السودان أو من الرعايا الأجانب المقيمين بها.
رعايا 19 دولة
وضمن أحدث تلك الجهود، نجحت الإمارات في إجلاء عدد من مواطنيها ورعايا عدد من الدول من السودان.
ووصلت دولة الإمارات طائرة إجلاء تقل عددا من مواطنيها ورعايا 16 دولة قادمة من السودان.
وتقل الطائرة الفئات الأكثر احتياجا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء حيث وضعتهم دولة الإمارات على رأس أولوياتها.
وتستضيفهم دولة الإمارات على أراضيها وتوفر لهم كافة الخدمات قبيل نقلهم إلى دولهم.
وعقب وصولهم للإمارات قوبل ركاب طائرة الإجلاء بحفاوة وترحاب، واختلطت دموع الفرح بسلامة الوصول بابتسامات وورود المحبة الإماراتية، التي كانت كالبلسم الذي خفف آلام وأوجاع القادمين من السودان.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان لها نجاح عملية الإجلاء التي قامت بها دولة الإمارات في إطار جهودها الإنسانية والتزامها بتعزيز التعاون والتضامن العالميين، واستمرارا لنهجها الإنساني القائم على توفير الحماية للمدنيين، ومد يد العون للدول في أوقات الحاجة.
نجاحات دولة الإمارات في إجلاء عدد من مواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، يؤكد حرصها على الاهتمام بالفئات الأكثر احتياجًا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء واستضافتهم على أراضيها، وتوفير كافة الخدمات لهم قبيل نقلهم إلى دولهم.
وهو ما أشار إليه عدد من رعايا الدول الذين تم إجلاؤهم من السودان وتتم استضافتهم حاليا في أبوظبي، والذين عبروا عن شكرهم وامتنانهم لدولة الإمارات.
عبارات شكر وجهها رعايا الدول البالغ عددهم أكثر من 128 شخصا من الأطفال وكبار السن والنساء، لدولة الإمارات، لتقديمها سبل الدعم والمساندة لهم في ظروفهم الطارئة التي مروا بها جراء الأحداث الراهنة في السودان.
ففي تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام"، قال رعايا الدول البالغ عددهم أكثر من 128 شخصًا، بعد إجلائهم من السودان ووصولهم إلى أبوظبي بسلام، إن جهود دولة الإمارات الإنسانية ومد يد العون والمساعدة لهم ستظل خالدة في وجدناهم وقلوبهم مدى الدهر.
وأشاد رعايا الدول المختلفة بما لمسوه من حرص واهتمام بتقديم كافة سبل الدعم والمساعدة وبث الطمأنينة في نفوسهم وأسرهم وأطفالهم.
الصربي طه دامير، أحد رعايا الدول الذين تم إجلاؤهم اليوم، قال إنه كان يعيش في منطقة بالعاصمة السودانية الخرطوم شهدت اشتباكات متواصلة خلال الأيام الماضية إضافة إلى انقطاع الكهرباء والمياه لفترات طويلة، مشيرًا إلى أن هذه الظروف أدت إلى مغادرته وأسرته المنطقة إلى مدينة عطبرة ومن ثم إلى مدينة بورتسودان وتم إجلاؤهم بنجاح، مضيفا: "نشكر دولة الإمارات على جهودها الكبيرة معنا ومساعدتنا على تخطي هذه الأزمة".
من جهتها قالت السورية نغم حمزة إن عملية الإجلاء التي قامت بها دولة الإمارات مثلت لها وأسرتها طوق نجاة من الأحداث الراهنة في السودان، مشيرة إلى أن السفارة الإماراتية في السودان قدمت الدعم الكامل لعملية الإجلاء حتى وصلنا أبوظبي بسلام.
ومضت قائلة "إن دولة الإمارات لها دور فعال على الساحة الدولية ونأمل في التوصل إلى حل لهذه الأزمة التي تخيم على السودان وشعبه".
من جانبه، قال الصربي أيمن صلاح أحد الذين تم إجلاؤهم اليوم والبالغ من العمر 20 عاما ويدرس في جامعة المستقبل إنه مع تطور الأحداث في السودان قمنا باللجوء إلى سفارة دولة الإمارات وكانت الاستجابة سريعة وانتقلنا بعدها إلى مدينة بورتسودان بعد أن أمضينا أكثر من 33 ساعة سفر بالطرق البرية ومن ثم تم إجلاؤنا إلى دولة الإمارات عبر الطائرة اليوم.
وتابع: "شكرا لدولة الإمارات العربية المتحدة على مساعدتها وتقديم الدعم لنا في هذه الظروف الطارئة".
أما الطفلة الإثيوبية جوانا فقالت معبرة عن سعادتها بوصولها إلى دولة الإمارات: "أنا سعيدة جدًا لأنني جئت إلى هنا مع جميع أفراد عائلتي وكلنا آمنون وما حدث في السودان أمر مؤلم للغاية".
وسبق أن نجحت الإمارات في إجلاء رعايا من دول العالم من أفغانستان أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2021، عقب سيطرة طالبان على الحكم، في إطار جهودها الإنسانية للتيسير على كافة الأطراف في ظل تلك الظروف.
ولعبت دولة الإمارات دورًا مهمًا وأساسيا في إجلاء نحو 40 ألف شخص من الأفغان والرعايا الأجانب، بما في ذلك رعايا كل من فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وأستراليا والولايات المتحدة ونيوزيلندا ولاتفيا وإسبانيا والمكسيك.
أيضا مع بداية جائحة كورونا أوائل عام 2020، كانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات التي تستهدف تخفيف حدة تداعيات الأزمة على مستوى العالم، وتولت الإمارات عملية إجلاء رعايا العديد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي فيروس "كوفيد-19"، ونقلهم إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي، ضمن جهود إنسانية نالت إشادة دولية.
إشادة دولية
الإشادة الدولية لجهود الإمارات الإنسانية، تجددت أيضا خلال الفترة الحالية مع نجاح جهودها في إجلاء رعايا عدد من الدول من السودان.
وأكدت الدكتورة دانيكا سافوفيتش القائم بالأعمال في سفارة جمهورية صربيا لدى الإمارات أن إجلاء دولة الإمارات عددا من رعايا بلادها يجسد تضامن الإمارات الإنساني، ومد يد العون والمساعدة إلى دول العالم ودعمها للجهود الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والازدهار العالمي.
وقالت -في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" على هامش وصول طائرة إجلاء اليوم إلى الإمارات، تحمل على متنها رعايا من 16 دولة شقيقة وصديقة-: إننا نيابة عن القيادة في جمهورية صربيا نتوجه بالشكر والعرفان والامتنان إلى دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على الدعم الإنساني الذي يجسد عمق العلاقات المتميزة والتعاون الوثيق بين البلدين الصديقين.
وبينت أن دولة الإمارات قدمت المساعدة للكثير من المواطنين الصرب في السودان خلال عمليات الإجلاء والتي تعكس القيم الإنسانية النبيلة الراسخة في مجتمع الإمارات والذي ظهر جلياً في مشاعر الود والترحاب التي استقبلوا بها الرعايا.
وأشارت إلى أن الإمارات أجلت اليوم عددا من المواطنين الصرب بينهم عائلة صربية مع أطفالها بمشاعر يملؤها الود والترحاب وبثت الطمأنينة في قلوبهم ووفرت لهم السكن الملائم ليواصلوا مسيرتهم إلى دولتهم بعد ذلك بأمن وأمان.
وقالت إن دولة الإمارات بتوجيهات قيادتها الرشيدة قدمت نموذجا ملهما في الأخوة الإنسانية والوقوف إلى جانب الدول في الظروف الطارئة وهو ما يؤكد التزام الإمارات وإنسانيتها الراسخة تجاه الشعوب والمجتمعات حول العالم.
3 رسائل و4 دلالات
الإمارات وجهت في بيانها 3 رسائل هامة للسودانيين والمجتمع الدولي، وهي :
- التزام دولة الإمارات بالعمل مع شركائها والمجتمع الدولي لتحقيق كل ما يخدم مصالح الشعب السوداني.
- أهمية تكثيف الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار
- العودة للإطار السياسي والحوار والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية، وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
وكانت دولة الإمارات عملت مؤخرا على توفير كافة خدمات الاستضافة والرعاية لـ 19 جنسية مختلفة خلال إجلائهم إلى مدينة بورتسودان وتواجدهم فيها.
نجاح الإمارات في إجلاء ودعم ومساعدة رعايا 19 دولة في ظل هذا التوقيت الحرج في السودان يحمل دلائل عدة من أبرزها:
- ثقل ومكانة الإمارات وقيادتها إقليميا ودوليا.
- ترسيخ مكانة الإمارات كعاصمة للإنسانية ودولة رائدة في تعزيز مفهوم الإخوة الإنسانية .
- ثقة المجتمع الدولي والأطراف السودانية في الإمارات ودورها الإيجابي لاحتواء الأزمة.
- نجاح دولة الإمارات في استثمار خبراتها وإنجازاتها المتراكمة في جهود الإجلاء والتي نالت إشادات دولية من مختلف دول العالم.
التزام إماراتي
جهود إنسانية أضيفت إلى جهود دبلوماسية، وضعتها القيادة الرشيدة في دولة الإمارات لتكثيف الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار والعودة للإطار السياسي والحوار والمضي قدمًا في المرحلة الانتقالية وصولًا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
تلك الجهود، أثبتت من خلالها دولة الإمارات أنها كانت في طليعة دول المنطقة التي تسعى بشكل حثيث لتعزيز التضامن العربي وحل أزمات المنطقة وتصفير خلافاتها ولم الشمل العربي قبيل القمة العربية المرتقب عقدها في السعودية مايو/أيار المقبل.
فمنذ اندلاع الأزمة السودانية منتصف الشهر الجاري، بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، وتسابق الإمارات الزمن عبر اتصالات ومباحثات ووساطات ضمن حراك متسارع على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لوقف التصعيد في السودان والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.
جاء ذلك خلال كلمة السفيرة لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي.
وقالت نسيبة إن الاستقرار في السودان لن يتحقق من خلال العنف، مؤكدة أن بلادها تتخذ خطوات ملموسة للمساعدة في تخفيف الأوضاع الإنسانية الحرجة في السودان، محذرة من أن الاقتتال في السودان سيزيد من الخسائر ومعاناة الشعب.
كلمة الإمارات في مجلس الأمن الدولي جاءت مليئة بالرسائل الإنسانية للعالم وطرفي الصراع في السودان، محذرة من أن الاقتتال في السودان سيزيد من الخسائر ومعاناة الشعب، وإنه "ما من انتصار عسكري" هناك.
وساطات متواصلة
دعم في المحافل الدولية، أضيف إلى جهود تبذلها دولة الإمارات إلى جانب السعودية ومصر والولايات المتحدة الأمريكية لإطلاق وساطة في السودان.
فبحسب مصادر، فإن جهود الوساطة تسعى لجمع قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوت الدعم السريع في لقاء في الرياض خلال أسابيع.
يأتي الإعلان عن تلك الوساطة بعد أيام من نجاح وساطة إماراتية في تأمين سلامة الجنود المصريين في السودان، لتتوج سجل أبوظبي الحافل في جهود نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، 20 إبريل/ نيسان الجاري، نجاح الوساطة التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع مصر لتأمين سلامة الجنود المصريين الموجودين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى سفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم.
وعقب اندلاع القتال، بثت قوات "الدعم السريع" مقطع فيديو عبر "تويتر"، يظهر وجود جنود مصريين بحوزتها في مطار مروي شمالي السودان، قبل أن يعلن الجيش المصري أنهم كانوا في تدريب مشترك مع الجيش السوداني وجار تأمين عودتهم.
حراك دبلوماسي
وضمن حراك إماراتي سياسي ودبلوماسي متواصل لم تتوقف جهود الإمارات وقيادتها ودبلوماسيتها على مدار الساعة لبحث جهود وقف التصعيد.
فالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أجرى مباحثات هاتفية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وشارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي خلال الأيام الماضية تناولت أهمية وقف التصعيد وضمان حماية المدنيين وإعلاء المصلحة العليا للسودان والعودة إلى المسار السياسي.
وتطرقت مباحثات الرئيسين الإماراتي والمصري، الخميس الماضي، إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها البلدان لتهدئة الأوضاع في جمهورية السودان ووقف التصعيد والعودة إلى الحوار واستعادة المسار السياسي وذلك في ضوء دعم دولة الإمارات ومصر الشعب السوداني الشقيق في جهوده لتحقيق تطلعاته نحو تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في بلده.
وقبلها بيومين، شدد رئيس دولة الإمارات خلال مباحثاته مع شارل ميشال على أهمية وقف التصعيد وضمان حماية المدنيين وإعلاء المصلحة العليا للسودان والعودة إلى المسار السياسي ، مؤكداً حرص دولة الإمارات على دعم الشعب السوداني الشقيق بما يحقق تطلعاته في البناء والتنمية.
وقبيل وبعد مباحثات القيادة الإماراتية أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي مباحثات هاتفية على مدار الأيام الماضية مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله والأمريكي أنتوني بلينكن والكوري بارك جين والهولندي فوبكه هويكسترا، إضافة إلى جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية تناولت الأوضاع في السودان.
وناقش الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مع نظرائه في دول عدة سبل احتواء الأزمة الحالية ووقف التصعيد العسكري والتركيز على العودة لطاولة الحوار لتبني حلول سياسية وتحقيق توافق وطني بين جميع الاطراف يعيد الأمن والاستقرار للسودان وشعبه.
وأكد أهمية ضمان سلامة المدنيين ورعايا الدول الأخرى والعاملين في المجال الإنساني، مشددا على ضرورة الوقف السريع للعمليات العسكرية والحفاظ على مقدرات السودان وشعبه.
وأشار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى أن دولة الإمارات تقف إلى جانب الشعب السوداني الشقيق وتدعم تطلعاته نحو مستقبل آمن وسلمي، مؤكدا أهمية دفع الجهود الرامية إلى العودة لطاولة الحوار لحل القضايا الخلافية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة لهذه الأزمة.
تضامن إنساني
وعملت دولة الإمارات على توفير كافة خدمات الاستضافة والرعاية لرعايا 19 جنسية مختلفة خلال إجلائهم إلى مدينة بورتسودان ووجودهم فيها، كما ستستضيفهم دولة الإمارات على أراضيها قبيل نقلهم إلى دولهم.
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، الثلاثاء الماضي، أنه في إطار الجهود الإنسانية لدولة الإمارات والتزامها بتعزيز التعاون والتضامن العالميين، قامت الدولة بإجلاء مواطنيها ورعايا عدد من الدول من السودان، وذلك استمرارا لنهجها الإنساني القائم على توفير الحماية للمدنيين، ومد يد العون للدول في أوقات الحاجة، مشيرة إلى أنها تضع المرضى والأطفال وكبار السن والنساء على رأس أولوياتها في هذا الصدد.
وأكدت الوزارة التزام دولة الإمارات بالعمل مع شركائها والمجتمع الدولي لتحقيق كل ما يخدم مصالح الشعب السوداني.
وشددت على أهمية تكثيف الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار والعودة للإطار السياسي والحوار والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
حراك متواصل
عمليات الإجلاء الدولية الإنسانية كانت أيضا محور مباحثات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي مع نيكوس كريستودوليدس رئيس جمهورية قبرص خلال زيارته إلى نيقوسيا قبل يومين.
وتناولت مباحثات الجانبين التعاون المشترك في إطار المنظمات الدولية، وتبادل الرؤى حول الأوضاع في المنطقة والمستجدات الإقليمية والعالمية بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في السودان، وأكدا في هذا الصدد أهمية دفع الجهود المبذولة لوقف التصعيد بين طرفي النزاع في السودان والعودة إلى الحوار الذي يقود إلى تسوية سياسية للأزمة.
واستعرضا جهود البلدين في عمليات إجلاء رعايا العديد من الدول من السودان، وأكدا أهمية ضمان حماية المدنيين وتسريع الاستجابة الإنسانية للشعب السوداني الشقيق.
تأتي هذه المباحثات ضمن حراك سياسي ودبلوماسي وإنساني متواصل تقوده دولة الإمارات وقيادتها ودبلوماسيتها على مدار الساعة لبحث جهود وقف التصعيد.
وتعهدت دولة الإمارات، الأربعاء الماضي، بتقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للسودان، مشددة على أنه "ما من انتصار عسكري" هناك، وحذرت أن المدنيين هم من يدفعون الثمن.
ومنذ 15 يوما، يعيش السودان وضعا صعبا بسبب الاشتباكات بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أسفرت عن سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين، بحسب حصيلة رسمية.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز