الأزمة السودانية.. آمال الحل تولد في جدة أو جوبا بشرط
للمرة الأولى يتحدث مسؤول أممي عن انفتاح طرفي النزاع في الخرطوم على المفاوضات، في بصيص أمل على انتهاء الأزمة المستمرة منذ نحو أسبوعين.
واندلعت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اللذين كانا قطبا المكون العسكري في السلطة التي تشكلت في أعقاب الإطاحة بنظام عمر البشير عام 2019.
وبعد 5 هدن هشة فشلت في وقف الصراع الدموي، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس لرويترز، اليوم السبت، إن الطرفين المتحاربين في البلاد منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات، وأقرا بأن"الصراع لا يمكن أن يستمر".
وهذه أول إشارة لإمكانية احتواء الصراع الذي استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والمقاتلات الحربية في المدن، وخلفت مئات القتلى وتسببت في موجة نزوح جماعي.
وأوضح المبعوث أن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها، إما في جدة بالسعودية وإما في جوبا بجنوب السودان، لكنه استطرد قائلا إن ثمة سؤالا عمليا حول إذا كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين "للجلوس معا فعليا".
وأضاف أنه لم يُحدد جدول زمني لإجراء محادثات.
وبدت احتمالات إجراء مفاوضات بين زعيمي الطرفين واهية حتى الآن. وأمس الجمعة قال قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان في مقابلة إنه لن يجلس أبدا مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، ووصفه بأنه "زعيم التمرد".
وقال دقلو إنه لن يجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال.
وأشار بيرتس إلى أنه قال لمجلس الأمن إن كلا من الطرفين كان يعتقد أن بوسعه الانتصار في الصراع، وذلك خلال أحدث إفادة منذ يومين، لكنه قال أيضا إن المواقف تتغير.
وأضاف "يعتقد كلاهما أنه سينتصر، لكن كليهما أكثر انفتاحا نوعا ما على المفاوضات. لم تكن كلمة "مفاوضات" أو "محادثات" حاضرة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك".
وذكر بيرتس أنه في ظل إلقاء الطرفين بيانات تقول إن الطرف الآخر عليه "الاستسلام أو الموت"، يقولان أيضا "حسنا، إننا نتقبل.. شكلا ما من المحادثات".
وتابع "أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر".
وبينما يشن الجيش ضربات جوية يومية ويقول إنه لا يزال يسيطر على المنشآت المهمة، يقول السكان إن قوات الدعم السريع لديها وجود قوي على الأرض في العاصمة الخرطوم.
وتسبب القتال بين الطرفين في إلحاق الضرر بالبنية التحتية للكهرباء والمياه والاتصالات واجتاحت أعمال النهب الشركات والمنازل، وفر عشرات الآلاف من السودانيين إلى بلدات أخرى أو إلى الدول المجاورة.
وقال بيرتس إن المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية مراقبة لتنفيذ الهدنات التي وافق الطرفان عليها عدة مرات لكنها فشلت في إيقاف القتال.
وطُرحت جدة كمكان للمحادثات "العسكرية الفنية"، بينما طُرحت جوبا في إطار مقترح إقليمي من دول شرق أفريقيا كساحة للمحادثات السياسية.
وقال بيرتس إن علامات على قرب اندلاع صراع كانت ظاهرة في بداية أبريل/نيسان، إذ كافح الوسطاء الدوليون والمحليون لتخفيف حدة التوتر، لكنهم اعتقدوا أن "وقف تصعيد مؤقتا" تحقق في الليلة السابقة لاندلاع القتال.
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز