السودان.. تمديد الهدنة 72 ساعة وعمليات إجلاء استثنائية
أعلنت قوات الدعم السريع في السودان موافقتها على تمديد هدنة إنسانية لـ72 ساعة مع انتصاف ليل اليوم الأحد، ما يسمح بعمليات إجلاء استثنائية
وقالت قوات الدعم السريع في بيان الأحد إنها وافقت على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من منتصف ليل اليوم الأحد.
وأوضح البيان الصادر عن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع "استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية، نعلن تمديد أجل الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة اعتبارا من منتصف هذه الليلة من أجل فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة".
وبالتزامن مع الإعلان عن تمديد الهدنة قال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية ترسو في بورتسودان لفترة وجيزة للمساعدة في إجلاء أمريكيين.
وكانت واشنطن قد حذرت أمس من استخدام مطار "وادي سيدنا" شمالي الخرطوم في عمليات الإجلاء وسط تسارع في تردي الأوضاع الأمنية في البلد العربي الأفريقي.
وتمديد الهدنة يسمح بإجلاء المزيد من الرعايا الأجانب لكنه ينذر في الوقت نفسه بجولة جديدة من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وكانت الاشتباكات قد تفجرت منتصف الشهر الجاري واستخدم خلالها أسلحة ثقيلة وطيران حربي وسط مخاوف من انهيار القطاع الصحي الذي يعاني أصلا.
وفي غضون ذلك، أعلنت الحكومة البريطانية عن رحلة إجلاء استثنائية في أول مايو لمساعدة الرعايا البريطانيين على مغادرة بورتسودان.
وأوضحت أن إجمالي عدد من تم إجلاؤهم من السودان في رحلات جوية بريطانية يصل إلى 2122 شخصا.
أقلعت الرحلة الأخيرة من الخرطوم مساء السبت، وبررت الحكومة قرارها بوقف الإجلاء من العاصمة بتراجع عدد الأشخاص المتجهين إلى المطار لإجلائهم والمخاطر التي يمثلها استمرار القتال رغم وقف إطلاق النار المعلن.
من جهته، قال القائم بالأعمال السوداني في المملكة المتحدة خالد محمد علي حسن في تصريح صباح الأحد لإذاعة التايمز إن بلاده "مستعدة لمساعدة" لندن في تنظيم رحلات إجلاء جديدة.
وتعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات لاستغراقها وقتًا أطول من الدول الأخرى لبدء عملية إجلاء واسعة.
كما تسبب رفض إجلاء أطباء سودانيين عاملين في قطاع الصحة العامة البريطاني في موجة غضب تم إثرها إخراج حوالى عشرين من هؤلاء الأطباء من السودان.
وكان وزير النقل مارك هاربر قد صرح لشبكة سكاي نيوز الأحد أن الحكومة ستواصل تقديم "دعم مستمر" لمن لا يزالون في السودان.
واليوم وصل طائرة إجلاء إلى الإمارات تحمل على متنها 136 شخصا من الفئات الأشد احتياجا، في عملية إجلاء هي الثانية خلال 24 ساعة.
وغرق السودان في دوامة الفوضى عقب تفجر الصراع بين قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 أبريل/نيسان الجاري.
وأسفر الصراع عن سقوط ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفقا لإحصاءات وزارة الصحة، لكن التقارير تشير إلى أن الحصيلة ربما تكون أكبر من ذلك بكثير.
ونزح حوالى 75 ألف شخص عقب بدء الاشتباكات إلى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في الوقت الذي سارعت فيه الدول إلى إجلاء رعاياها من السودان في عمليات إجلاء واسعة.
بينما يعاني السكان الذين يحاولون الفرار أو يقبعون في منازلهم، من أزمات انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء.