"لن نحارب".. السودان يطالب إثيوبيا بضبط خطابها الإعلامي
أكد السودان، الجمعة، أنه لا ينوي محاربة إثيوبيا، مطالبا أديس أبابا بضبط الخطاب الإعلامي والبعد عن التصعيد.
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، في مؤتمر صحفي بوكالة السودان للأنباء، إن "الجيش السوداني يوجد داخل أراضينا، وقرار استعادتها سياسي وليس عسكريا".
وتابعت: "وجهت لنا انتقادات لصمتنا الإعلامي لأن ذلك يصب لصالح التصعيد الإعلامي بين البلدين، لكن هناك خطابات غير متزنة من الإثيوبيين اضطرتنا لذلك ونطالبهم بضبط الخطاب".
ولفت إلى أن "هناك نقطتين لم ينسحب منهما الجيش الإثيوبي حتى الآن"، مضيفا: "لنا قدرة الدخول في حرب هذه الليلة لكننا نرغب في ذلك سلما".
وأشار إلى أن "السودان لا يحتاج لأن يذكر أحدا بأن هذه أراضيه، فمناهج إثيوبيا الدراسية تؤكد سودانية الفشقة، فلماذا الضجيج؟".
وكان رئيس المفوضية القومية للحدود السودانية الدكتور معاذ تنقو اتهم إثيوبيا بانتهاك اتفاقية الحدود التاريخية بين البلدين.
وقال تنقو، في بيان، إن التعديات الإثيوبية على الأراضي السودانية بدأت منذ عام 1957، مؤكدا وجود أطماع إثيوبية قديمة في الأراضي الزراعية السودانية.
وأوضح أن التعديات الإثيوبية في البداية كانت من خلال 3 مزارعين، ثم زادت على مر التاريخ حتى وصل عددهم إلى ما يزيد على 10 آلاف مزارع حاليا.
واتهم رئيس المفوضية القومية للحدود السودانية أديس أبابا بالتملص من التزاماتها بخصوص اتفاقيات الحدود المحسوم أمرها منذ عام ١٩٠٣.
وأشار إلى امتلاك السودان كل الوثائق والمستندات المؤيدة لموقفه وسيادته على الأراضي التي دخلتها القوات المسلحة السودانية، وأكد إقرار الحكومة الإثيوبية بصحة موقف الخرطوم بشأن ملكية الأراضي المذكورة.
ونبه إلى أن جميع اجتماعات اللجان المشتركة بين البلدين، طوال الفترة الماضية لم تتطرق إلى إعادة النظر في اتفاق الحدود.
وأعاد الجيش السوداني منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي انتشاره في منطقتي الفشقة الصغرى والكبرى، وقال لاحقا إنه استرد هذه الأراضي من مزارعين إثيوبيين كانوا يفلحونها تحت حماية مليشيات إثيوبية منذ عام 1995.
ودفعت التوترات الأمنية على الحدود إلى تفعيل عمل اللجنة المشتركة للحدود، ليعود بذلك ملف النزاع الحدودي المتجدد بين السودان وإثيوبيا إلى الواجهة مرة أخرى، بعد إعلان الجيش السوداني أن قواته تصدت لاعتداء "من مليشيات إثيوبية" في منطقة الفشقة.
وللنزاع الحدودي السوداني الإثيوبي تاريخ قديم، يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، ما جعله يتجدد بسبب إهمال حسم ملف ترسيم الحدود بين البلدين.